يبدو أن إطلاق المقذوفات الصاروخية من قبل كوريا الشمالية، التي كان آخرها أمس (الجمعة)، يستهدف الضغط على كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لوقف تدريبات عسكرية مزمع إجراؤها في وقت لاحق من الشهر الحالي، والحصول على تنازلات أخرى. وقال ليف - إريك إيزلي، خبير العلاقات الدولية في جامعة إيهوا الكورية الجنوبية، إن حكومة بيونغ يانغ تحسن قدراتها العسكرية بدأب، كما تطرح مطالب تفاوضية من خلال التجارب. ومضى يقول: «الهدف ليس زيادة قدرة بيونغ يانغ على فرض إرادتها على جيرانها فحسب، وإنما هناك هدف آخر هو تطبيع انتهاك كوريا الشمالية للعقوبات من خلال التجارب كما لو كانت مشروعة، مثل التدريبات الدفاعية الكورية الجنوبية». وتمنع قرارات الأمم المتحدة كوريا الشمالية، التي أجرت كذلك تجارب نووية عدة، من إطلاق صواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى.
وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ جديدة، أمس، للمرة الثالثة خلال ثمانية أيام، وذلك ضمن سلسلة تجارب يقول محللون إن الهدف منها تحسين القدرات الدفاعية للبلاد والضغط على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بينما يجري اتخاذ الاستعدادات لاستئناف محادثات تفكيك الترسانة النووية لكوريا الشمالية.
نقلت وكالة «كيودو» للأنباء عن مسؤولين بالحكومة اليابانية قولهم، إن من المحتمل أن تكون القذائف التي أطلقتها كوريا الشمالية في وقت مبكر أمس صواريخ باليستية قصيرة المدى. وقالت وزارة الدفاع اليابانية، إن إطلاق كوريا الشمالية قذيفة جديدة لم ينتج منه أي تأثير فوري على أمن البلاد. وذكرت الوزارة في بيان أنه لم تصل أي صواريخ باليستية إلى أراضي اليابان، أو إلى منطقتها الاقتصادية الخالصة بعد الإطلاق.
قال أمين عام مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا، أمس، إنه ليس هناك أي تأثير على بلاده جراء إطلاق مقذوفات عدة من جانب كوريا الشمالية. وقال، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية «لم يسقط أي صاروخ باليستي على الأراضي اليابانية أو في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان». بحسب وكالة «جي جي برس» اليابانية.
وتختبر كوريا الشمالية الصواريخ على الرغم من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع زعيمها كيم جونغ أون يوم 30 يونيو (حزيران)، واتفاقهما على إحياء المحادثات. وهوّن المسؤولون الأميركيون، الذين يحدوهم الأمل في إحياء تلك المحادثات المتوقفة مع كوريا الشمالية، من شأن التجارب. وسئل ترمب في البيت الأبيض قبل أن يبدأ رحلة دعاية انتخابية إلى أوهايو عما إذا كان يعتقد أن كيم يختبره، فأجاب بأن التجارب لا تنتهك وعود الزعيم الكوري الشمالي. وقال ترمب أيضاً، إن التجارب كانت لصواريخ قصيرة المدى، مضيفاً: «لم نبرم اتفاقاً أبداً على ذلك. ليست لدي مشكلة». مضيفاً أن الوضع «تحت السيطرة كثيراً للغاية» بعد الإطلاق الصاروخي الثالث لبيونغ يانغ في غضون أكثر من أسبوع.
وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في بانكوك، حيث يحضر اجتماعاً لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، إن العملية الدبلوماسية ربما تشهد بعض العقبات، لكن المحادثات مع كوريا الشمالية «مستمرة حتى اللحظة الحالية».
وقالت حكومة كوريا الجنوبية، إن أحدث القذائف التي أطلقتها كوريا الشمالية تبدو صواريخ جديدة باليستية قصيرة المدى. وذكرت هيئة الأركان المشتركة في سيول، أن الصواريخ قطعت مسافة 220 كيلومتراً وبلغت ارتفاع 25 كيلومتراً. وقالت الهيئة، كما نقلت عنها «رويترز»، إن بيونغ يانغ أطلقت مقذوفات غير محدّدة قصيرة المدى صباحاً بالقرب من منطقة يونغ هينغ بإقليم هام كيونغ في اتجاه البحر الشرقي. وأضافت الهيئة، أن الجيش الكوري الجنوبي يراقب الوضع عن كثب في حالة حدوث عمليات إطلاق إضافية مع الحفاظ على وضعية الاستعداد.
وقال مسؤول أميركي، إن المخابرات الأميركية رصدت مقذوفاً واحداً على الأقل، ومن الممكن أن يكون العدد أكبر، مضيفاً أنها لا تمثل تهديداً لأميركا الشمالية. وقال مسؤول أميركي، إن المعلومات الأولية تشير إلى أن المقذوفات تماثل اختبارين آخرين لصواريخ فصيرة المدى أجرتهما بيونغ يانغ منذ الأسبوع الماضي. وقالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية، إن كيم أشرف على إطلاق ما وصفته بأنه نظام صاروخي جديد موجّه متعدد الإطلاق يوم الأربعاء. وأضافت أنه راقب أيضاً إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى في الأسبوع الماضي.
وأدان الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن الدولي الجولة الأخيرة من الاختبارات الصاروخية الكورية الشمالية. وحضت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، كوريا الشمالية على «اتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع السلاح النووي (بشكل) كامل ويمكن التحقق منه ولا رجعة فيه، والدخول في مفاوضات ذات مغزى مع الولايات المتحدة، على النحو الذي تم التوافق عليه بين الرئيس ترمب والزعيم كيم جونغ - أون في 30 يونيو». وقالت الدول الأوروبية بمجلس الأمن في بيان مشترك، كما نقلت عنه «رويترز»، إن بذل كوريا الشمالية «جهوداً جدّية (...) لاستئناف الحوار الدبلوماسي والتقدّم نحو نزع السلاح النووي، هي الوسيلة الأفضل لضمان أمن شبه الجزيرة الكورية واستقرارها، فضلاً عن مستقبل أفضل للشعب الكوري الشمالي». وأضافت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أن «العقوبات الدولية يجب أن تظلّ سارية، وأن تُنفّذ بالكامل حتى يتمّ تفكيك برامج الصواريخ النوويّة والباليستية لكوريا الشمالية. من الضروري أن يُظهر مجلس الأمن وحدة في (ما يتعلّق) باحترام قراراته».
كوريا الشمالية تطلق مزيداً من صواريخها الجديدة
ترمب لا يعتبرها «مشكلة» لأن لا اتفاق بشأنها
كوريا الشمالية تطلق مزيداً من صواريخها الجديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة