ابتكار خرسانة مقاومة لملح إذابة الثلوج

ابتكار خرسانة مقاومة لملح إذابة الثلوج
TT

ابتكار خرسانة مقاومة لملح إذابة الثلوج

ابتكار خرسانة مقاومة لملح إذابة الثلوج

توصل فريق بحثي من جامعة «برونيل» في لندن إلى خلطة يمكن استخدامها مع الخرسانة، لحمايتها من الأضرار الناجمة عن رش الملح على الأرصفة والطرق في فصل الشتاء بقارة أوروبا، وكثير من الدول.
وتقوم سيارات متخصصة بنشر الملح، المعروف باسم كلوريد الصوديوم، بكميات هائلة على الطرق والأرصفة، لمنع تكون بلورات جليدية صلبة؛ حيث يتجمد الماء عادة عند 32 درجة فهرنهايت، ولكن عند إضافة الملح، فإن درجة حرارة التجمد تقل عن هذا المعدل، ويعيق الملح قدرة جزيئات الماء على تكوين بلورات جليدية صلبة.
ورغم أنه يتم غسل معظم هذا الملح في نهاية المطاف، فإنه يحدث ذوبان لكميات كبيرة منه في المياه، فتتسلل المياه المالحة إلى الخرسانة مسببة تآكلاً بها.
وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «JOM» الشهرية، أعلن الفريق البحثي الذي يقوده الباحث الأردني مازن الخيطان من قسم الهندسة المدنية والبيئة بجامعة «برونيل»، عن مزيج جديد من الخرسانة، بطله الأساسي مركب أسيتات الصوديوم، الذي يخفض بنسبة 90 في المائة من دخول الملح إلى أعماق الخرسانة، ويخفض بنسبة 64 في المائة من امتصاص الماء، وذلك عند المقارنة مع الخرسانة العادية، وهو ما يجعل الطرق والأرصفة في وضع أفضل لتحمل تناول وجبة الملح السنوية.
وقال الدكتور الخيطان أمس في تصريحات خاصة عبر البريد الإلكتروني لـ«الشرق الأوسط»: «دمج هذا المركب بالخرسانة، في مرحلة الخلط، يعمل على امتصاص بعض الماء لتشكيل بلورات تغلق جدران المسام في الخرسانة، مما يزيد من الكارهة المائية للخرسانة، وهذا يضمن تقليل امتصاص الماء من خلال المسام، وأيضاً، عند وضع ملح إزالة الجليد على الأرصفة المصنوعة من هذا المزيج الخرساني، فإن وجود هذا المركب يعمل على صد الملح المنقول بواسطة الماء».
ويضيف: «استمر هذا البحث لأكثر من 3 سنوات؛ حيث تمت إضافة نسب مختلفة من أسيتات الصوديوم إلى مخاليط خرسانية مختلفة، حتى نصل إلى المزيج الأمثل الذي يحقق تلك الفوائد».
وحتى يكون هذا الخليط الجديد متاحاً للتطبيق الصناعي، يؤكد الخيطان على أن هناك حاجة إلى إجراء اختبارات طويلة الأجل لاختباره في الأجواء الباردة والحارة، ويقول: «أمامنا من سنة إلى سنتين لإجراء مزيد من التجارب، لتكون هذه الخلطة الجديدة متاحة في التطبيق الصناعي».
وعن إمكانية تعميم استخدامها بحيث لا تصبح قاصرة على أوروبا فقط، يقول الدكتور مجيب رحمن، الباحث المشارك بالدراسة، لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة هذه الخرسانة ستكون مناسبة للاستخدام في الجسور والأرصفة والطرق السريعة والمنازل والموانئ والهياكل تحت الأرض، وأي مكان يعاني من هطول أمطار غزيرة أو ترسبات ملحية».



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.