مصر لتنشيط الاستثمار العقاري عبر نظام جديد لتخصيص الأراضي

الطرح المباشر يتيح للمطورين اختيار الموقع ودراسة المشروعات

مصر تسعى لتنشيط الاستثمار العقاري عبر تطبيق نظام جديد لتخصيص الأراضي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر تسعى لتنشيط الاستثمار العقاري عبر تطبيق نظام جديد لتخصيص الأراضي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لتنشيط الاستثمار العقاري عبر نظام جديد لتخصيص الأراضي

مصر تسعى لتنشيط الاستثمار العقاري عبر تطبيق نظام جديد لتخصيص الأراضي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر تسعى لتنشيط الاستثمار العقاري عبر تطبيق نظام جديد لتخصيص الأراضي (تصوير: عبد الفتاح فرج)

بدأت مصر ممثلة في وزارة الإسكان تنفيذ سياسة جديدة لتخصيص الأراضي في المدن الجديدة، ومدن الجيل الرابع، وذلك عبر نظام التخصيص المباشر للأراضي بناء على طلب المطورين والمستثمرين، وهو ما اعتبره خبراء خطوة جيدة لتنشيط الاستثمار العقاري، بينما طالب آخرون بضرورة تحقيق التكامل بين الآليات المختلفة لطرح الأراضي خاصة في المدن الجديدة، حتى لا تطغى خطط المطورين العقاريين، على خطط الدولة لاستغلال المدن الجديدة اقتصاديا.
ويأتي النظام الجديد تنفيذاً لقرار مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، رقم 125 لسنة 2019 الخاص بوضع آليات للتعامل مع طلبات المستثمرين، للحصول على قطع أراض بأنشطة مختلفة بالمدن الجديدة، بنظام التخصيص المباشر بالجنيه المصري، أو الدولار الأميركي، وفقا لمجموعة ضوابط من بينها قيام المستثمر بسداد نسبة 10 في المائة من قيمة الأرض خلال 30 يوما من تاريخ تقديم الطلب، لإثبات جدية الحجز.
ووصف المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، آلية الطرح المباشر بأنها «جيدة»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الآلية الجديدة ستساهم في تقليل الإجراءات التي كانت تؤثر سلباً على الاستثمار، وعلى سرعة تدفق رؤوس الأموال»، مطالباً «هيئة المجتمعات العمرانية بالحرص على اختيار الشركات الجادة والقوية، بهدف زيادة جاذبية مدن الجيل الرابع وسرعة تنميتها».
لكن الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، يرى أنه «رغم تأثير آلية الطرح الجديدة الإيجابي على الاستثمار، إلا أنه يجب أن يكون للدولة دور في تحديد نوعية الاستثمارات»، وقال عبد العظيم لـ«الشرق الأوسط»، إن «آلية الطرح المباشر التي بدأت وزارة الإسكان في تنفيذها ستعمل على تشجيع الاستثمار العقاري وتنشيطه، لكن في الوقت نفسه، فإن طريقة الطرح التقليدية كانت مهمة لأنها تمكن الدولة من تحديد نوعية الاستثمار المطلوب في منطقة معينة، والغرض منه، وفقا لخطة الدولة الاستثمارية».
وكانت الآلية السابقة لتخصيص الأراضي تعتمد على طرح هيئة المجتمعات العمرانية أراضي لمختلف الأنشطة وفي مختلف المدن بمساحات مختلفة، ويتم تسعيرها وفقا للجنة حكومية، من خلال طروحات على فترات متباعدة.
وقال عبد العظيم إنه «لا بد من التكامل بين آليات الطرح المختلفة، بدلا من الاعتماد على آلية واحدة»، مشيرا إلى أن «الآلية الجديدة تتيح للمستثمر اختيار الأرض التي يريدها، وعمل دراسة جدوى للمشروع الذي ينوي الاستثمار فيه، وبالتالي فهو مفيد في بعض الأنواع، لكن للأراضي التي تطرحها الدولة لأغراض استثمارية معينة أهمية أيضا، وهذا لا يعني أن المستثمر غير مطالب بإعداد دراسات جدوى عند التقدم لشراء هذه النوعية من الأراضي، ففي الحالتين يجب على المستثمر عمل دراسة جدوى لأي مشروع ينوي تنفيذه».
بدوره أكد بدر الدين أنه «كان يفضل اتباع آلية الشراكة في طرح الأراضي في مدن الجيل الرابع، عبر طرح مساحات كبيرة لأغراض استثمارية معينة، لضمان النهوض بهذه المدن، وتنفيذ مشروعات ضخمة تساهم في إحياء المنطقة، وسرعة جذب العملاء والاستثمارات إليها»، مشيراً إلى أن «الآلية الجديدة ستخلق حالة عالية من التنافسية بين الشركات، وهو ما سيدفعها لتقديم تسهيلات أكبر في سداد ثمن الوحدات السكنية أو التجارية في مشروعاتهم، وبالتالي الضغط عليها، خاصة مع التزامها بسداد أقساط لهيئة المجتمعات مقابل تلك الأراضي».
من جانبه انتقد الدكتور عز الدين حسنين، الخبير الاقتصادي، آلية الطرح الجديدة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تفتح الباب للتمييز، كما أنها تترك للمطور العقاري حرية اختيار نوع الاستثمار، بدلاً من تنفيذ مخططات الدولة الاقتصادية والاستثمارية»، مشيراً إلى أن «الآلية الجديدة ستزيد من احتكار مجموعة المطورين العقاريين الكبار للسوق وتحكمهم فيه لأنهم من يملكون التقدم لشراء هذه الأراضي»، مشدداً على ضرورة أن «يكون لوزارة الإسكان خريطة اقتصادية للتوسع العمراني، تطرح الأراضي بناء عليها».
وقال الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في بيان صحافي، إن «آلية الطرح الجديدة حققت نجاحاً كبيراً في فترة قصيرة، وحظيت بقبول واسع من جانب المستثمرين»، مشيراً إلى أن «تغيير آلية الطرح هدفه التيسير على المستثمرين، وزيادة وتيرة التنمية بالمدن الجديدة، ولا سيما مدن الجيل الرابع». وأضاف وزير الإسكان أنه «منذ تطبيق الآلية الجديدة تلقت الهيئة 512 طلباً لتخصيص أراض، بأنشطة متنوعة بالمدن الجديدة، تم تحديد سعر البيع لـ298 طلبا منها، وتوفير أراضٍ بمساحة إجمالية 4400 فدان، وتبلغ القيمة التقديرية لتلك الأراضي نحو 42.64 مليار جنيه، وتم سداد قيمة جدية حجز البالغة 10 في المائة من قيمة قطع الأراضي لـ115 طلباً حتى الآن».
وأوضح الدكتور وليد عباس، معاون وزير الإسكان لشؤون هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أنه «يجري حاليا العمل على استكمال إجراءات التخصيص لنحو 115 قطعة أرض في 21 مدينة جديدة، تبلغ مساحتها نحو 960 فداناً»، مشيراً إلى أن «تخصيص هذه الأراضي سيضخ استثمارات تصل إلى نحو 35 مليار جنيه، كما سيوفر الكثير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة»، لافتاً إلى أن «وزارة الإسكان نشرت على موقعها الإلكتروني خريطة توضح الأراضي المعروضة للاستثمار بالمدن الجديدة عن طريق التخصيص المباشر، وأسعارها».
ووفقا للآلية الجديدة أعلنت شركة إمكان مصر إيست التابعة لمجموعة أبوظبي القابضة، قبل أيام حصولها على قطعة أرض مساحتها 166 فدانا بالقاهرة الجديدة، بقيمة 5 مليارات جنيه مصري، بعد 5 أيام من المفاوضات مع وزارة الإسكان.
وقال أمجد حسانين، نائب الرئيس التنفيذي لـ«كابيتال جروب» التابعة لمجموعة أبوظبي القابضة، لـ«الشرق الأوسط» إن «الآلية الجديدة حققت السرعة المطلوبة في تخصيص الأراضي، والرد على طلبات المستثمرين»، مشيراً إلى أن «هذه الصفقة تعد الأسرع في مصر، وفي 19 دولة تعمل بها مجموعة أبوظبي».
ولا تخلو الآلية الجديدة من الأعباء على المستثمرين، وأوضح بدر الدين فإنه «في حال عدم قدرة المطور العقاري على استكمال المشروع الذي تقدم لتنفيذه، يتم إعادة طرح الأراضي بأسعار أعلى من التي تم الطرح بها من قبل، وهو عبء على الشركات التي ستتقدم لشرائها في هذه المرحلة».
ووفقا للآلية الجديدة تمنح الوزارة الأولوية للمستثمر الذي يسدد ثمن الأرض بالدولار الأميركي، على من يسدده بالجنيه في حال تعدد الطلبات على نفس قطعة الأرض، أو من يتضمن طلبه أقل مدة لتنفيذ المشروع، وفقاً لدراسة جدوى معتمدة، أو اسم المستثمر وشهرته العالمية، وفي حال تساوي كافة الشروط السابقة يتم عمل قرعة بين المتقدمين.



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.