«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض يتجه لعقد مؤتمرين منفصلين

مع اتساع الشرخ بين أمينه العام ومعارضيه

TT

«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض يتجه لعقد مؤتمرين منفصلين

أكد الطرفان المتنازعان في «حزب الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض عزمه عقد المؤتمر الرابع للحزب، ومواصلة الإعداد لذلك، دون مشاركة الطرف الآخر.
فبينما دعا حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، إلى عقد اجتماع للجنة التحضيرية، اليوم (الأحد)، خرج معارضوه ببيان ساخن، أعلنوا فيه أن هذه الدعوة غير قانونية، وأنهم مصرُّون على مواصلة الإعداد لتنظيم المؤتمر.
وتجدر الإشارة إلى أن النزاع الحزبي انفجر خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر في يونيو (حزيران) الماضي، الذي خُصّص لانتخاب رئيسها وتشكيل أجهزتها. ففيما اعتبر الأمين العام للحزب أن الاجتماع شابته اختلالات خطيرة، معتبراً القرارات التي صدرت عنه بعد رفعه الجلسة غير قانونية وغير ملزمة للحزب، تمسك معارضوه بنتائج الاجتماع، خصوصاً نتيجة انتخاب رئيس اللجنة، معتبرين أن الأمين العام لا يحق له رفع الجلسة خلال إجراء عملية انتخابية.
ومنذ ذلك الحين تصاعد الصراع بين الطرفين، واتخذ الأمين العام للحزب عدة قرارات، ضمنها فصل كثير من قيادات الحزب من المكتب السياسي، وتقديم مسؤولين حزبيين للجنة التأديبية، إضافة إلى توقيف الأمناء الجهويين للحزب.
وبالنظر للتطورات التي يعرفها «حزب الأصالة والمعاصرة»، أصبح شبه مؤكد أنه يتجه نحو عقد مؤتمرين منفصلين، أحدهما من تنظيم التيار الذي يتزعمه بنشماش الأمين العام للحزب، والثاني من تنظيم معارضيه من قبيل أحمد خشيشن، الذي يُعدّ من مؤسسي الحزب، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، بالإضافة إلى ممثلي ست جهات مغربية، وهم: عبد اللطيف وهبي، ممثل جهة سوس ماسة في المكتب السياسي للحزب، وأحمد الدريسي ممثل جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، وأحمد السالك بريد الليل ممثل جهة كلميم واد نون، وأدبادا الشيخ أحمدو ممثل جهة العيوم - الساقية الحمراء، وسعيد الصديقي ممثل جهة بني ملال - خنيفرة، وصلاح الدين أبو الغالي ممثل جهة الدار البيضاء - سطات.
وفي هذا الصدد أكد معارضو بنشماش في بيانهم «على المضي بكل عزم نحو محطة 27 و28 و29 سبتمبر (أيلول) المقبل، لعقد مؤتمرنا الوطني النوعي، وعزمنا على جعله محطة مميزة في تاريخ حزبنا... محطة مفصلية لميلاد حزب قوي وموحد وفاعل في محيطه، ومساهم إلى جانب باقي الأحزاب في مواجهة التحديات التي تعترض مسار تقدم وطننا».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.