تجارب إسرائيلية على تدمير صاروخ «شهاب» الإيراني

صور أطلقتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لاختبار صواريخ «حيتس» المضادة للصواريخ بعيدة المدى في ألاسكا (أ.ف.ب)
صور أطلقتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لاختبار صواريخ «حيتس» المضادة للصواريخ بعيدة المدى في ألاسكا (أ.ف.ب)
TT

تجارب إسرائيلية على تدمير صاروخ «شهاب» الإيراني

صور أطلقتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لاختبار صواريخ «حيتس» المضادة للصواريخ بعيدة المدى في ألاسكا (أ.ف.ب)
صور أطلقتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لاختبار صواريخ «حيتس» المضادة للصواريخ بعيدة المدى في ألاسكا (أ.ف.ب)

بعد الكشف عن الأمر في الإعلام، اعترفت وزارة الأمن الإسرائيلية، أمس (الأحد)، بأن «السر الأمني الكبير في ألاسكا»، الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام في الساعات الأخيرة يتعلق بتدريبات عسكرية أميركية - إسرائيلية مشتركة، أجرتها طواقم حربية من إسرائيل والولايات المتحدة، تم خلالها إجراء سلسلة تجارب ناجحة في ولاية ألاسكا الأميركية على منظومة صواريخ «حيتس» المضادة للصواريخ بعيدة المدى، واعتراضها خارج الغلاف الجوي. وحسب بيان الوزارة، فإن هذه المنظومة اعترضت صاروخاً حقيقياً، للمرة الأولى. وقالت مصادر عسكرية إن الهدف كان تدمير صاروخ إيراني باليستي.
وقالت الوزارة، في بيان رسمي لها، أمس، إن «التجارب انتهت اليوم (الأحد)، وشملت اعتراضاً كاملاً لصاروخ هدف على ارتفاع بالغ خارج المجال الجوي، وجرت في ظروف سرية للغاية بمشاركة ممثلين عن الدولتين. وإنها هدفت إلى اختبار قدرات المنظومة التي لا يمكن تنفيذها في إسرائيل». وأكدت أن «التجارب على منظومة (حيتس) جرت بقيادتها وقيادة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وبمشاركة الصناعات الأمنية وسلاح الجو الإسرائيلي».
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذه التجارب «مثالية»، وقال خلال كلمته في مستهل جلسة حكومته الأسبوعية، إن «نجاح التجارب يفوق الخيال. التنفيذ كان مثالياً، وجميع الإصابات (للأهداف) دقيقة». وأضاف: «يوجد لدى إسرائيل اليوم القدرة على العمل ضد الصواريخ الباليستية التي ستُطلق ضدنا من إيران أو من أي مكان آخر. وليعلم أعداؤنا أننا سنتغلب عليهم في الدفاع وكذلك في الهجوم». وقالت الوزارة، التي يقودها نتنياهو بنفسه، إن «نجاح سلسلة التجارب يشكل علامة مهمة في الطريق، ويدل على القدرات العسكرية لدولة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد تهديدات موجودة ومستقبلية في المنطقة». وأضافت أن منظومة «حيتس» هي «مركّب مركزي في منظومة الدفاع متعددة الطبقات»؛ (إشارة إلى منظومات «القبة الحديدية»، لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، و«العصا السحرية» أو «مقلاع داود» لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى، ومنظومة «حيتس 2» و«حيتس 3» لاعتراض الصواريخ طويلة المدى).
واقتبس بيان وزارة الأمن في تل أبيب أقوالاً من كلمة رئيس الوكالة الأميركية للدفاع من الصواريخ، الأدميرال جول هيل، منها أن «النجاح المتميز في ألاسكا يثبت ثقة الجيش الأميركي بقدرات إسرائيل المستقبلية على نصفية التهديدات الآخذة بالتطور في المنطقة». ووعد بمساعدة إسرائيل في تطوير قدراتها القومية في الدفاع من الصواريخ، بهدف الدفاع عن نفسها وعن القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة، من التهديدات المتعاظمة.
يذكر أن هذه التجارب كانت مقررة للانطلاق السنة الماضية، في قاعدة كودياك في ألاسكا، إلا أنها تأجّلت لأسباب غير معروفة، وصرّح مدير عام وزارة الأمن الإسرائيليّة، موشيه باتيل، في مارس (آذار) الماضي، بأنها ستجري هذا الصّيف. وكان مقرراً إجراؤها بسرية مطلقة، لكن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأميركيّة، رون دريمر، كان ممثلاً رسمياً للحكومة الإسرائيلية فيها. وقد حرص على إثارة زوبعة حول مشاركته، فكثرت التخمينات حول هدف زيارته إلى ألاسكا (أقصى الشمال الشرقي الأميركي)، وإن كانت تتعلق بالملف النووي الإيراني. وزاد من درامية التدريبات أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت نشر تفاصيل إضافيّة عن اللقاء.
تجدر الإشارة إلى أن إيران أجرت، قبل أيام، تجربة لإطلاق صاروخ باليستي متوسّط المدى، من طراز «شهاب 3» يصل مداه إلى بعد 1000 كيلومتر.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.