أبرز الوجهات الصيفية هذا العام للشباب والعائلات

من أريزونا وبورتوريكو إلى اليابان

بورتوريكو من أبرز الوجهات العائلية
بورتوريكو من أبرز الوجهات العائلية
TT

أبرز الوجهات الصيفية هذا العام للشباب والعائلات

بورتوريكو من أبرز الوجهات العائلية
بورتوريكو من أبرز الوجهات العائلية

قد تختلف الوجهات والإمكانيات، لكن عندما يتعلق الأمر بالسفر والسياحة، فإن الهدف واحد يتخلص في زيارة المواقع التاريخية أو معانقة الطبيعة.
للتنعّم بالهدوء والسكينة، والاستمتاع بأجمل الرحلات قامت «إير بي إن بي» بتحليل الأرقام الخاصة ببيانات السفر العالمية خلال الصيف للتعرف على بعض أبرز المواقع التي تمثّل ملاذاً بعيداً عن درجات الحرارة العالية، وفي الوقت ذاته تطلعات العائلات العربية، وخلصت المنصة إلى أن التوجه السائد يتركز على الوجهات الطبيعية التي سبق أن زاروها واستمتعوا فيها، بينما أرقام أقل تفضل وجهات جديدة تمكّنهم من الانغماس في تجارب فريدة ومغامرات حول العالم.
كانت بورتوريكو واحدة من ثلاث وجهات بارزة من بين قائمة العشرة الأكثر إقبالاً حول العالم، إذ تشهد المناطق الأكثر عزلة في هذا البلد مثل دورادو وريو غراندي نمواً بنسبة تزيد عن 400 في المائة في الحجوزات.
ويمكن تفسير ذلك بالجهود الرامية إلى تحقيق انتعاشة في السوق عقب إعصار ماريا للتشجيع على زيارة الجزيرة واكتشاف معالمها.
ووفقا لمنصة «إير بي إن بي»، فإن قائمة أبرز الوجهات هذا الصيف وبناء على نسبة النمو في الحجوزات خلال ذات الفترة في العام الماضي تتصدرها مدينة فالنسيان الفرنسية بنسبة (704 في المائة)، تليها شانغهاي، الصينية بنسبة (695 في المائة)، ثم ماتسادو اليابانية (476 في المائة)، وماريجوت، سانت مارتن، بنسبة (467 في المائة)، ثم مدينة ووهان الصينية (454 في المائة)، تليها دورادو من بورتوريكو (449 في المائة)، ثم جزيرة فييكس ومنطقة ريو غراندي وكلتاهما من بورتوريكو أيضاً بنسبة (425 في المائة) و(408 في المائة).
ورغم الشعبية التي تحظى بها بعض من هذه الوجهات بين المسافرين ضمن مجموعات أو بمفردهم، تشهد توجهات أخرى زخماً ملحوظاً بين العائلات والأزواج والمسافرين بمفردهم.
فالعائلات مثلا تُفضل قضاء العطلة الصيفية ضمن وجهات يسيرة التكلفة مع شوارع رئيسية تستطيع إرضاء شهيتهم الشرائية، إضافة إلى شواطئ بديعة، وهنا تبرز «سيستر باي» ضمن مقاطعة دور في ويسكونسن، ذات المواقع القريبة من شلالات نياجارا. وهناك أيضاً طلب على الرحلات المليئة بالمغامرات. فقد شهدت الحجوزات على رحلات المتنزهات الوطنية زيادة كبيرة وفقاً للأرقام السنوية لعدد الضيوف الوافدين، مثل منطقة ويليامز في أريزونا وسانتا كلارا في يوتا، بنسبة 122 في المائة و154 في المائة على التوالي.
ومن أبرز الوجهات التي تقصدها العائلات هذا الصيف، «سيستر باي» من مقاطعة دور، وويسكونسن في المقدمة بنسبة (200 في المائة)، ثم فور كورنرز(فلوريدا) بنسبة (192 في المائة)، تليها توبيرموري (اسكوتلندا) (184 في المائة)، ثم بورت كولبورن (كندا) بنسبة (183 في المائة)، ثم كارولينا (بورتوريكو) بنسبة (152 في المائة).
أما المسافرون الشباب أو الذين لا يصطحبون أطفالاً، فقد كانت شبه جزيرة باجا المكسيكية والقرى الشاطئية في الولايات المتحدة هي المقصد الأبرز لمعظمهم بنسبة 300 في المائة. وتعتبر الغابات المطيرة بكانيلا في البرازيل ومباريات كرة القدم بدورتموند في ألمانيا من أهمّ الوجهات الأخرى التي تستقطب هذه الشريحة من المسافرين.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».