الفنانة اللبنانية آلين لحود: اختياراتي لوجهاتي تحكمها حالتي المزاجية والنوم ممنوع في السفر

الفنانة آلين لحود أمام البيت الأبيض في الولايات المتحدة
الفنانة آلين لحود أمام البيت الأبيض في الولايات المتحدة
TT

الفنانة اللبنانية آلين لحود: اختياراتي لوجهاتي تحكمها حالتي المزاجية والنوم ممنوع في السفر

الفنانة آلين لحود أمام البيت الأبيض في الولايات المتحدة
الفنانة آلين لحود أمام البيت الأبيض في الولايات المتحدة

الفنانة آلين لحود، ابنة المطربة الراحلة سلوى القطريب، من المغنيات المحببات إلى قلوب اللبنانيين، فبالإضافة إلى نبض الشباب الذي يسكن أغانيها، قدمت مسرحيات تركت أثرها الطيب لديهم. في حديث لها مع «الشرق الأوسط» تقول إن السفر بالنسبة لها هواية تمارسها كلما أرادت التحرر من ضغوطات العمل، «ثم إني في السفر أعود آلين لحود السائحة العادية التي لا يعرفها أحد وتقضي لحظات جميلة من دون قيود»، حسب قولها.
- السفر من أجمل هواياتي، أهرب إليه كلما شعرت بالتوتر، لأمارس فيه كل ما أحب من تسوق ومشي وسباحة وتأمل في الطبيعة كما في ثقافات الغير، لا شك أنه يؤثر عليّ من نواحٍ كثيرة. فإلى جانب أنه يساعدني على تجديد طاقتي، فإنه يُعلمني كثيراً عن تقاليد شعوب كنت أجهلها، وهو أمر شيق جداً. ورغم أن هذه الشعوب تتكلم بلغات قد لا أفهمها في بعض الأحيان، فإن المتعة هي تلك المحاولات من كلتا الجهتين للتفاهم والتواصل ولو بالإشارات. أمر يُشعرني بأننا نتشابه في كثير من الأشياء الإنسانية ولا تفرقنا سوى أشياء قليلة جداً، لو اشتغلنا عليها لتغير عالمنا.
- بلدان كثيرة زرتها وخلفت لدي انطباعات إيجابية وذكريات جميلة، لذلك لا أستطيع أن أفضل بلداً واحداً على غيره. فلقد عشقت إيطاليا ولا أمل من اكتشافها، كما بهرتني كاليفورنيا بحداثتها وبحياتها النابضة ليلاً ونهاراً. لكن قد تكون مدينة بودابست من الأماكن السياحية التي أُغرمت بها من النظرة الأولى. فهي مدينة نموذجية بنظامها ونظافتها وجمالية شوارعها. كما أنها تتميز بهدوء لا نصادفه في مدن كبيرة أخرى. كان يتملكني فضول لاكتشافها منذ زمن، إذ سمعت عنها الكثير من أصدقاء من أوروبا الشرقية (هنغاريا)، لهذا عندما سافرت إليها كان يتملكني حماس كبير وشعرت كمن حول حُلمه إلى حقيقة. وأنا أشجع أي أحد يريد أن يمضي أياماً ممتعة أن يتوجه إليها، سواء كانوا شباباً أو كباراً، فهي بالنسبة لي تطيل والعمر. أما حلمي هذه الأيام فهي أن أزور التبت، لأكتشف جبالها ومآثرها التاريخية وأيضاً ثقافتها الفريدة.
- في كل رحلة، أقطف لحظات جميلة تبقى معي مخزوناً لفترات طويلة، وأعتقد أن ذكريات السفر تتأثر كثيراً بالشعوب التي نصادفها أو الأشخاص الذين يرافقونا في كل رحلة. فهناك رحلات أعتبرها أكثر قيمة من غيرها، لأنني أمضيتها مع أهلي أو مع أصدقاء مقربين. وعموماً أعتبر نفسي جد محظوظة لأنني عشت في كل رحلة ذكريات حلوة تختلف باختلاف الصحبة، وهو ما يجعلها ترتبط في ذاكرتي بتجارب قمت بها مع أشخاص أحبهم.
- أنا لا أخطط لشيء ولا أحدد برنامجي في السفر. أغلب النشاطات التي أقوم بها تكون عفوية. فقد أمشي أكثر من 10 كيلومترات في اليوم الواحد أكتشف معالم البلد، وهو ما حصل معي في زياراتي إلى باريس وروما. فالنوم ممنوع في السفر.
- لو خيرت بين رحلة إلى المكسيك أو إلى فرنسا فإن حب التعرف واكتشاف ثقافات جديدة سيدفعني إلى اختيار المكسيك من دون تردد. فرغم أن فرنسا جميلة وقضيت فيها أوقاتاً ممتعة، فإنها ليست جديدة بالنسبة لي، حيث زُرتها سابقاً ومن السهل زيارتها ثانية. ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن اختياراتي تحكمها حالتي المزاجية. فعندما أريد أن أدلل نفسي مثلاً أخطط لرحلة فخمة ترفيهية أنسى فيها كل ما يقلقني أو يُتعبني. أما إذا كان مزاجي عالياً، فإني أبحث عن المغامرة ولا أتردد في معانقة الطبيعة وأنشطة ترفع من نسبة الأدرينالين في الجسم.
- أعتبر نفسي خلال السفر سائحة حقيقية، فلا أفوت الفرصة للتعرف على أي معلم من معالم البلد الذي أزوره، أكان حدائق وغابات وأدغالاً، أو شوارع حضرية وأسواقاً تجارية. فكما الطبيعة تزودني بالطاقة والإيجابية، تُزودني المدن الكبيرة بالمعرفة وتغذي روح الاكتشاف بداخلي، خصوصاً زيارة المتاحف؛ فهي تهمني إلى حد أني أضعها على رأس البرنامج السياحي الذي سأقوم به، إلى جانب التسوق الذي أعتبره أيضاً أساسياً. قد أستمتع بالشمس والبحر نهاراً مثلاً وممارسة هواية التسوق ليلاً. ليست هناك رحلة سيئة بالنسبة لي، فحتى المطبات الهوائية تصيبني بالرهبة حينها، لكنها تضحكني عندما أتركها ورائي وتصبح مجرد ذكرى أو تجربة. فأنا أريد أن أتحلى بالإيجابية في كل اللحظات. - في السفر أقبل على اكتشاف الأطباق التقليدية للبلد الذي أكون فيه، وإن كنت في كثير من الأحيان أبحث عن مطاعم متخصصة في المطبخ الهندي، لأنه المفضل لدي نظراً لتنوع أطباقه ونكهاته.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».