وزراء دفاع أميركيون دخلوا التاريخ

وزراء دفاع أميركيون دخلوا التاريخ
TT

وزراء دفاع أميركيون دخلوا التاريخ

وزراء دفاع أميركيون دخلوا التاريخ

عرف العالم، بجانب أميركا، عدداً من وزراء الدفاع الأميركيين الذين لعبوا أدواراً مهمة في مفاصل تاريخية، سياسياً وعسكرياً. وبين أبرز هؤلاء:
> الجنرال جورج مارشال. ولد عام 1880، في بلدة يونيون تاون بولاية بنسلفانيا، وتوفى عام 1959.
تولى رئاسة أركان الجيش الأميركي (1939 - 1945)، وعيّن وزيراً للخارجية (1947 - 1949)، ثم وزيراً للدفاع (1950 - 1951). حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1953 تقديراً لـ«خطة (أو مشروع) مارشال» التي أعادت بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
تخرج في معهد فيرجينيا العسكري عام 1901، وعُين ضابطاً برتبة ملازم ثانٍ، وخدم إبان السنوات السابقة للحرب العالمية الأولى لفترتين في الفلبين، وأسندت إليه عدة مهام ميدانية، كما عمل في عدة معاهد عسكرية. وفي سبتمبر (أيلول) 1939، تخطى مارشال 32 ضابطاً أقدم رتبة منه، حين اختاره الرئيس فرانكلن روزفلت لتولي منصب رئيس أركان القوات المسلحة. وبدأ مارشال في وضع الخطط الاستراتيجية، وحشد تأييد الكونغرس لزيادة حجم القوات وتسليحها وتزويدها بالمعدات اللازمة. وفي أعقاب قصف اليابان ميناء بيرل هاربر (بجزر هاواي)، وإعلان الولايات المتحدة دخولها الحرب العالمية الثانية، باشر مارشال تنفيذ خططه، وتمكن من زيادة عدد القوات المسلحة إلى 8 ملايين جندي، وأعاد تنظيم هيئة الأركان التي قسمت إلى ثلاث قيادات رئيسية، هي: القوات الجوية، والقوات البرية، وخدمات الجيش.
> روبرت مكنمارا. وزير الدفاع الثامن، صاحب أطول مدة أمضاها وزير للدفاع، وهي ثماني سنوات. ولد عام 1916، وتوفى عام 2009، وخدم في المنصب من عام 1961 إلى 1968، إبان عهدي الرئيسين الديمقراطيين جون كينيدي وليندون جونسون. ولقد لعب مكنمارا دوراً رئيساً في تصعيد تدخل الولايات المتحدة في حرب فيتنام، وكان مسؤولاً عن إدخال تحليل النظم في السياسة العامة، التي تطورت لاحقاً بما بات يعرف بتحليل السياسات.
قبل تعيين مكنمارا وزيراً للدفاع، شغل منصب رئيس شركة «فورد» لصناعة السيارات. وأصبح مكنمارا مستشاراً مقرباً للرئيس كينيدي، ودعا لاستخدام الحصار في أثناء أزمة الصواريخ الكوبية. ووضع وكينيدي استراتيجية دفاعية في الحرب الباردة، سُميت «الاستجابة المرنة» التي تدعو إلى الرد العسكري الفوري.
أيضاً قام مكنمارا بتوحيد مهام المخابرات واللوجيستيات داخل «البنتاغون» في وكالتين مركزيتين، هما وكالة استخبارات الدفاع ووكالة تأمين الدفاع، وترأس عملية إرسال الجنود إلى جنوب فيتنام.
> ريتشارد «ديك» تشيني. ولد عام 1941. ورغم شهرته كنائب للرئيس الأميركي جورج بوش «الابن»، فإنه برز إبان شغله منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس جورج بوش «الأب» من عام 1989 إلى 1993.
أشرف تشيني على عملية «عاصفة الصحراء» عام 1991، وترك منصبه بعد انتخاب الرئيس بيل كلينتون، ليصبح بعدها المدير التنفيذي لشركة «هاليبرتون» من عام 1995 إلى 2000. ويعتقد على نطاق واسع أنه كان وراء قرار اجتياح العراق عام 2003.
> دونالد رامسفيلد. ولد عام 1932، وكان أصغر من يتولى هذا المنصب، وثاني أطول من يشغله أيضاً. شغل منصب وزير الدفاع الثالث عشر في عهد الرئيس جيرالد فورد من عام 1975 إلى 1977، ووزير الدفاع الحادي والعشرين في عهد جورج بوش «الابن» من عام 2001 إلى 2006. عمل على تحديث وإعادة هيكلة الجيش الأميركي للقرن الـ21، ولعب دوراً محورياً في الرد على هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وفي الحربين اللاحقتين في أفغانستان والعراق. وأثار الجدل حول أساليب الاستجواب المعزّز، فضلاً عن فضيحة تعذيب السجناء في سجن أبو غريب في العراق.
> الجنرال جيمس ماتيس. جنرال أميركي متقاعد، عينه الرئيس دونالد ترمب وزيراً للدفاع في بداية عهده، ونال استثناء خاصاً من مجلس الشيوخ من شرط قضاء المسؤول العسكري 7 سنوات قبل توليه مسؤولية مدنية. عمل في قوات مشاة البحرية، وتدرج في مناصبه ليتولى رئاسة القيادة الوسطى الأميركية من 2010 إلى 2013، حين تقاعد. كما عمل قائداً لـ«الناتو» من 2007 إلى 2009، ويعد من أعلام حرب العراق، حيث قاد معركة الفلوجة عام 2004، وشارك في حرب أفغانستان.
في ديسمبر (كانون الأول) 2018، قدم ماتيس استقالته من منصب وزير الدفاع، إثر قرار الرئيس دونالد ترمب المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»