خطفت مطالبات للحكومة الألمانية بإرسال قوات للمشاركة في مهمة لحماية ناقلات النفط في مضيق هرمز، اهتمام وسائل الإعلام الألمانية أمس، وذلك في وقت قفزت فيه قضية أمن الملاحة في الخليج، الذي يمر عبره نحو خمس
إمدادات النفط العالمية، إلى صدارة الأجندة العالمية منذ مايو (أيار) عندما اتهمت واشنطن طهران بالوقوف وراء تفجيرات ألحقت أضرارا بست ناقلات على مدى عدة أسابيع.
واتهمت واشنطن إيران بأنها المسؤولة عن الهجمات التي استهدفت ست ناقلات نفط في مايو ويونيو (حزيران)، لكن الأزمة تفاقمت عندما احتجزت قوات من «الحرس الثوري» الإيراني في يوليو (تموز) ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز ردا على ما يبدو على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية بتهمة انتهاك العقوبات الأوروبية بنقلها النفط إلى سوريا.
واستبعدت بريطانيا أول من أمس مبادلة الناقلتين. وقال وزير الخارجية دومينيك راب: «لن نقايض: إذا احتجز أشخاص أو دول ناقلة ترفع علم بريطانيا بشكل غير قانوني فإنه يتعين الالتزام بحكم القانون وحكم القانون الدولي» وفق ما أوردت «رويترز».
قبل ذلك، قالت السفارة الأميركية في برلين الثلاثاء إن الولايات المتحدة طلبت من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في مهمة لحماية الملاحة عبر المضيق و«التصدي للاعتداءات الإيرانية». ورفضت ألمانيا الطلب.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لمحطة (زد دي إف) التلفزيونية الألمانية «الانضمام إلى الموقف الأميركي، الذي نعتبره جزءا من استراتيجية ممارسة أقصى الضغوط (على إيران)، لم يكن قط السبيل الصحيح بالنسبة لنا ولن يكون كذلك في المستقبل».
وحث السفير الأميركي لدى ألمانيا ريتشارد غرينل برلين أول من أمس على تحمل مسؤولية عالمية تضاهي ثقلها الاقتصادي. وقال: «ألمانيا أكبر قوة اقتصادية في أوروبا. يرتبط هذا النجاح بمسؤوليات عالمية».
وطالب خبير الشؤون السياسية في الحزب الديمقراطي الحر بألمانيا، ألكسندر غراف لامبسدورف، المستشارة أنجيلا ميركل بحسم الجدل حول ما إذا كانت ألمانيا ستشارك في مهمة محتملة لحماية ناقلات النفط في الخليج.
وقال لامبسدورف في تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية أمس: «الوزراء الألمان يعارضون بعضهم علانية وأمام حلفائنا في الخارج. هكذا تجعل ألمانيا من نفسها أضحوكة... على الحكومة أن تتحدث بصوت موحد. تنسيق ذلك من مهمة ديوان المستشارية» بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
وتسعى الولايات المتحدة منذ أسابيع للحصول على دعم عريض لمهمتها العسكرية في حماية سفن تجارية من هجمات إيرانية في الخليج.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس رفض مشاركة بلاده في مثل هذه
المهمة، وتسعى ألمانيا للتنسيق مع فرنسا حاليا بشأن الخطوات المقبلة. ومن الناحية النظرية، من الممكن إرسال مهمة أوروبية للخليج موازية للمهمة التي تقودها الولايات المتحدة.
من جانبه، طالب منسق الحكومة الألمانية للتعاون عبر الأطلسي، بيتر باير، بأن تلعب بلاده دورا رياديا في مهمة أوروبية محتملة لتأمين النقل البحري في مضيق هرمز.
وقال باير في تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية أمس: «على ألمانيا أن تتولى هنا القيادة السياسية، ولا تتملص من الأمر... الإشارات التي تصدر في هذا الصدد غير موحدة وغير واضحة بالقدر الكافي».
وأكد باير أن إرسال مهمة أوروبية للخليج سيكون خطوة مهمة، وقال: «لا يمكن لأوروبا ألا تفعل شيئا حيال الأمر».
وفي سياق متصل، عبر قطاع النقل البحري في ألمانيا عن شعوره بآثار الأزمة في الخليج، حيث قال المدير التنفيذي للاتحاد الألماني لشركات النقل البحري، رالف ناغل، في تصريحات لصحيفة «هاندلسبلات» الألمانية: «خطورة المرور (عبر مضيق هرمز) تزداد، وتزداد معها أيضا أقساط التأمين».
وأعرب ناغل عن تشككه إزاء مهمة «الحارس» الأميركية لمرافقة السفن بغرض الحماية، وقال: «لا يمكن أن يكون للملاحة البحرية التجارية مصلحة في جر الطواقم والسفن إلى نزاع بين الولايات المتحدة وإيران»، مضيفا في المقابل أن إرسال مهمة مراقبة أوروبية سيكون «أمرا جديرا بالدراسة، ما دامت ستساهم في التهدئة».
ومن جانبه، دعا الرئيس المؤقت للكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسنيش، الحكومة الألمانية إلى إطلاق مبادرة جديدة للسلام مع إيران.
وقال موتسنيش في تصريحات لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية الصادرة أمس: «لا ينبغي أن تتوقف الدبلوماسية عن السعي نحو درء الحروب... جميع الأطراف في المنطقة تنظر إلى ألمانيا على أنها دولة ليس لديها مصالح جيوسياسية. هذا الأمر ينبغي أن تستفيد منه كل حكومة ألمانية على المستوى السياسي في المستقبل أيضا».
وفي علامة على تزايد القلق بشأن الأمن في الخليج، قالت شركة رويال داتش شل، يوم الخميس الماضي، إنها لا تسير أي ناقلات ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز في الوقت الحالي.
مطالب لميركل بحسم الجدل حول المشاركة في مهمة أمن الملاحة
مطالب لميركل بحسم الجدل حول المشاركة في مهمة أمن الملاحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة