لماذا تعثرت مسيرة غاريث بيل مع ريـال مدريد؟

اللاعب ليس ضحية لكن «النادي الملكي» هو المسؤول الأول عن هذه المسيرة المؤسفة لنجم يمتلك فنيات كبيرة

احتل بيل مقاعد البدلاء كثيراً في الفترة الأخيرة  -  حصد بيل أكثر من لقب مع الريـال
احتل بيل مقاعد البدلاء كثيراً في الفترة الأخيرة - حصد بيل أكثر من لقب مع الريـال
TT

لماذا تعثرت مسيرة غاريث بيل مع ريـال مدريد؟

احتل بيل مقاعد البدلاء كثيراً في الفترة الأخيرة  -  حصد بيل أكثر من لقب مع الريـال
احتل بيل مقاعد البدلاء كثيراً في الفترة الأخيرة - حصد بيل أكثر من لقب مع الريـال

في البداية، تجب الإشارة إلى أن الاختلالات الهائلة للثروة في عالم كرة القدم تعد شيئاً مريعاً ومرعباً، ويمكن أن تؤدي إلى الكثير من المشكلات الأخلاقية المثيرة للسخرية، عندما يتم إغراء اللاعب بالدخول إلى مملكة لا يمكن تخيلها، والحصول على أموال طائلة. وقد يقدم هذا اللاعب مستويات جيدة فور انتقاله، لكن ليس بالمستوى نفسه الذي كان يتوقعه النادي منه، وبالتالي يقرر هذا النادي البحث عن لاعب آخر بديل، وهو ما يعني ضرورة رحيل اللاعب الأول، الذي يعيش حياة مرفهة ولا يريد الذهاب إلى أي مكان آخر.
وقد ينطبق هذا الأمر على النجم البرازيلي نيمار مع نادي باريس سان جيرمان، لكنه ينطبق بصورة أكبر على اللاعب الويلزي غاريث بيل مع نادي ريـال مدريد. وتتكرر هذه القصة بشكل منتظم ومتكرر، وهو ما يشير إلى أن القضية لا تتعلق بالأفراد. لقد أدت ثقافة الأندية الكبرى إلى تقديس اللاعبين البارزين، لكن المشكلة التي تواجه هؤلاء اللاعبين تكمن في أن عدداً قليلاً من الأندية الكبرى، من بينها الأندية الصينية، هي التي يمكنها التعاقد معهم بهذا المقابل المادي المرتفع. وبالتالي، عندما تتدهور علاقة أي لاعب بارز بناديه، فلا يكون أمامه سوى عدد محدود من الخيارات والأماكن التي يمكنه الذهاب إليها.
وحتى بعد الإصابة القوية التي تعرض لها اللاعب الإسباني ماركو أسينسيو بقطع في الرباط الصليبي، هذا الأسبوع، فكل المؤشرات توكد رحيل الجناح الويلزي غاريث بيل عن ريـال مدريد قريباً. ورددت تقارير إخبارية أن بيل بات بصدد الانضمام إلى غيانغسو سونينغ الصيني بعقد لمدة ثلاثة أعوام. وأكدت مصادر مقربة من بيل ما ذكرته تقارير إسبانية حول أن اللاعب بات «قريباً للغاية» من الانتقال، رغم أنه لم يجر الإعلان عن أي صفقة بشكل رسمي.
وأشار التقرير إلى أن بيل سيحصل على راتب أسبوعي يبلغ مليون جنيه إسترليني، بموجب الصفقة المرتقبة. وكان بيل قد انضم إلى ريـال مدريد قادماً من توتنهام الإنجليزي في عام 2013 في صفقة قياسية عالمية، حينها، بلغت قيمتها 85 مليون جنيه إسترليني. ويرتبط بيل بعقد مع ريـال مدريد يحصل بمقتضاه على 600 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة، وبالتالي يمكننا أن نتفهم عدم حاجته إلى اتخاذ أي قرارات متسرعة. لكن لا شيء من هذا يفسر سوء العلاقة بين بيل من جهة، والمدير الفني لريـال مدريد زين الدين زيدان، وجمهور النادي من جهة أخرى.
إن الحجة القائلة بأن بيل لم يتكيف مع الحياة في إسبانيا تبدو غير منطقية إلى حد بعيد، خصوصاً أن عدداً كبيراً من اللاعبين الذين يعانون من اختلاف اللغة المحلية قد نجحوا في تقديم مستويات جيدة. لكن ماذا عن قضائه الكثير من الوقت في ممارسة لعبة الغولف؟ في الحقيقة، هناك العديد من الأنشطة التي يمكن لأي لاعب أن يشارك فيها، وبالتالي لا يمكن أن نلوم أي لاعب على ممارسته لنشاط رياضي آخر خلال أوقات فراغه.
ومع ذلك، عندما ننظر إلى الأمر للوهلة الأولى سنجد أن مسيرة بيل مع ريـال مدريد كانت ناجحة. صحيح أن اللاعب غاب لفترات طويلة عن الملاعب بسبب الإصابة - غاب اللاعب عن 72 مباراة بسبب معاناته من الإصابة 17 مرة خلال سنواته الست في ريـال مدريد - لكنه شارك في التشكيلة الأساسية للفريق في 133 مباراة خلال تلك الفترة. وعلاوة على ذلك، سجل بيل أهدافاً حاسمة مع الفريق؛ ثلاثة أهداف في المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا، من بينها هدفان ساهما في تغيير نتيجة المباراة، وهدف آخر ربما يعد أبرز هدف سجل في المباراة النهائية لبطولة كبرى. صحيح أن اللاعب كان يتألق على فترات، ولم يحافظ على ثبات مستواه لفترة طويلة، لكنه بكل تأكيد يمتلك القدرات والفنيات التي جعلت النادي الإسباني يقدم له عقداً لمدة 6 سنوات بقيمة تتجاوز 150 مليون جنيه إسترليني في أكتوبر (تشرين الأول) 2016!
وربما تكمن المشكلة في حجم التوقعات التي كانت مطلوبة من اللاعب، فور انضمامه للفريق في عام 2013 كأغلى لاعب في العالم، على أمل أن يكون خليفة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد ذلك. لكن بيل فشل في أن يكون رونالدو الجديد، في الوقت الذي واصل فيه رونالدو التألق وسرقة الأضواء من الجميع. وقد أدى ذلك إلى مشكلة خططية وتكتيكية في الفريق، حيث كان بيل يقدم مستويات رائعة للغاية في موسمه الأخير مع توتنهام هوتسبير عندما كان يلعب ناحية اليسار، ثم يدخل إلى عمق الملعب، لكن المشكلة كانت تكمن في أن رونالدو يقوم بالدور نفسه في المكان نفسه مع ريـال مدريد. وانتهى الأمر بأن يلعب بيل في الناحية اليمنى، وهو الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام بشأن السبب الذي يجعل ريـال مدريد يتعاقد مع لاعبين بمقابل مادي هو الأغلى في التاريخ رغم أنه بحاجة إلى لاعب واحد فقط منهما في هذا المركز!
ومع تقدم رونالدو في السن، وتغير مركزه، أصبحت فرص بيل في أن يلعب في المركز نفسه الذي كان يلعب فيه مع توتنهام هوتسبير محدودة بشكل متزايد. لقد كان بيل بحاجة إلى أن يلعب الفريق بطريقة 4 - 3 - 3 في ظل وجود مهاجم صريح يلعب في الأمام، ويخلق مساحة له ينطلق بها على الأطراف. لكن ريـال مدريد كان يلعب بطريقة 4 - 4 - 2 التي كانت تعطي مساحات أكبر لظهيري الجنب وتقيد لاعبي خط الوسط بصورة أكبر. وفي غضون 6 سنوات، أنفق ريـال مدريد نحو 300 مليون جنيه إسترليني على بيل، في صورة رسوم انتقال ورواتب، لكنه لم يشركه في المركز الذي كان يتألق فيه مع توتنهام هوتسبر!
هذا لا يعني بالضرورة أن بيل كان ضحية، خصوصاً في ظل التقارير التي تشير إلى أن زيدان يتخذ موقفه المتشدد من اللاعب بسبب تخاذله في الجزء الأخير من الموسم الماضي، وعدم انتهازه فرصة رحيل رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي من أجل حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق في المكان الذي كان يتألق فيه في الأساس.
وفي حين أنه لا يمكن إلقاء اللوم على بيل بسبب إصراره على احترام عقده مع النادي، فإن الشيء المحبط يتمثل في أن هذا الأمر يعد أولوية بالنسبة لبيل، وربما أكثر من تفكيره في استغلال مهاراته وإمكاناته للعب على أعلى مستوى خلال الفترة المقبلة. لكن يمكن القول بأن ريـال مدريد هو الذي أدى إلى حدوث هذه المشكلة من الأساس، لأنه عندما تتعامل مع اللاعبين على أنهم سلعة، فيتعين عليك ألا تشعر بالدهشة عندما ينظرون إلى أنفسهم على أنهم آلات تسعى للحصول على الأموال في المقام الأول!


