تركيا: ضبط أحد منفذي تفجير إرهابي بأنقرة في 2016 خلف عشرات القتلى

TT

تركيا: ضبط أحد منفذي تفجير إرهابي بأنقرة في 2016 خلف عشرات القتلى

ألقت قوات الأمن التركية في ولاية هكاري، جنوب شرقي البلاد، القبض على أحد المتورطين في تفجير إرهابي وقع في وسط العاصمة أنقرة في 13 مارس (آذار) عام 2016، وخلف 38 قتيلاً و349 مصاباً. وكان تفجير أنقرة، الذي استخدم فيه 300 كيلوغرام من المتفجرات، واحداً من أكثر التفجيرات الإرهابية دموية في تركيا التي شهدت في ذلك العام سلسلة من التفجيرات في أنحاء مختلفة أعلنت منظمة صقور حرية كردستان، المنشقة عن حزب العمال الكردستاني (المحظور) المسؤولية عن معظمها، ومنها تفجير أنقرة، فيما نسبت أخرى إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقالت ولاية هكاري، في بيان أمس، إن قوات الأمن نفذت، ليلة أول من أمس، عملية في قضاء «يوكسك أوفا» التابع للولاية، تم خلالها القبض على أحد المتورطين في التفجير الإرهابي الذي استهدف أنقرة قبل 3 سنوات.
ولفت البيان إلى أن الإرهابي، الذي تم القبض عليه، مطلوب من قبل القضاء التركي بتهم «الانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة» و«العمل على تهديد وحدة وسلامة الدولة» و«مساعدة منظمة إرهابية في القيام بأعمال تخريبية».
ووقع التفجير قرب موقف الحافلات الرئيسي في متنزه «جوفان بارك» الواقع في منطقة كيزلاي التجارية وسط أنقرة واحترق كثير من السيارات وحافلة نقل ركاب بموقع الانفجار.
وكانت أنقرة شهدت قبلها بأيام في فبراير (شباط) من العام نفسه تفجيراً استهدف رتلاً من سيارات نقل العسكريين أسفر عن مقتل 28 شخصاً.
وقبل نهاية العام ذاته، وقع تفجيران متزامنان أحدهما بواسطة سيارة مفخخة والثاني انتحاري، مساء 10 ديسمبر (كانون الأول) 2016، بفارق دقيقة قرب ملعب نادي بشيكتاش لكرة القدم. وأعلنت مجموعة صقور حرية كردستان مسؤوليتها عن هذه الهجمات أيضاً.
وقتل في تفجيري بيشكتاش 44 شخصاً، بينهم 30 من أفراد الشرطة وأصيب 155 آخرون، حيث كانت السيارة المفخخة استهدفت حافلة تقل أفراد الشرطة، بعد ساعتين من انتهاء مباراة في الدوري التركي بين بيشكتاش، الذي يعد من أكثر أندية تركيا جماهيرية، ونادي بورصة سبور، فيما فجر انتحاري نفسه بعد 45 ثانية في حديقة ماتشكا القريبة من ملعب بيشكتاش، واستخدم في التفجيرين ما بين 300 و400 كيلوغرام من المتفجرات.
وبسبب التفجيرات المتتالية في عام 2016 التي امتدت من أنقرة إلى إسطنبول حيث استهدفت مناطق سياحية ومطار أتاتورك الدولي (حملت الحكومة مسؤوليته لتنظيم داعش الإرهابي)، تراجعت السياحة في تركيا في ذلك العام بنسبة 30 في المائة.
وتأسست منظمة «صقور حرية كردستان» عام 1993 وتتبنى العنف لتحقيق أهدافها السياسية والرد على قرارات الحكومة التركية التي تخص الأكراد. ولا تختلف آيديولوجياً عن حزب العمال الكردستاني، الذي تأسس عام 1984، والذي يتبنى الكفاح المسلح، والرد على العمليات العسكرية للحكومة في مناطق جنوب شرقي تركيا بالمثل.
وبقيت المنظمة قريبة دائماً من حزب العمال الكردستاني قبل أن تنشق عنه في 2004 وتعمل بشكل مستقل. ونفذت أولى عملياتها في 2005، حيث استهدفت حافلة للسياح، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 20 آخرين، وصنفت منظمة إرهابية من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عام 2008.
وتحتفظ المنظمة بعلاقات جيدة مع المقاتلين الأكراد (الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية) في سوريا، وحتى مع حزب العمال الكردستاني في تركيا بشكل غير معلن.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.