عندما يشرع معظم سكان المدن في البحث عن منزل ثانٍ، فإنهم يحلمون بمنظر رعوي أو مكان مواجه للشاطئ كملجأ يبعدهم عن حياة المدينة المحمومة. لكن زاكاري لارا وسونيا يو اللذين يعيشان في سان فرانسيسكو، تطلعا إلى شيء آخر ألا وهو موطئ قدم في مدينة ثانية يمكنهم العثور فيها على مزيد من الطاقة الإبداعية، لذلك وقع اختيارهم على لوس أنجليس.
وحسب يو (32 عاماً)، مدربة أعمال تجارية وجامع قطع فنية وعضو بمجالس إدارة متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، «هناك الكثير من الأعمال الفنية التي يمكن مشاهدتها بالمتحف، وهناك تنوع حقيقي في الثقافة وفي المنظور والأشخاص الذين نود مشاركتها معهم». ومن جانبه، يقول زكاري لارا (44 سنة)، مستشار تقنية بمجال التطوير العقاري ويعمل مع سونيا: «إنه شيء نتوق إليه حقاً».
لكن مع وجود خطط لتكوين أسرة -لديهما الآن طفلان، إيفلين (4 أعوام)، وأوغست (عام واحد)– فإنهما يتطلعان إلى الحصول على مساحة خارجية وأسلوب حياة أقل توتراً.
وقالت سونيا: «في سان فرانسيسكو، يقع منزلنا على أحد التلال الأكثر حدة في المدينة، ويتكون من أربعة طوابق وبه الكثير من السلالم»، مضيفة: «أردت منزلاً من طابق واحد لنتجنب صعود الأدراج طوال اليوم، ونريد مسبحاً للأطفال».
بعد عام من البحث عن منزل على الطراز الاستعماري الإسباني، شعرا بسعادة غامرة بعد العثور على قائمة على الإنترنت تضم منزلاً مثالياً يعود إلى عشرينات القرن الماضي يقع بحي «صن سيت سكوير».
قالت يو: «وصلنا إلى هنا في أقل من 48 ساعة، ونحن على استعداد لتقديم عرض مالي». انتهت عملية البيع بعد شهرين مقابل 2.1 مليون دولار. لقد حاز المنزل على إعجابهم، حيث إن المنزل مكوّن من غرفتي نوم ويبلغ طوله 1800 قدم مربعة، بما في ذلك النوافذ المقوسة والمداخل، ناهيك بأشعة الشمس الوفيرة.
لكن كمبدعَين، فقد أرادا وضع لمستهما الخاصة على المنزل. وللحصول على المساعدة، اتجها إلى شركة «سيول استوديوز» للهندسة المعمارية والتصميم التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، وعملا معها في العديد من المشاريع، بما في ذلك منزل للآباء في يو وأجزاء من سكنهم الرئيسي.
وقال روبو جيرسون، المهندس المعماري والمدير بشركة «سيول»، إن الخطة كانت تهدف إلى إجراء بعض التغييرات السريعة والمستهدفة. لكن قبل فترة طويلة، خضع المشروع للتجديد الكامل بهدف توسيع التفاصيل الأصلية التي أُعجب بها يو ولارا.
أضاف جيرسون: «لقد بدأ الأمر كالتالي: كنا فقط نريد منزلاً لقضاء الإجازات، لكنه تحول إلى هذه الجوهرة الرائعة». لقد استلهمنا بعض التصاميم من الأقواس ثلاثية الأطراف المزخرفة في الجزء الأمامي من المبنى، وبعض التفاصيل الخشبية الجميلة والبيئة الطبيعية».
وقال إن الرؤية تهدف إلى تعزيز الاتصال بين الداخل والخارج، مع إضافة المزيد من التفاصيل المقوسة في جميع أنحاء المنزل. ولتحسين الحياة الداخلية والخارجية، قامت شركة «سيول» بنقل المطبخ إلى الجزء الخلفي من المنزل ووضعت باباً زجاجياً يسمح للغرفة بالفتح على مصراعيها إلى الفناء الخلفي وحمام السباحة. ووضع المصممون مأدبة من القماش الوردي في الهواء الطلق تستطيع تحمل ملابس السباحة الرطبة ولهو الأطفال بالماء، وقاموا بتركيب بلاط أرضيات من الأرابيسك المصبوغ يدوياً يمتد من الداخل إلى الخارج.
وقالت جيسيكا ويغلي، مديرة بشركة «سيول» أشرفت على التصميم الداخلي: «البلاط كان له ملمس ناعم وغير مثالي، وأردنا أن تشعر أنك تواجه الخارج، حتى عندما تكون في الداخل».
نفّذ المصممون أيضاً ممراً ذا سقف مقوس بوسط المنزل، وروعي أن تتوارى الأنوار والمصابيح الأمامية التي يشع ضوؤها على الجدران في فجوات بين السقف والجدران -وهي الخطوة التي ذكّرت لارا بما نفّذه المهندس المعماري لويس كان بمتحف «كيمبل» للفن، بمدينة فورت وورث، بولاية تكساس.
قالت لارا: «أنا معجب كثيراً بمتحف كيمبل للفن، ولذلك استخدموا نفس الأسلوب في تصميم رواقنا، حيث جرى طلاء الجدران بضوء النهار المنتشر طوال اليوم. يمكننا تعليق الفن، إنه جميل». في الفناء الخلفي، قام المصممون بتجديد استوديو مستقل على مساحة 300 قدم مربعة يتضمن حماماً ومطبخاً صغيراً ومساحة مغطاة لتناول الطعام في الهواء الطلق. وقاموا بإعادة تشكيل المسبح، بحيث يقلل من النهاية الضحلة إلى عمق مناسب للأطفال بتقليل العمق بمقدار 6 بوصات وإضافة حوض استحمام ساخن متصل بحافة شلال.
بعد عام ونصف من العمل، أنجزت شركة «لانين كونستركشن» عملية التجديد في بداية عام 2018، وكانت التكلفة الإجمالية نحو 600 دولار للقدم المربعة، بما في ذلك المنزل والاستوديو.
لم يكن يو ولارا قد اختار عملاً فنياً لعرضه في المنزل حتى نهاية المشروع، على الرغم من أن تلك القطع تعد الآن من السمات المميزة للغرف التي تحتضنها. وتشمل القطع ألواح تزلج «بيري ماغي» في غرفة الطعام، وعملاً يعتمد على الإضاءة لجيمس توريل مدمجاً في الحائط عند مدخل الجناح الرئيسي (الذي تطلب بعض عمليات الهدم البسيطة وإعادة التركيب) وطاولة للقهوة تحتوي على صخور من تصميم نيكول فيرمرز تقع في وسط غرفة المعيشة.
قالت يو: «أنا معجبة جداً باستخدام الفن كأثاث». وحتى مع وضع مثل هذه الأعمال القيمة في جميع أنحاء المنزل، يصر الزوجان على أنه لا يوجد شيء محظور على أطفالهما، حيث أكدت يو أن «المنزل كله متاح لهما»، فيما قال لارا: «لقد فتحنا الباب الأمامي والجدار الزجاجي في الخلف لكي يركض الأطفال في المنزل ذهاباً وإياباً كيفما أرادا».
- خدمة «نيويورك تايمز»
تحويل المنازل إلى مواقع فنية عبر إعادة التصميم في لوس أنجليس
يتضمن تعزيز فكرة استخدام الفن كأثاث
تحويل المنازل إلى مواقع فنية عبر إعادة التصميم في لوس أنجليس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة