تحالف اليمين الإسرائيلي يسعى إلى توقيع وثيقة تدعو لـ«فرض السيادة على الضفة»

الغالبية لا تريد حكومة وحدة يرأسها نتنياهو

مصفّحة إسرائيلية تمر داخل قرية بُنيت خصيصاً قرب قاعدة «الياكيم» العسكرية في شمال إسرائيل، للتدريب على حرب الشوارع (رويترز)
مصفّحة إسرائيلية تمر داخل قرية بُنيت خصيصاً قرب قاعدة «الياكيم» العسكرية في شمال إسرائيل، للتدريب على حرب الشوارع (رويترز)
TT

تحالف اليمين الإسرائيلي يسعى إلى توقيع وثيقة تدعو لـ«فرض السيادة على الضفة»

مصفّحة إسرائيلية تمر داخل قرية بُنيت خصيصاً قرب قاعدة «الياكيم» العسكرية في شمال إسرائيل، للتدريب على حرب الشوارع (رويترز)
مصفّحة إسرائيلية تمر داخل قرية بُنيت خصيصاً قرب قاعدة «الياكيم» العسكرية في شمال إسرائيل، للتدريب على حرب الشوارع (رويترز)

من المنتظر أن يوقّع مرشحو تحالف اليمين الموّحد لانتخابات الكنيست، ميثاقاً يتعهدون فيه بالقيم التي سيدفعها التحالف قدماً، ومنها «إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي وتضمن الحقوق الفردية والمساواة لجميع مواطنيها، والمعارضة لإقامة دولة فلسطينية، وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية». وبادرت إلى ذلك رئيسة التحالف إييليت شاكيد، التي أعربت عن معارضتها لفكرة زميلها رافي بيرتس، فرض السيادة الإسرائيلية على كل أراضي الضفة دون منح حق التصويت للفلسطينيين. وأضافت أن هدفها فرض السيادة على أراضي الأغلبية المطلقة التي يسيطر عليها المستوطنون.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع رأي جديد في إسرائيل أن معظم الإسرائيليين يعارضون تشكيل حكومة وحدة مكونة من حزبي «الليكود» و«أزرق أبيض» برئاسة بنيامين نتنياهو، في الانتخابات البرلمانية المقررة في 17 سبتمبر (أيلول) القادم، وقال 52% من المستطلعة آراؤهم إنهم لا يدعمون حكومة وحدة بين حزبي «الليكود» و«أزرق أبيض»، برئاسة نتنياهو، بينما عبّر 34% فقط عن تأييدهم لهذه الخطوة. وسئل المشاركون في الاستطلاع بالتحديد عن حكومة وحدة برئاسة نتنياهو، بعدما تردد أن مسؤولين إسرائيليين أثاروا في الأيام الأخيرة إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة مرشح آخر من حزب «الليكود».
وجاء هذا الاستطلاع في أعقاب مطلب رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، بتشكيل حكومة وحدة وطنية خالية من الأحزاب الدينية المتشددة «الحريديم»، إلى جانب الاعتقاد السائد في النظام السياسي بأن حكومة الوحدة الوطنية قد تكون السيناريو الوحيد المحتمل في اليوم التالي للانتخابات. وحصل حزب «الليكود»، حسب الاستطلاع، على 31 مقعداً، فيما يحصل تحالف «أزرق أبيض»، بزعامة بيني غانتس، على 29 مقعداً.
ولو أُجريت الانتخابات اليوم، فستحصل كتلة اليمين والأحزاب الدينية المتشددة على 57 مقعداً، ما يعني أنهم سيكونون غير قادرين على تشكيل حكومة بهذا العدد من المقاعد، أما ما تبقى من الأحزاب الأخرى فستحصل على 53 مقعداً، فيما سيحصل حزب «يسرائيل بيتنا»، برئاسة ليبرمان، على 10 مقاعد. وهذا يعني أن حزب ليبرمان سيكون بمثابة «بيضة القبان» التي تقرر أيّ الكفتين ترجح من أجل تشكيل حكومة قادمة، إذ يحتاج أي تكتل إلى 61 مقعداً لحسم تشكيل الحكومة.
وترى وسائل إعلام إسرائيلية أن الخيار الأكثر احتمالاً هو أن تشكل حكومة يمينية بزعامة حزب الليكود، وينضم إليها حزب ليبرمان، سواء مع أو من دون التناوب بين نتنياهو وليبرمان على رئاسة الوزراء في السنة الأخيرة. ويرفض حزب الليكود فكرة التناوب مع ليبرمان، لذلك قد يلجأ إلى التحالف مع حزب العمل، أو «أزرق أبيض». وبذلك يوجد أمام نتنياهو 3 خيارات تتمثل في: إعادة ليبرمان، وهو احتمال ضعيف. والثاني إحداث شرخ في تحالف حزب «أزرق أبيض»، وهو أيضاً مستبعد. والخيار الأخير، وهو الأكثر إمكانية، إنشاء حكومة وحدة تضم أي حزب من خارج اليمين.
من جهة أخرى، تعرّض نتنياهو أمس، لانتقادات لاذعة وجّهها منافسوه في الانتخابات ووزير سابق على خلفية مطالبة أعضاء في حزب الليكود الذي يتزعمه بالتعهد بدعمه. وطُلب من أعضاء الحزب التعهد بدعم نتنياهو لرئاسة الوزراء بعد دعوة منافسيه في المعارضة أعضاء حزبه إلى التخلي عنه. وذهب منافسو نتنياهو إلى حد اتهامه بالانخراط في تكتيكات على طريقة «كوريا الشمالية» على خلفية ما وصفه البعض بأنه تعهد بالولاء. ويخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي حملة انتخابية شرسة، كما يواجه خطر الإدانة بالفساد في الأشهر المقبلة.
وفشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات أبريل (نيسان) الماضي، على الرغم من فوز حزبه الليكود وحلفائه اليمنيين والدينيين بأغلبية المقاعد. ودعا تحالف «أزرق أبيض» أعضاء حزب الليكود إلى التخلي عن رئيس الوزراء وتشكيل حكومة وحدة مع التحالف. و«أزرق أبيض» تحالف بين رئيس الأركان السابق بيني غانتس، ورئيس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل) يائير لابيد. وأكد الأسبوع الماضي وزير الدفاع السابق المتشدد أفيغدور ليبرمان، أن التصويت المقبل يجب أن يؤدي إلى تشكيل حكومة، وإذا لم يستطع نتنياهو القيام بهذه المهمة فيجب على نائب آخر في حزب الليكود الاضطلاع بالمهمة.
وفيما اتّهم الليكود وزير الدفاع السابق بأنه يشجّع على التمرّد، دعا المسؤول في الحزب ديفيد بيتان، الموالي لنتنياهو، المرشحين الأربعين الأبرز في الليكود في الانتخابات إلى توقيع وثيقة يتعهدون فيها بحصر دعمهم في نتنياهو من أجل تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل. وحسب الوثيقة التي وزّعها الليكود فإن «رئيس الوزراء ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، هو المرشح الوحيد لرئاسة الوزراء ولن يكون هناك مرشح آخر». وشبّه موشيه يعالون، من تحالف «أزرق أبيض»، حكومة نتنياهو بحكومة كيم جونغ أون. وكتب يعلون على «تويتر»: «يذكّرني هذا الأمر بفرض كوريا الشمالية على كل مواطن وسائح الانحناء أمام كل تمثال للزعيم».
ورد نتنياهو عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤكداً أن حزب الليكود قد اختار زعيمه ومرشّحيه في انتخابات تمهيدية ديمقراطية. وتساءل نتنياهو: «هل هناك انتخابات تمهيدية في كوريا الشمالية؟ ليس هناك انتخابات تمهيدية»، مشيراً إلى أن تحالف «أزرق أبيض» لم يُجرِ انتخابات تمهيدية.



رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
TT

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

على الرغم من التوصل إلى «هدنة غزة» واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرّات، بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» في شمال البحر الأحمر.

وبينما لم تصدر تعليقات على الفور من الجيشَيْن الأميركي والإسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها 5 غارات وصفتها بـ«الأميركية» استهدفت منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران الواقعة إلى الشمال من صنعاء.

وخلال حشد في أكبر ميادين صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر.

وزعم المتحدث الحوثي أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

وبالتزامن مع ذلك، زعم المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتوعّد المتحدث الحوثي بأن قوات جماعته جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وأنها ستراقب «تطورات الوضع» في غزة، و«ستتخذ الخيارات التصعيدية المناسبة» في حال نكثت إسرائيل الاتفاق مع حركة «حماس».

وبينما أعلنت وسائل إعلام الجماعة تلقي خمس غارات في منطقة حرف سفيان، لم تتحدث على الفور عن الآثار التي تسبّبت فيها لجهة الخسائر البشرية أو المادية.

ومع التفاؤل الدولي والإقليمي واليمني بأن تؤدي الهدنة في غزة إلى استعادة مسار السلام في اليمن، إلا أن مراقبين يمنيين يتخوّفون من استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها سواء البحري أو الداخلي، مستبعدين أن تجنح إلى السلام دون أن تنكسر عسكرياً.

تهديد بالتصعيد

جاءت الهجمات الحوثية والضربات الأميركية، غداة الخطبة الأسبوعية لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي استعرض فيها إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال 15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتِّفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

عناصر حوثية خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة لاستعراض القوة (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

يُشار إلى أن الجماعة تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران، ومحطة كهرباء جنوب صنعاء، وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

عرقلة السلام

عاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.

السفينة التجارية «غلاكسي ليدر» قرصنها الحوثيون واحتجزوا طاقمها منذ 14 شهراً (رويترز)

وأدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، خلال 14 شهراً، إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتَيْن، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

وإذ استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، كانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على الهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان أغلبيتها من نصيب الحديدة الساحلية، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.