السيسي وجونسون يعربان عن التطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي

السيسي لدى لقائه جونسون بالقاهرة في فبراير 2017 عندما كان يشغل الثاني منصب وزير خارجية بريطانيا (الشرق الأوسط)
السيسي لدى لقائه جونسون بالقاهرة في فبراير 2017 عندما كان يشغل الثاني منصب وزير خارجية بريطانيا (الشرق الأوسط)
TT

السيسي وجونسون يعربان عن التطلع لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي

السيسي لدى لقائه جونسون بالقاهرة في فبراير 2017 عندما كان يشغل الثاني منصب وزير خارجية بريطانيا (الشرق الأوسط)
السيسي لدى لقائه جونسون بالقاهرة في فبراير 2017 عندما كان يشغل الثاني منصب وزير خارجية بريطانيا (الشرق الأوسط)

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، عن تطلعهما لتعزيز مجالات التعاون بين البلدين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والسياسي.
وتلقى السيسي، اتصالاً من جونسون، مساء أول من أمس، وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إن رئيس الوزراء البريطاني «أكد أنه يعول على دور مصر المحوري والفاعل كمركز ثقل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط».
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي، أن السيسي «توجه بالتهنئة إلى جونسون على توليه رئاسة وزراء بريطانيا، معرباً عن التطلع لأن تشهد الفترة المقبلة خطوات فعالة لتعزيز ودعم العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا»، ومشيراً إلى أن جونسون أعرب عن «اعتزامه الارتقاء بمجمل العلاقات الثنائية مع مصر، خصوصاً في المجال الاقتصادي والتنموي، ومشيداً بالإنجازات التي حققتها مصر في مجال التنمية الاقتصادية».
وقبل أسبوعين تقريباً، قالت السلطات المصرية، إن سفير بريطانيا لدى مصر، جيفري آدامز، تقدم بـ«اعتذار» إلى وزارة الطيران المدني، أمس، عن «عدم إبلاغ السلطات المصرية» قبل إعلان تعليق شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إيروايز» لرحلاتها إلى القاهرة أسبوعاً. واستأنفت الخطوط البريطانية رحلاتها إلى القاهرة بعد توقف لسبعة أيام، ولم تفصح عن تفاصيله.
وبحسب الرئاسة المصرية، فقد أشار جونسون خلال الاتصال مع السيسي إلى «تطلعه للقاء الرئيس المصري على هامش اجتماعات قمة الدول الصناعية السبعة الكبرى (G7) القادمة بفرنسا الشهر الجاري».
وكان السيسي التقى جونسون، بالقاهرة، في فبراير (شباط) 2017. عندما كان يشغل الثاني منصب وزير خارجية بريطانيا، وتطرقت المحادثات حينها إلى «تعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة استثمارات الشركات البريطانية في مصر، لا سيما في محور تنمية قناة السويس، والتعاون في التعليم».
كما تناولت المباحثات حينها «سبل تعزيز التنسيق بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الإرهاب»، وفي حين دعا السيسي إلى «مواجهة الإرهاب وفق استراتيجية دولية شاملة وفق معيار واحد يستهدف تجفيف منابع تمويلها وإيقاف إمدادها بالسلاح والمقاتلين»، أبدى جونسون دعم بلاده «الكامل لمصر في جهودها لمواجهة وحصار الإرهاب الذي يمثل تهديداً عالمياً يتعين القضاء عليه».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».