تنديد يمني بـ«مجزرة» حوثية في سوق شعبي بصعدة

توثيق أكثر من 3 آلاف انتهاك في صنعاء خلال 18 شهراً

TT

تنديد يمني بـ«مجزرة» حوثية في سوق شعبي بصعدة

أدان بشدة وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني «المجزرة» التي وقعت في سوق آل ثابت في صعدة واتهم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بارتكابها.
وقال الإرياني عبر حسابه في «تويتر» إن الحوثيين تعمدوا قصف سوق آل ثابت بمديرية قطابر الحدودية بمحافظة صعدة بصواريخ الكاتيوشا، التي راح ضحيتها 10 من المدنيين و20 جريحاً آخرين بينهم أطفال.
وأضاف الإرياني أن «هذه الجريمة المروعة التي ارتكبتها الميليشيا الحوثية بحق أبناء المنطقة كعقاب جماعي على مواقفهم الوطنية الرافضة للانقلاب والمؤيدة للحكومة، تضاف إلى سلسلة جرائمها المرتكبة ضد الإنسانية، وتؤكد إرهاب ودموية هذه الميليشيا التي لا تتقن سوى القتل وسفك الدماء وبث الخوف في نفوس المواطنين».
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة تلك «الجريمة»، والعمل على إدراج الميليشيا الحوثية كمنظمة إرهابية، ودعم الحكومة لاستعادة باقي المحافظات، وتثبيت الأمن والاستقرار، وإنهاء معاناة الشعب اليمني المتفاقمة جراء الانقلاب الحوثي وجرائمه اليومية بحق المدنيين.
ووثق حقوقيون يمنيون قيام الميليشيات الحوثية في العاصمة صنعاء بارتكاب نحو 3 آلاف و600 انتهاك شملت القتل والسجن والتعذيب حتى الموت خلال عام ونصف العام، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء استمرار الجرائم التي تقوم بها الجماعة في مناطق سيطرتها.
جاء ذلك في وقت أكد فيه وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية محمد عسكر أن خروج بلاده من دوامة الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان وكرامته، مرتبط بتنفيذ مرجعيات الحل السياسي والمتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات الشرعية الدولية وأهمها قرار مجلس الأمن 2216.
وكشف التقرير الحقوقي الذي أطلقه مكتب وزارة حقوق الإنسان بأمانة العاصمة ورابطة أمهات المختطفين، عن رصد ثلاثة آلاف و602 انتهاك، ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية بحق مختطفين في سجونها خلال عام ونصف العام، حيث بين التقرير رصد 124 سجنا سريا في أمانة العاصمة (صنعاء)، أقامتها الميليشيات الحوثية لإخفاء المختطفين وتعذيبهم، في بيوت معارضين لها استولت عليها منذ الانقلاب في 21 سبتمبر (أيلول) 2014.
وكشف التقرير الذي حمل عنوان «زنازن الموت» عن توثيق وفاة 24 مختطفا تحت التعذيب، من أصل 918 حالة تعذيب موثقة، إلى جانب رصد 2221 حالة اختطاف، و334 حالة إخفاء قسري.
وطالب التقرير الذي أطلق في مدينة مأرب (شرق صنعاء) الخاضعة للحكومة الشرعية المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان إلى سرعة التدخل العاجل لإنقاذ حياة 30 مختطفا قررت الميليشيات إعدامهم في محاكمات سياسية هزلية.
وكان وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية محمد عسكر استعرض في المؤتمر الإقليمي العربي الثالث حول حماية وتعزيز حقوق الإنسان المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة جرائم الميليشيات الحوثية بحق المدنيين واستمرار الجماعة تكريس الانقلاب.
وقال إن «اليمن منذ أربعة أعوام يواجه التحديات المؤثرة على الأمن القومي العربي، رغم الأزمات الإنسانية والاقتصادية»، مشيرا إلى أن بلاده لا تزال تقاوم بكل شرائحها، أخطر عصابة متمردة على النظام والقانون، استولت على سلاح الدولة مستفيدة من عناصرها المزروعة في الجيش وبتخطيط ودعم عسكري واستخباري من إيران.
وأوضح أن طهران من خلال دعمها للميليشيات الحوثية تهدف «إلى زرع كيان طائفي وعنصري دخيل على ثقافة المجتمع اليمني لتستخدمه لمواجهة خصومها الدوليين وتوسيع نفوذها غير المشروع في المنطقة معرضة بذلك الأمن القومي العربي للخطر».
وحذر الوزير اليمني من أن التفريط في بلاده سيكون له عواقب وخيمة على الاستقرار والملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي، مستعرضاً جرائم ميليشيات الحوثي الانقلابية، من خلال نهبها المساعدات الإنسانية وبيعها في السوق السوداء لتمويل مجهودها الحربي إضافة إلى ما تقوم به من زج بالأطفال في المعارك، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بالتعامل بجدية تجاه الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات بحق المدنيين.
وأشار إلى أن السلوك المدمر لميليشيات الحوثي من القتل والسحل والتمثيل بالجثث وتدمير منازل الخصوم وتهجير السكان يعبر عن بشاعة هذه الميليشيات وحقدها على الشعب اليمني، لافتاً إلى قيامها بتجميع الأطفال بشكل إجباري في مخيمات صيفية من أجل نشر ثقافة الكراهية والطائفية والتعبئة من أجل الموت.
وأكد الوزير عسكر حرص الحكومة اليمنية على السلام الدائم والعادل والشامل المرتكز على المرجعيات الأساسية الثلاث، وأشار إلى حرصها على تطبيع الأوضاع في مختلف المجالات وقال إن الحكومة «التزمت بدفع مرتبات الموظفين وباشرت في دفع مرتبات القطاع الصحي حرصاً منها على تحسن الخدمات الصحية في كل مناطق اليمن».
واستعرض الوزير اليمني ما بذلته بلاده من جهود في التعامل مع المساعي الدولية والعربية الرامية لإيقاف الحرب وإحلال السلام، متهما الميليشيات الحوثية بأنها ترفض كل الحلول كما ترفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات في السويد.
وقال إن الجماعة الحوثية تنتهج الاستراتيجية الإيرانية في إطالة أمد المشاورات غير مكترثة لأي أزمات إنسانية ولا تملك أي قرار لإيقاف الحرب أو توقيع السلام كونها تعمل في إطار مشاريع غير وطنية تخدم أجندات خارجية.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».