اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان تبحث الانتهاكات الإسرائيلية

TT

اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان تبحث الانتهاكات الإسرائيلية

انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في القاهرة أمس، أعمال الدورة العادية (46) للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بمشاركة ممثلي الجهات المعنية في الدول الأعضاء. وتتصدر الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة جدول أعمال الدورة.
وفي كلمتها في افتتاح أعمال الدورة، أشادت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، بما اعتبرته «تحركاً إيجابياً» للمجموعة العربية في جنيف ونيويورك، بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة.
وقالت أبو غزالة: «لقد شهدت الفترة ما بين دورتي اللجنة دينامية إيجابية على المستويين الوطني والإقليمي»، موضحة أنه في لبنان تمت تسمية أعضاء «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان»، كما تمت تسمية أعضاء «المجلس الوطني لحقوق الإنسان» في المملكة المغربية.
وهنأت اللجنة على اعتماد «الاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان» على مستوى القمة و«الإعلان العربي المتعلق بحق ومسؤولية منظمات المجتمع المدني في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية» على المستوى الوزاري. وذكرت أبو غزالة أن الأمانة العامة للجامعة تعتزم تنظيم فعالية يوم 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 احتفالاً بيوم الطفل العربي تحت عنوان «دعم وحماية أطفال فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي». وأوضحت أن لهذه الجهود دلالات عميقة على المكانة التي تحظى بها حقوق الإنسان وحمايتها لدى الأمانة العامة ولدى كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية.
وأشارت إلى أهمية اختصاصات اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، لا سيما الدور المنوط بها لإعداد تصور للموقف العربي تجاه قضايا حقوق الإنسان المطروحة إقليمياً ودولياً، مع التأكيد على أن ما تقدمه اللجنة من فكر يسهم في تكريس حقوق الإنسان نصاً وآليات وممارسة.
من جانبه، قال أسامة سليمان الذويخ رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، إن هناك كثيراً من الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية، في مقدمتها اعتماد وإقرار الاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان بصيغتها الصادرة عن أعمال الدورة السابقة، التي تؤكد حماية وتعزيز حقوق الإنسان، لافتاً إلى أنها عملية مستمرة يقتضي تنفيذها وضع خطط مرحلية يستمر العمل فيها لفترات طويلة مدروسة.
ونوه بإقرار الإعلان العربي المتعلق بحق ومسؤولية منظمات المجتمع المدني في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، الذي جاء إيماناً من الدول العربية بكرامة الإنسان وحقه في حياة كريمة مبنية على الحرية والعدل والمساواة تحت حماية القانون.
وقال: «نلتقي كمعنيين في مجال حقوق الإنسان من مسؤولين وخبراء لمتابعة النظر في قضية العرب الأولى (القضية الفلسطينية)، وما تتعرض له من انتهاكات صارخة للقوانين الدولية وانتهاكات وممارسات عنصرية يتعرض لها الشيوخ والأطفال والنساء والرجال دون أي اعتبارات إنسانية».
وأكد أهمية مواصلة النظر في الخطط المرحلية للاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان، والخطة العربية للتربية على حقوق الإنسان وكذلك الخطة العربية لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.