مصر تعضد الدور السياسي لعاصمتها الجديدة بمؤتمر للشباب

السيسي وكبار المسؤولين يشاركون بأعمال الدورة السابعة

TT

مصر تعضد الدور السياسي لعاصمتها الجديدة بمؤتمر للشباب

في فعالية من شأنها تعضيد الدور السياسي لـ«العاصمة الإدارية الجديدة» في مصر، يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم (الثلاثاء)، فعاليات «المؤتمر الوطني للشباب» في دورته السابعة التي تستضيفها العاصمة (75 كيلومتراً شرق القاهرة) للمرة الأولى.
وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، افتتح السيسي أكبر مسجد وكنيسة في «العاصمة الإدارية»، وتخطط الحكومة لنقل وزاراتها المختلفة وموظفيها إلى المدينة الجديدة، وبدء عملهم بحلول منتصف العام المقبل، فيما يشرع مستثمرون في بناء أحياء سكنية وتعليمية مترامية.
وتعقد الدورة السابعة لـ«مؤتمر الشباب»، على مدار يومين، تحت شعار «ابدع... انطلق»، بمشاركة نحو 1500 شخص من المحافظات المصرية وكبار المسؤولين المصريين، ويتضمن جدول أعمالها عرض «نموذج محاكاة الدولة المصرية»، وإقامة «حفل تخرج البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي»، ومناقشة مبادرة «حياة كريمة» (لدعم الفقراء)، فيما يجيب السيسي في جلسة «اسأل الرئيس» على بعض الأسئلة التي طرحها مصريون عبر موقع إلكتروني مخصص لتلقي المشاركات.
وتتبنى مصر خططاً عمرانية عملاقة يجري تنفيذها في «العاصمة الإدارية»، وتقدر تكلفتها بنحو 300 مليار دولار تقريباً.
وقالت إدارة «الوطني للشباب» إن «نسخته السابعة ستكون جامعة لشباب مصر من جميع المحافظات، ليبحثوا معاً أهم قضايا المجتمع المصري، في حضور السيسي».
واعتبر السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن «منتديات الشباب الداخلية والدولية، التي تحرص الدولة على تنظيمها منذ سنوات تتضمن أبعاداً داخلية وخارجية، باعتبارها فرصة للحوار الجاد والمباشر بين المسؤولين والشباب، ما حقق مكاسب عدة على مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية والسياحية والاقتصادية».
وتكثف مصر من الفعاليات الداعمة للدور السياسي لمدنها الجديدة. وخلال الأسبوع الماضي، عقد مجلس الوزراء اجتماعاً هو الأول من نوعه في مدينة العلمين الجديدة (270 كيلومتراً شمال غربي القاهرة).
وأقيم اجتماع الحكومة بمقرها الذي تم تأسيسه ضمن مخطط إنشاء «العلمين الجديدة»، وتقول «رئاسة الوزراء» إنه استغرق أقل من عامين لإتمامه، فيما تتواصل أعمال بناء مقرات لجامعات، وأبراج سياحية فاخرة، وأخرى سكنية، وتخطط الحكومة لتحويل المدينة المطلة على شاطئ البحر المتوسط إلى وجهة مستدامة.
وتوقّع رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، أن «تصبح (العلمين الجديدة) في المستقبل العاصمة الثانية للدولة»، ومتعهداً بأن تعمل الحكومة «على تصحيح خطأ حدث سابقاً في تخطيط هذه المنطقة، وضمان أن تكون الواجهة الشاطئية للمدينة لجميع المصريين»، في إشارة على ما يبدو إلى تجمعات سياحية مغلقة خصصتها حكومات سابقة لبعض المستثمرين الذين قصروا دخول شواطئها على سكانها فقط.
وأشار مدبولي إلى أن «المدينة لن يقتصر عملها على مدى شهرين أو ثلاثة بالصيف فقط، بل ستكون مدينة مستدامة بالأنشطة والخدمات السابقة، وسيستفيد بها المصريون طوال العام».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».