«النهضة» التونسية حائرة بين 3 خيارات في الانتخابات الرئاسية

رئيس الحكومة السابق المهدي جمعة قدم ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية

المهدي جمعة يتحدث إلى الصحافيين بعد ترشحه للرئاسة أمس (أ.ف.ب)
المهدي جمعة يتحدث إلى الصحافيين بعد ترشحه للرئاسة أمس (أ.ف.ب)
TT

«النهضة» التونسية حائرة بين 3 خيارات في الانتخابات الرئاسية

المهدي جمعة يتحدث إلى الصحافيين بعد ترشحه للرئاسة أمس (أ.ف.ب)
المهدي جمعة يتحدث إلى الصحافيين بعد ترشحه للرئاسة أمس (أ.ف.ب)

أودع رئيس الحكومة السابق وحزب «البديل» التونسي، المهدي جمعة، ملف ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة، أمس لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وشغل جمعة (57 عاماً) منصب رئيس حكومة مستقلة وغير حزبية تولت تنظيم انتخابات عام 2014 عقب حوار وطني بين الفرقاء السياسيين، تخلت على إثره حركة «النهضة» الإسلامية عن الحكم بسبب احتجاجات شعبية.
أبقى مجلس شورى حركة «النهضة» جلسته الاستثنائية المخصصة لحسم موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية، مفتوحاً إلى يوم غدٍ، إثر خلافات عميقة ظهرت بين قيادات الحركة حول الموقف الذي سيقع عليه الاختيار، سواء بترشيح أحد قياداتها للمنافسات الرئاسية أو دعم أحد المترشحين من خارج الحزب، أو التمسُّك بخيار ثالث بدأت معالمه تتضح، وهو الإبقاء على الحياد خلال الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة يوم 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، واتخاذ موقف لدعم أحد المترشحين خلال الدور الثاني الحاسم.
ومن المنتظر الاجتماع مجددا غداً للمصادقة على أحد الخيارات المطروحة، على ألا تبقى الحركة محايدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، خصوصاً إثر إقرار إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، وهو ما سيكون له انعكاس مباشر على نتائج الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وفي هذا الشأن، قال عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى الحركة، إن 45 من أعضاء المجلس صوتوا لصالح ترشيح شخصية من داخل «حركة النهضة»، و44 صوتوا لصالح دعم أحد المرشحين من خارجها، لكن القانون الداخلي ينص على حسم الموقف بـ50 صوتاً على الأقل، وهو ما دفع بقيادات الحركة إلى ترك اجتماع مجلس الشورى مفتوحاً حتى يوم غد في انتظار حسم الموقف. وفي السياق ذاته، أكد القيادي رفيق عبد السلام أن المكتب التنفيذي للحركة حسم قراره بأن يكون المرشح للرئاسية من خارج قيادات الحزب، لكن الاجتماع الاستثنائي لمجلس الشورى المنعقد بمدينة الحمامات (شمال شرقي تونس) شهد اختلافاً حاداً وتباينات في الآراء، إذ إن هناك من يريد ترشيح عبد الفتاح مورو نائب رئيس الحركة لخوض المنافسات الرئاسية، وهناك أيضاً من اقترح دعم يوسف الشاهد أو عبد الكريم الزبيدي من خارج الحركة، الأمر الذي أدى إلى إرجاء الأمر لمزيد من التشاور.
في غضون ذلك، قررت الهيئة السياسية لحركة «تحيا تونس»، التي يتزعمها يوسف الشاهد، ترشيحه للانتخابات الرئاسية، وسيعقد المجلس الوطني الموسع للحزب دورة استثنائية يوم الخميس المقبل، أي قبل يوم واحد من إغلاق أبواب الترشح للمنافسات الرئاسية، لحسم هذا الملف.
ولتفادي إشكالية ترؤس الشاهد للحكومة التونسية الحالية وازدواجية موقعه، قال لزهر العكرمي، الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالملف السياسي، إنّ رئيس الحكومة سيفوّض أحد الوزراء لترؤس المجالس في حال ترشحه للانتخابات الرئاسية من أجل التفرغ لحملته الانتخابية. وينص الفصل 92 من الدستور التونسي المصادق عليه سنة 2014 على أنّه إذا تعذر على رئيس الحكومة ممارسة مهامه بصفة وقتية، يفوض سلطاته إلى أحد الوزراء.
وكان يوسف الشاهد قد أكد في حوار تلفزيوني قبل أيام أنه اتخذ قراره الخاص بمسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه سيعلن قراره في الأيام القليلة المقبلة.
وحتى صباح أمس، قدم 14 تونسياً ترشحهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وضمت قائمة المترشحين منجي الرحوي، عن «الجبهة الشعبية»، ومحمد عبو عن حزب «التيار الديمقراطي»، ولطفي المرايحي عن حزب «الاتحاد الشعبي الجمهوري»، وعبير موسي عن «الحزب الدستوري الحر»، ونبيل القروي عن حزب «قلب تونس»، وفتحي الورفلي عن حزب «تونس بيتنا»، بالإضافة إلى عدد من المرشحين المستقلين، وهم منير الجميعي ونضال كريم وعلية الحمدي وفتحي الكريمي ونزار الشوك. كما انضم إليهم المنصف الوحيشي القيادي في حزب «التكتل الشعبي»، ومحمد الشاذلي الفقيه ومحمد الهادي المنصوي من «الحزب الديمقراطي للعدالة والرخاء».
ومن المنتظر أن يقدم حمة الهمامي القيادي اليساري البارز ترشحه إثر تصريح محسن النابتي عضو «المجلس المركزي لتحالف الجبهة الشعبية» بأن الهمامي سيقدم ترشحه، وأنه نجح في جمع نحو20 ألفاً تزكية من التونسيين، وأنه يطمح لجمع نحو 50 ألف تزكية قبل خوض الاستحقاق الرئاسي، معتبراً أن الحصول على هذا العدد من التوقيعات يحمل عدة رسائل أهمها أن «التونسيين يثقون كثيراً في مرشح (الجبهة الشعبية)» على حد قوله. وأكد النابتي أن عملية جمع التوقيعات كانت عبارة عن استفتاء لثقة التونسيين في مرشح «الجبهة»، مؤكداً أنه اختار تقديم ترشحه خلال الأيام المقبلة بعيداً عن زحمة الترشحات التي حدثت خلال الأيام الأولى لتفح أبواب الترشح. يُذكر أن المنجي الرحوي أحد زعماء «الجبهة الشعبية» اليسارية، قد ترشح بدوره لخوض الانتخابات الرئاسية وهو من أبرز منافسي حمة الهمامي على القاعدة الانتخابية المشتركة بين المترشحين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التونسية «القضاء» على عنصرين تشتبه في أنهما «إرهابيان»، وذلك خلال عملية مشتركة بين وحدات الحرس الوطني والجيش. وقالت الوزارة في بيان إن الإرهابيين قُتلا بجبل عرباطة بولاية قفصة. في يوليو (تموز) المنصرم، أظهر فيديو منسوب لتنظيم داعش نشر على الإنترنت، مجموعة من المسلحين يحضون على شن مزيد من الهجمات في تونس، ويؤكدون مبايعتهم زعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي.
ورغم تحسّن الوضع الأمني، لا تزال حالة الطوارئ سارية في تونس منذ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، حين قُتل 12 عنصراً في الأمن الرئاسي وأصيب 20 آخرون في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم بوسط العاصمة تونس وتبنّاه تنظيم داعش. وبعد ثورة 2011. شهدت تونس هجمات شنّها إسلاميون متطرفون وقتل خلالها عشرات من عناصر الأمن والجيش والمدنيين والسياح.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.