مقالات ذات صلة

بنزيمة يسترجع ذكريات البرنابيو مع «المدريديين» في جدة

رياضة سعودية بنزيمة في حديث مع لاعبي الريال في مقر إقامتهم بجدة (نادي ريال مدريد)

بنزيمة يسترجع ذكريات البرنابيو مع «المدريديين» في جدة

استعاد المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة لاعب الاتحاد شيئاً من ذكريات البرنابيو وصولاته وجولاته مع الفريق الملكي وذلك في زيارة قام بها لمقر بعثة ريال مدريد في جدة.

علي العمري (جدة )
رياضة عالمية انشيلوتي يوجه لاعبيه خلال المباراة (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: عانينا بشكل كبير... وجماهير جدة رائعة

اعترف الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لفريق ريال مدريد، بأن المباراة التي جمعتهم بمايوركا في كأس السوبر الاسباني لم تكن سهلة.

روان الخميسي (جدة) ضحى المزروعي (جدة )
رياضة عالمية بيلينغهام محتفلاً بهدفه في مرمى مايوركا (تصوير: علي خمج)

السوبر الإسباني: الريال يضرب بالثلاثة ويلحق بالغريم في النهائي الكبير

ضرب ريال مدريد موعداً مع غريمه برشلونة في نهائي السوبر الإسباني المقام في السعودية بعد فوزه على ريال مايوركا 3 - 1 الخميس.

علي العمري (جدة) روان الخميسي (جدة) ضحى المزروعي (جدة )
رياضة عالمية لوكا مودريتش (أ.ف.ب)

السوبر الإسباني: مودريتش يغيب عن نصف النهائي بسبب المرض

يغيب صانع الألعاب الدولي، الكرواتي لوكا مودريتش، عن مباراة فريقه ريال مدريد حامل اللقب، ضد ريال مايوركا، مساء الخميس، في جدة ضمن الدور نصف النهائي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عالمية فينيسيوس يحاول استخلاص الكرة من مودريتش خلال تدريبات الريال في جدة (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: من الصعب أن تكون مثل فينيسيوس

واصل المدرب أنشيلوتي الدفاع عن لاعبه فينيسيوس رغم خسارة النادي للاستئناف الذي تقدم به ضد العقوبة.

علي العمري (جدة )

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».