خطة نتنياهو الانتخابية: استخدام بوتين وزيارة الهند... ونقل سفارات إلى القدس

ملصق انتخابي ضخم لنتنياهو وبوتين على واجهة مبنى حزب الليكود (رويترز)
ملصق انتخابي ضخم لنتنياهو وبوتين على واجهة مبنى حزب الليكود (رويترز)
TT

خطة نتنياهو الانتخابية: استخدام بوتين وزيارة الهند... ونقل سفارات إلى القدس

ملصق انتخابي ضخم لنتنياهو وبوتين على واجهة مبنى حزب الليكود (رويترز)
ملصق انتخابي ضخم لنتنياهو وبوتين على واجهة مبنى حزب الليكود (رويترز)

كشفت تقارير سياسية أخيرة في تل أبيب، عن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لحملته الانتخابية الجديدة، في القيام بعدة زيارات إلى الخارج والتقاء مزيد من الزعماء، قبل الانتخابات المقررة ليوم 17 سبتمبر (أيلول) المقبل، حتى يبدو مختلفاً عن منافسيه «قائد من مستوى آخر»، ومن ضمن خطواته أيضاً السعي لنقل مزيد من السفارات الأجنبية من تل أبيب إلى القدس.
وقد علّق حزب الليكود لافتة إعلانية ضخمة على الجدار الخارجي لمقره في تل أبيب، المعروف باسم «قلعة زئيف»، وتظهر فيها صورة نتنياهو، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكتب عليها: «نتنياهو، مستوى آخر». وأكد مستشارو رئيس الوزراء أن اختيار صورة نتنياهو مع بوتين بالذات، جاء أيضاً لكسب أكبر عدد ممكن من أصوات المهاجرين الروس، الذين يشكلون جمهور الناخلين لحزب «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، الخصم اللدود لنتنياهو اليوم. ولكنهم أكدوا أن بنيامين نتنياهو نشر إعلانات كهذه أيضاً للقاءاته مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، كما فعل في الانتخابات السابقة.
وتتضمن خطة نتنياهو القيام بزيارات لعدد من الدول ذات الطابع الخاص، مثل الهند واليابان ومصر وغيرها، وقد بدأ مكتبه يسعى لهذه الزيارات قبيل الانتخابات.
وأعدّ نتنياهو سوية مع وزير خارجيته، يسرائيل كاتس، خطة حكومية لتقديم المغريات والمحفزات لعدد من الدول «الفقيرة والصديقة» حتى تسير على نهج الولايات المتحدة وتنقل سفارات بلادها من تل أبيب إلى القدس. ووصف كاتس، الذي يخطط لوراثة نتنياهو في رئاسة الحزب والحكومة، هذه الخطة، على أنها «هدف وطني وسياسي واستراتيجي من الدرجة الأولى»، وقال إنه سيعرضه قريباً على الحكومة للمصادقة عليها. وأكد أنه يعتبرها «أولوية قصوى». ورغم الأزمة المالية التي تعانيها وزارته، فقد خصص كاتس لهذه الغاية مبلغ 50 مليون شيقل (15 مليون دولار) كبداية. وسيتم استخدام الميزانيات والأموال للمشاركة في تمويل النفقات المتعلقة بإنشاء أو تحويل السفارة أو سكن السفير، وتحديد موقع الأرض المناسبة في القدس وتخصيصها للسفارة، والمساعدة في الإجراءات التي تتخذها بلدية القدس والسلطات والهيئات الأخرى ذات الصلة، فضلاً عن التعاون مع الدولة المعنية، حيث ستقرر لجنة توجيهية برئاسة المدير العام لوزارة الخارجية، يوفال روتم، توزيع المساعدات بين الدول التي تبدي استعداداها لنقل سفارات بلادها للقدس.
وكشفت مصادر في الخارجية بعض الأسماء من الدول المقصودة والحوافز المقدمة لها، ومنها هندوراس والسلفادور «اللتين وافقتا على نقل سفارتيهما إلى القدس، لكنهما طالبتا بفتح سفارة إسرائيلية كاملة في عاصمتيهما أولاً». وقالت إن دولاً أخرى وافقت بعدما وعدها نتنياهو وكاتس بالحصول على الدعم ومشاريع التنمية والمساعدة الاقتصادية، وفتح الأبواب لها في الولايات المتحدة، بل طالبت بعضها مشاركة إسرائيل في التكاليف الاقتصادية المترتبة على الانتقال بالسفارات من تل أبيب إلى القدس.
يذكر أنه منذ اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في القدس عاصمة لإسرائيل، انضمت غواتيمالا فقط إلى الأميركيين في النقل الكامل لسفارتها إلى القدس. وبالمقابل، فقد تراجعت باراغواي، التي كانت افتتحت سفارة لها في القدس في مايو (أيار) الماضي، لكنها أعادت السفارة إلى تل أبيب. واكتفت المجر بافتتاح ممثلية تجارية عوضاً عن السفارة التي بقيت بتل أبيب. ورغم الوعود الكثيرة فإن الرئيس البرازيلي خافيير بولسونارو لم ينقل سفارة بلاده إلى القدس واكتفى بالإعلان عن فتح مكتب تجاري. وهناك خلافات داخلية في كل من رومانيا وجمهورية التشيك تمنع قادتهما من تنفيذ الوعد بشأن نقل السفارات للقدس.
وتركز وزارة الخارجية الإسرائيلية على هذه الدول بالذات في جهودها لنقل سفاراتها ولكنها تحاول أيضاً في ساحات أخرى.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.