قلق في جنوب سوريا من إفراج دمشق عن «دواعش»

TT

قلق في جنوب سوريا من إفراج دمشق عن «دواعش»

قالت مصادر محلية في جنوب سوريا إن حالة من القلق الشعبي تسود منطقة حوض اليرموك جنوب غربي درعا بعد أن كثر عدد عناصر تنظيم «داعش» من أبناء المنطقة الذين أفرج عنهم النظام السوري على شكل دفعات منذ بداية الشهر الماضي.
والعناصر المفرج عنهم يتبعون «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» في منطقة حوض اليرموك التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم جنوب سوريا قبل سيطرة النظام السوري عليها في أغسطس (آب) 2018، بعد سيطرة الأخير على كامل مناطق جنوب سوريا باتفاق مع المعارضة برعاية روسية.
وأوضح ناشطون من منطقة حوض اليرموك لـ«الشرق الأوسط» أن أعداد العناصر التي كان يحتويها «جيش خالد» المبايع لتنظيم «داعش» تقارب ألف عنصر، وخاصة عندما لجأ إلى مناطق سيطرة التنظيم في درعا أعداد من عناصر «داعش» الذين كانوا يوجدون في مناطق جنوب دمشق، وخلال المعارك الأخيرة قبل عام التي شنتها قوات النظام السوري بمشاركة فصائل التسويات في درعا للسيطرة على المنطقة قتل من عناصر التنظيم العشرات بينما اعتقل النظام حينها 400 عنصر للتنظيم. أيضاً انتشرت حينها أنباء عن نقل مجموعة من عناصر التنظيم إلى بادية دير الروز، ومنهم من لاذ بالفرار من مناطق التنظيم قبيل بدء المعارك هناك وانخرط بين المدنيين في مناطق التسويات أو سلم نفسه بشكل فردي.
أكدت المصادر أكدت أن عدد العناصر الذين كانوا ضمن «جيش خالد» (تنظيم «داعش» في الجنوب) سابقاً، الذين أفرج عنهم مؤخراً من أفرع النظام السوري، وصل إلى 80 شخصا، ومنهم قيادي كان يشغل منصب أمير في تنظيم جيش خالد ابن الوليد وشرعيون أثناء وجود تنظيم «داعش» في منطقة الحوض بريف درعا الغربي.
وسادت موجة من القلق بين السكان المحليين في حوض اليرموك بعد إطلاق سراح عناصر «داعش» السابقين من أبناء المنطقة، والخوف من استغلال وجودهم الجديد في المنطقة ليكون شماعة لقيام قوات النظام السوري بفرض قبضة أمنية مشددة على مناطق حوض اليرموك، أو للقيام بحملات مداهمة واعتقال واسعة في المنطقة تشمل كافة المطلوبين للأفرع الأمنية أو للخدمة الإلزامية في الجيش بحجة وجود خلايا تتبع لتنظيم «داعش»، أو قيام عناصر التنظيم بعمليات انتقامية ضد عائلات كثيرة غادرت مناطق حوض اليرموك أثناء سيطرة تنظيم «داعش» عليها باعتبار أن لديها مقاتلين من عناصر المعارضة (الجيش الحر) سابقاً، وعادوا إلى مناطقهم في الحوض بعد انتهاء وجود التنظيم وإبرام اتفاق التسوية بين النظام والمعارضة، أو بحق عائلات موالية للنظام السورية عادت إلى المنطقة بعد سيطرة النظام عليها، إضافة إلى الخوف من تصاعد ظاهرة الانفلات الأمني في المنطقة وتزايد عمليات الاغتيال والخطف.
وفي الأيام القليلة الماضية، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجير الذي استهدف قوات النظام السوري وقوات الفيلق الخامس في بلدة «مليحة العطش» في ريف درعا الشرقي؛ حيث نقلت وكالة «أعماق» ذراع تنظيم «داعش» الإعلامية أن مقاتلاً من عناصر التنظيم اشتبك مساء يوم السبت الماضي مع قوات النظام السوري وعناصر الفيلق الخامس في بلدة مليحة العطش في ريف درعا الشرقي، أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من قوات النظام وإصابة آخرين، بعد أن فجر عنصر «داعش» نفسه بالقوات المقتحمة.
وكانت قوات من النظام السوري بمشاركة من قوات الفيلق الخامس من (فصائل التسويات) قد شنت يوم السبت الماضي مداهمة على إحدى المزارع على الطريق الواصل بين مدينة الحراك - مليحة العطش، بحثاً عن خلية تابعة لتنظيم «داعش»، وقال مصدر خاص إن «المداهمة كانت بحق خلية من عدة عناصر تابعة لتنظيم داعش وليس عنصر واحد، وبعد محاصرة الخلية من قبل القوات المقتحمة قام عنصر من الخلية بتفجير نفسه بعناصر الخلية من تنظيم داعش وبعدد من عناصر قوات النظام والفيلق الخامس، ما أسفر عن مقتل عناصر الخلية، وجرح ثمانية عناصر من الفيلق الخامس وقوات النظام تم نقلهم إلى المشفيين الوطنيين في مدينة ازرع ومدينة الصنمين».
وشهدت المنطقة الجنوبية منذ بداية الشهر الحالي تصاعدا في عمليات الاغتيال التي كان معظم الضحايا فيها قادة وعناصر من المعارضة سابقاً، أو عناصر للنظام السوري، وضابطاً من قوات النظام.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.