وقود متجدد غير تقليدي لمحركات السيارات

وقود متجدد غير تقليدي لمحركات السيارات
TT

وقود متجدد غير تقليدي لمحركات السيارات

وقود متجدد غير تقليدي لمحركات السيارات

تسعى مراكز الأبحاث العالمية إلى تحسين محركات الاحتراق الداخلي من خلال تطوير تركيبات وقود مبتكرة وتقنيات محركات احتراق داخلي أكثر كفاءة. وتحدّ التصميمات الجديدة للمحرّكات عالية الكفاءة في استهلاك الوقود، وبدرجة كبيرة، من تأثير المركبات على البيئة، لا سيّما إذا كانت تلك المحركات تعمل بوقود متجدد غير معتمد على النفط. وفي سبيل التأكد من توافق هذا الوقود غير التقليدي مع الجيل المقبل من المحركات، أجرى فريق بحثي في «جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)» دراسة كومبيوترية بخصوص سلوك الوقود عند الاشتعال. ودرس الفريق البحثي، بقيادة هونج إيم؛ من «مركز الاحتراق النظيف» في «كاوست»، اشتعال مُركبات الوقود القائمة على الميثانول.
ويشير وونسيك سونغ؛ أحد طلبة الدكتوراه في فريق إيم، إلى أن الميثانول وقود واعد من الناحيتين الاقتصادية والبيئية، ويمكن إنتاجه بطريقة متجددة بوصفه وقوداً حيوياً أو عن طريق تفاعل كهروكيميائي مدفوع بالطاقة الشمسية ينتج عنه الميثانول من ثاني أكسيد الكربون. غير أن وقود الميثانول النقي لا يتناسب مع أحدث المحركات.
تُحدِث محركات البنزين التقليدية شرارة لإشعال الوقود، ويمكن أن يتحوّل بعض محركات البنزين الحديثة إلى وضع الاشتعال بالضغط؛ إذ يعمل مثل محرك الديزل تحت ظروف معينة لتعظيم كفاءة الوقود. ولكن الميثانول لا يتفاعل بالقدر الكافي فيما يخص طريقة الاشتعال بالضغط، وفقاً لقول سونغ، الذي يضيف: «يتضمن النهج الذي نستخدمه مزج وقود أكثر قدرة على التفاعل، مثل ثنائي ميثيل الإيثير (DME) والمعروف أيضاً باسم (ميثوكسي ميثان)؛ (مركب عضوي غازي عديم اللون قابل للاشتعال)، مع الميثانول لإنتاج مزيج من الوقود يمكن استخدامه في محركات الاشتعال بالضغط، ويحقق مستوى أعلى من كفاءة الاحتراق مقارنة بنظيره الذي يشتعل بالشرارة».
وقد استخدم الفريق تحليلاً كومبيوترياً لدراسة كيمياء احتراق مزيج الميثانول وثنائي ميثيل الإيثير. ولأن عملية الاحتراق معقدة للغاية بحيث يصعب محاكاتها كلياً بكفاءة، بدأ الباحثون بإنتاج نموذج هيكلي للعملية أزيلت منه التفاعلات الجانبية. ويوضح إفستاثيوس تينجاس، باحث ما بعد الدكتوراه وأحد أعضاء الفريق، أنهم أنتجوا نموذجاً هيكلياً يتضمن 43 نوعاً و168 تفاعلاً، ويصف بدقة خصائص الاشتعال والاحتراق للميثانول والإيثير ثنائي الميثيل، وذلك انطلاقاً من نموذج مُفَصَّل يحتوي على 253 نوعاً كيميائياً و1542 تفاعلاً.
كما أوضح الباحثون أن ثنائي ميثيل الإيثير هيمن على مسارات التفاعل في أثناء المرحلة الأولى من الاشتعال وحفّزها بكفاءة عالية. كما درسوا أيضاً تأثير زيادة درجة حرارة الهواء الأولية لمحاكاة البؤر الساخنة التي قد تنشأ داخل المحرك. وكذلك درسوا تأثيراته على توقيت الاشتعال. وبحسب تينجاس؛ فإنه، وفي درجات الحرارة المرتفعة، يعوق ثنائي ميثيل الإيثير الاشتعال قليلاً؛ لأن كيمياءه تعتمد على تشكّل بعض الجزيئات الغنية بالأكسجين التي تكون بطبيعتها غير مستقرة في درجات الحرارة المرتفعة، في المقابل يصبح الميثانول متفاعلاً للغاية في درجات الحرارة المرتفعة.
ويوضح سونغ أن هذه الدراسة دليل استرشادي أساسي لدراسة اشتعال مزيج الميثانول وثنائي ميثيل الإيثير في محركات احتراق تعمل بطريقة الاشتعال بالضغط. وأضاف أن الخطوة المقبلة هي تطوير نماذج محاكاة أكثر تعقيداً تتضمن تأثير الاضطراب على اشتعال الوقود.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.