«بيروت آرت فير» في موسمه الخامس.. تحية خاصة للهند

فتح «بيروت آرت فير» أو «معرض بيروت للفن» أبوابه مساء أمس، للسنة الخامسة على التوالي، مستضيفا أعمالا فنية من 14 بلدا ضمن ما يقارب 46 صالة عرض، وينتظر أن يلقى تجاوبا كبيرا من الزوار؛ إذ إن عددهم العام الماضي وصل إلى 18 ألفا مقابل 11 ألفا العام الذي سبقه، رغم أن الافتتاح جاء السنة الماضية في وقت عصيب، متزامنا مع الإعلان عن الضربة الأميركية لسوريا إثر استخدام السلاح الكيماوي، وقبل الإعلان عن التراجع عنها.
وكان منظمو المعرض قد استبقوا الافتتاح الكبير هذه السنة، بمعرض في الهواء الطلق افتتح مساء الأربعاء، تحت رعاية وزير الثقافة ريمون عريجي، بحيث توزع ما يقارب 23 عملا فنيا، في وسط بيروت، في أماكن متقاربة نسبيا، لتكون على مدار أكثر من أسبوع في مرمى نظر المارة، وبعضها سيبقى بشكل دائم، بعد انتهاء مدة المعرض. و«أسبوع بيروت للفن» يقام للسنة الثانية، مواكبة للمعرض الأم «بيروت آرت فير»، ومحاولة للذهاب باتجاه الجمهور العريض الذي لا يزال يتردد في الذهاب لزيارة المعارض في الصالات المغلقة.
ويقام «بيروت آرت فير» في «مركز بيروت الدولي للمعارض والترفيه» (بيال)، ويستمر حتى 21 سبتمبر (أيلول) الحالي، ويعرض نتاجات فنية حديثة ومعاصرة؛ عربية وآسيوية ومن أوروبا وأميركا الجنوبية، بحيث تعرض أعمال أسماء لامعة إلى جانب مواهب شابة لها من المهارة ما يؤهلها لتأخذ فرصتها.
وإذا كان معرض العام الماضي قد تميز بتخصيص دورته لتكريم أعمال شرق آسيوية من دول مختلفة، فإنه العام الحالي يخصص جناحا هنديا من تنسيق فابريس بوستو، حيث يجري التركيز على الأعمال الصغيرة وما تنطوي عليه من سحر ودقة في العمل (Small Art is Beautiful – Dharma) وهو ما يساعد على قراءة حركة إبداعية تمتد من دلهي إلى مومباي. وقال منسق هذا الجناح فابريس بوستو معلقا: «من خلال مجموعة من الأعمال الصغيرة الحجم، يقدم المعرض التحولات الجارية على مسرح فني لا ينفك يتوسع ويتغير ويتحرك، وهو معبر ومفعم بالحياة، قوي وضعيف، جُسيم فاعل وقوة مكونة لعالم الفن المعاصر».
وكان «بيروت آرت فير» قد انطلق عام 2010 بـ30 صالة فقط عرضت أعمال 30 فنانا يومها، ولم يتجاوز عدد زواره 3500 شخص، ومبيعاته 800 ألف دولار، وفي فترة قياسية تمكن العام الماضي - بحسب مؤسسته ومديرته لو دوهوتفيل - من تحقيق مبيعات بمبلغ 3 ملايين و500 ألف دولار، فيما يبلغ عدد الفنانين الذين يستقبل أعمالهم هذا العام 1500 فنان، وتتوقع الجهة المنظمة أن ترتفع المبيعات لتبلغ 4 ملايين دولار.
وإضافة إلى اللوحات التي يستقبلها المعرض، فإن فن التصميم والتجهيز والتصوير أصبح جزءا لا يتجزأ من الفن الحديث، وهو ما يتمثل، كما العام الماضي، بمعروضات لافتة. كما يعطى فن الحفر مكانا مميزا، حيث يتاح للزوار للمرة الأولى تعلم الحفر، ويقدم فادي مغبغب مشغلا، ويدعو الزوار والفنانين لاكتشاف تقنيات مختلفة، منها: الحفر المائي، والخرط، والكاربوروندوم.
نشأ اهتمام فادي مغبغب بفن الحفر في باريس؛ حيث أتيح له التعرف على التقنيات في أحد المشاغل هناك، قبل أن ينتقل إلى لبنان، وفي رأيه أن «فن الحفر بمثابة تكريم لفن الرسم».
وتعطي الأعمال المعروضة في «بيروت آرت فير» للزائر فكرة عن الحركة الفنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوبي شرقها. وفي المعرض هذه السنة 37 صالة عرض من الشرق الأوسط، للبنان منها حصة 28 صالة، و4 صالات عرض أوروبية، و4 صالات أخرى آسيوية من أرمينيا والصين وسنغافورة وتايلاند، وصالة عرض من الولايات المتحدة الأميركية، وأخرى من أميركا الجنوبية وتحديدا الأرجنتين.
وللسنة الثانية، لفن التصميم أجنحة عدة ومنصة خاصة، بعد أن قطع المصممون اللبنانيون شوطا مهما في هذا المجال، وبعضهم باتت له شهرة عالمية. ويلقي المعرض الضوء على تصاميم 3 فنانين فازوا العام الماضي، وهم كارلو مسعود، وخالد الميس، وساندرا معكرون. وقد دعي أمين المتاحف والناقد الفني جيروم سانس لزيارة هذا المسار، ومشاركة الأعمال التي أحبها مع الجمهور.
كما يشكل الـ«فيديو بروجكس» من خلال برنامج «بودي بوليتكس» من تنسيق الفنانة سيلك شميكل، فرصة سانحة لاكتشاف التوجهات المختلفة في مجال فن الفيديو وآخر مستجداته.
الموسم الخامس لـ«بيروت آرت فير» يأتي في وقت عصيب، ومع ذلك يؤكد المنظمون على تفاؤلهم، ويعدونه فسحة للخروج من «اليومي الكئيب» ودخول عالم الفن الرحيب.. ولو لأيام أربعة.