مطالبة فلسطينية بتدخل أوروبي في قضية الأسرى لدى إسرائيل

الأسيرة المحررة خالدة جرار (ويكيبيديا)
الأسيرة المحررة خالدة جرار (ويكيبيديا)
TT

مطالبة فلسطينية بتدخل أوروبي في قضية الأسرى لدى إسرائيل

الأسيرة المحررة خالدة جرار (ويكيبيديا)
الأسيرة المحررة خالدة جرار (ويكيبيديا)

عقد مسؤولون فلسطينيون أمس (الجمعة)، اجتماعاً مع سفراء وقناصل دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى فلسطين، لطلب تدخل أوروبي بشأن أوضاع الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل. واتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، خلال الاجتماع الذي عقد في رام الله، إسرائيل بارتكاب «جرائم» بحق الأسرى الفلسطينيين، بحسب بيان صدر عن مكتبه.
وقال عريقات إن إسرائيل «تنتهك حقوق الأسرى الأساسية التي كفلتها القوانين والأنظمة الدولية»، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية «تبذل الجهود الحثيثة من أجل محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة لحقوق شعبنا المشروعة وفي مقدمتها قضية الأسرى».
واستعرض عريقات ممارسات في سجون إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين؛ «كالتعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة والإهمال الطبي وغيرها». وأشار إلى حادثة وفاة الفلسطيني نصار طقاطقة قبل أسبوعين داخل العزل الانفرادي في سجن إسرائيلي «نتيجة تعرضه للإهمال الطبي المتعمد».
واعتبر عريقات أن وفاة طقاطقة وعدم اكتراث السلطات الإسرائيلية بتدهور صحته «يعتبر إعداماً مع سبق الإصرار والترصد وتجب المحاسبة على ذلك».
وكان طقاطقة (31 عاماً) وهو من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية توفي في معتقل «نيتسان» الرملة الإسرائيلي في 16 الشهر الماضي في ظروف غامضة.
وفي هذا السياق، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير قدري أبو بكر، خلال الاجتماع، إن طقاطقة توفي «نتيجة الإهمال الطبي المتعمد كما أظهرت نتائج التشريح، وليس نتيجة لسكتة قلبية كما ادعت مصلحة سجون الاحتلال».
واتهم أبو بكر إسرائيل بتطبيق «نظام تعسفي ممنهج ومتواصل بحق الأسرى منذ عام 1967، إذ كان طقاطقة يمثل أمام محاكم الاحتلال على نقالة مطالباً بنقله للمستشفى للعلاج لكن دون جدوى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة».
وقدم مستشارون في دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية وممثلو منظمات حقوقية والقيادية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» خالدة جرار التي اعتقلت لدى إسرائيل عدة مرات، مداخلات وشهادات بشأن ممارسات إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين.
وطالب هؤلاء دول الاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية الدولية بـ«فتح تحقيق بالجريمة النكراء التي ارتكبتها إسرائيل بحق طقاطقة، ومحاسبتها على جميع جرائمها بحق الأسرى». وكان تقرير فلسطيني صدر منتصف الشهر الماضي، ذكر أن العدد الحالي للأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يبلغ نحو 5500 بينهم 43 امرأة و220 طفلاً، فيما وصل عدد المعتقلين إدارياً إلى نحو 500 أسير.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.