شبكات «واي فاي 6» فائقة السرعة تعزز الاتصالات المتعددة

هل قررت شراء موجِّهْ (راوتر) أو هاتف جوال ولم تعرف معنى رموز نوع شبكة «واي فاي» التي يدعمها من بين a وb وg وac وn وax، وما الفرق بينها، وأي منها الأسرع والأفضل؟ هذا الأمر لا يحصل معك فقط، بل مع الملايين حول العالم. وبسبب صعوبة معرفة تسلسل التقنيات وما الأحدث، قرر تحالف معايير شبكات «واي فاي» اللاسلكية (Wi - Fi Alliance) استخدام منهجية جديدة لتسمية تقنيات الشبكات اللاسلكية، متخلياً عن استخدام 802.11 لصالح Wi - Fi يليها رقم تسلسلي، مثل Wi - Fi 6 الجديدة (أول هاتف يدعمها هو «سامسونغ غالاكسي 10+»).
- انطلاقة عربية
ومع بدء انطلاق الأجهزة المحمولة والموجهات التي تدعم هذه التقنية في المنطقة العربية، نقدم لكم أبرز مزاياها وكيف يمكن الاستفادة منها.
ستساعد هذه التسمية المستخدمين على فهم تطور كل جيل من معايير الشبكة، ذلك أن التطور في الأجيال عادة ما يقدم سرعات اتصال أعلى وثباتاً عالياً في جودة الاتصال ودعماً لاتصال عدد أكبر من الأجهزة. وتُستخدم تسمية «Wi - Fi 1» لتقنية a (أطلقت في عام 1999 وتدعم الاتصال بسرعات واقعية تبلغ 20 ميغابت في الثانية؛ نحو 2.5 ميغابايت في الثانية، لأن الميغابايت الواحد يعادل 8 ميغابت)، و«Wi - Fi 2» لتقنية b (أطلقت في عام 2000 وتدعم الاتصال بسرعات تصل إلى 11 ميغابت في الثانية؛ نحو 1.4 ميغابايت في الثانية، ولكن لصالح مدى أكبر مقارنة بالجيل السابق)، و«Wi - Fi 3» لتقنية g (أطلقت في عام 2003 وتدعم الاتصال بسرعات تصل إلى 22 ميغابت في الثانية؛ نحو 2.8 ميغابايت في الثانية)، و«Wi - Fi 4» لتقنية n (أطلقت في عام 2009 وتدعم الاتصال بسرعات تصل إلى 600 ميغابت في الثانية؛ نحو 75 ميغابايت في الثانية)، و«Wi - Fi 5» لتقنية ac (أطلقت في عام 2013 وتدعم الاتصال بسرعات تصل إلى 3500 ميغابت في الثانية؛ نحو 437 ميغابايت في الثانية)، و«Wi - Fi 6» لتقنية ax (أطلقت في عام 2019 وتدعم الاتصال بسرعات تصل إلى 14000 ميغابت في الثانية؛ نحو 1750 ميغابايت في الثانية).
وتعمل الشركات المصنعة للأجهزة وموردو أنظمة التشغيل على دمج آلية التسمية الجديدة في واجهة الاستخدام للإشارة إلى النوع الحالي من اتصال شبكات «واي فاي»، وهذا يعني أنه إذا كان هاتفك أو كومبيوترك متصلاً بشبكة ac، فسيعرض لك النظام اسم «5 Wi - Fi». ويضم تحالف معايير شبكات «واي فاي» اللاسلكية جميع شركات التقنية الرئيسية، مثل Broadcom وIntel وMediaTek وNetgear وQualcomm و3Com وNokia وCisco وSamsung وSony وDell وMotorola وMicrosoft وTexas Instruments وComcast وLG وApple وT - Mobile، ويتوقع أن تدعم هذه التسمية جميع الهواتف والأجهزة التي تستخدم وحدات «واي فاي» تصنعها هذه الشركات للهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية والكومبيوترات المحمولة والموجهات، وغيرها من الملحقات والأجهزة.
- مزايا «واي فاي 6»
تقدم شبكات «واي فاي 6» سرعات اتصال تصل إلى 14 غيغابت في الثانية (نحو 1750 ميغابايت في الثانية)، وتستطيع التعامل مع الشبكات اللاسلكية المزدحمة بشكل أكثر فاعلية مقارنة بشبكات الجيل السابق، وذلك باستخدام مزيد من النطاق الترددي للتمييز بين الأجهزة الكثيرة المتصلة. كما يقدم هذا الجيل تقنيات جديدة للمساعدة على إدارة هذه الأجهزة بشكل أفضل دون أي تباطؤ في الأداء أو انقطاع في الاتصال.
ويستخدم الجيل الجديد تقنية Multi - User Multiple Input Multiple Output MU - MIMO لنقل مزيد من البيانات في الوقت نفسه، ما يمنح الموجه قدرة أكبر على التعامل مع كثير من الأجهزة في آن واحد، بينما تزيد تقنية Orthogonal Frequency - Division Multiple Access OFDMA من الكفاءة وتخفض زمن الوصول وتسمح لمزيد من الأجهزة بالعمل على كل قناة، الأمر الذي يعني أن التقنيتين المذكورتين ستسمحان للموجهات التي تدعم «واي فاي 6» بالتعامل مع عدد أكبر من الأجهزة في آن واحد.
وبالحديث عن القنوات (Channels)، فإن هذا الجيل يدعم استخدام 8 قنوات مختلفة لتقنية «MU - MIMO»، وهو ضعف العدد الذي حصل عليه الجيل السابق، الأمر الذي يمنح الموجه قدرة أكبر لإرسال واستقبال البيانات من الأجهزة اللاسلكية الأخرى المتصلة به. كما يوفر الجيل الجديد عمر بطارية أفضل للأجهزة الذكية المتصلة به، حيث يدعم ميزة «وقت الاستيقاظ المستهدف» (Target Wake Time TWT) الذي يوقف بذكاء الاتصال مؤقتاً إلى حين وصول البيانات المطلوبة أو لدى عدم الاستخدام، وبالتالي توفير بطارية الأجهزة المتصلة عبر الفترات المطولة.
- استخدامات «واي فاي 6»
بداية يجب أن يكون لديك موجه لاسلكي يدعم الجيل السادس لهذه التقنية، حيث إن الهواتف والأجهزة الجديدة لن تستخدم هذا الجيل إلا في حال دعم الموجه لها. وتوجد حالياً في الأسواق موجهات من شركات TP - Link وOrbi وNeatgear وCisco Catalyst، وغيرها، تدعم هذا الجيل الجديد من التقنية. وتدعم أجهزة الجيل السادس جميع الأجيال التي تسبقها، الأمر نفسه لأي جيل آخر، ولكن المستخدم لن يحصل على أفضل أداء ممكن.
يذكر أن الجيل التاسع من معالجات «إنتل» يدعم تقنية «واي فاي 6» في الكومبيوترات المحمولة، وهي المعالجات من سلاسل H وU وY وتستطيع نقل البيانات لاسلكياً بسرعات تصل إلى 10 غيغابت في الثانية (نحو 1250 ميغابايت في الثانية). أما شركة «كوالكوم»، فستدعم هذه التقنية في شريحتها QCA6390 (إلى جانب دعم تقنية «بلوتوث 5.1») في الكومبيوترات المحمولة والهواتف الذكية التي تستخدم هذه الشريحة، والتي ستقدم سرعات اتصال تصل إلى 1.8 غيغابت في الثانية (نحو 225 ميغابايت في الثانية) واستهلاك منخفض للطاقة الكهربائية بنسبة 50 في المائة مقارنة بالجيل السابق.
وليس ضرورياً أن يكون لدى المستخدم اتصال بالإنترنت يقارب هذه السرعات، حيث يمكن استخدامها في الشبكات الداخلية لنقل البيانات بين الأجهزة المختلفة أو بث المحتوى فائق الدقة من جهاز لآخر، شرط أن تدعم جميع الأجهزة المتصلة هذا الجيل، وأن يدعم الموجه هذه التقنية أيضاً.