اعتقلت الشرطة الروسية، اليوم (السبت)، أكثر من 500 شخص تجمعوا في موسكو للمطالبة بانتخابات محلية حرة نزيهة، كما أعلن مرصد المظاهرات «أو في دي إنفو»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد ثلاث ساعات من بدء هذه المظاهرة غير المسموح بها والتي شارك فيها الآلاف ابتداء من الساعة 11.00 بتوقيت غرينيتش في وسط العاصمة الروسية، أوقف 561 شخصاً، كما أوردت المنظمة.
وقرر آلاف الأشخاص النزول إلى الشارع، بعدما رفضت السلطات السماح للمعارضة ومرشحين مستقلين بتقديم ترشيحاتهم لانتخابات مجلس بلدية موسكو المرتقبة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن 50 شخصاً على الأقل أوقفوا، فيما كان المتظاهرون يتدفقون لبدء التجمع. وأشار المنظمون إلى كثير من الاعتقالات الأخرى.
وتم تعزيز الإجراءات الأمنية اليوم في موسكو.
وقبل ساعات من التجمع، أوقف عدة معارضين، بينهم ديمتري غودكوف الذي أعلن أن هذه الحملة تتجاوز الانتخابات المحلية، قائلاً: «نريد أن نعرف ما إذا كان ممكناً في روسيا اليوم ممارسة السياسة بصورة شرعية».
وداهمت قوات الأمن منازل عدة مرشحين تم إبطال ترشيحاتهم، كما أعيد المعارض للكرملين أليكسي نافالني إلى السجن الأربعاء 30 يوماً، بتهمة انتهاك «قواعد المظاهرات».
واستبعد عدد كبير من المرشحين، بمن فيهم حلفاء نافالني، أو استدعوا للاستجواب في منتصف الليل.
وتلا هذه الإجراءات فتح تحقيق «لعرقلة عمل اللجنة الانتخابية» في موسكو خلال مظاهرات منتصف يوليو (تموز). ويمكن أن تؤدي إلى عقوبات قد تصل إلى السجن 5 سنوات، وتذكر بالأحكام التي صدرت خلال حركة 2011 - 2012 ضد عودة فلاديمير بوتين إلى الرئاسة.
وانتقدت منظمة العفو الدولية التي تتخوف من «حملة قمع كثيف آتية» ما سمته «محاولة مفتوحة ودون عوائق من جانب السلطات الروسية لتخويف المعارضة».
وكان شرطة موسكو قد أصدرت تحذيراً للمواطنين. وفي خطوة غير مسبوقة، عرضت على الصحافيين الذين يغطون الحدث تسليم هوياتهم، متذرعة بالتوقيفات الكثيرة.
وقد تراجعت شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي سجلت ارتفاعاً استثنائياً بعد ضم شبه جزيرة القرم، منذ أن أعيد انتخابه لولاية رابعة العام الماضي، وتبدو انتخابات مطلع سبتمبر صعبة على السلطة.
ورُفض تسجيل نحو 60 مرشحاً لانتخابات برلمان موسكو، بسبب عيوب في جمع التوقيعات اللازمة للترشح، كما أعلن رسمياً.
وندد مشاركون مستقلون استبعدوا من الانتخابات بوجود مخالفات ملفقة بالكامل، كما قالوا، واتهموا العمدة الموالي للحكم سيرغي سوبيانين بأنه يريد خنق المعارضة التي كانت تأمل في قول كلمتها في إدارة الميزانية الهائلة للعاصمة.
وقال العالم السياسي أندريه كوليسنيكوف إن «خيار القوة قد اعتمد على ما يبدو لأنه يعتبر الأكثر فاعلية»، وأضاف: «هذا منطقي إلى حد كبير لأنه إذا نظرنا إلى الوراء، فمنذ 2012 عمدت السلطة فقط إلى القمع».
توقيف أكثر من 500 شخص خلال مظاهرة للمعارضة في موسكو
توقيف أكثر من 500 شخص خلال مظاهرة للمعارضة في موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة