الجيش الليبي يقصف أهدافاً عسكرية بالكلية الجوية في مصراتة

عناصر من الجيش الوطني الليبي - أرشيف (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الوطني الليبي - أرشيف (أ.ف.ب)
TT

الجيش الليبي يقصف أهدافاً عسكرية بالكلية الجوية في مصراتة

عناصر من الجيش الوطني الليبي - أرشيف (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الوطني الليبي - أرشيف (أ.ف.ب)

قال مصدر عسكري تابع للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، اليوم (السبت)، إن سلاح الجو التابع للجيش قصف أهدافاً عسكرية داخل الكلية الجوية بمدينة مصراتة في شمال غربي ليبيا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح المصدر العسكري أن «مقاتلات سلاح الجو الليبي نفذت عدة غارات على مدينة مصراتة الليبية»، مشيراً إلى أن «سلاح الجو استهدف الكلية الجوية العسكرية بمصراتة».
وعلى الصعيد نفسه، قال الناطق باسم عملية «بركان الغضب» التابعة لقوات حكومة الوفاق الوطني، العقيد محمد قنونو، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام ليبية أمس (الجمعة)، إن «سلاح الجو التابع لها ضرب تجمعاً في قاعدة الجفرة الجوية في جنوب ليبيا ودمر ساحة طائرات مسيرة لدولة معتدية، وعطل طائرة شحن يوشن 76 تستخدم لنقل الذخيرة والمرتزقة إلى ليبيا».
واعتبر الناطق العمليات الأخيرة «مرحلة جديدة من عملية بركان الغضب، بعد أن تم الاستعداد بشكل مكثف في الأيام الماضية، ورسم الخطط للمراحل المقبلة حتى بسط سلطان الدولة على كامل التراب الليبي».
وأكد أن قوات الوفاق «أسقطت طائرتي استطلاع لقوات القيادة العامة بمحور طريق المطار، وتمكنت من القبض على 11 مرتزقاً من جنسيات أفريقية في محور السواني جندتهم قوات القيادة العامة في الحرب على العاصمة».
وفي محور عين زارة، ذكر أنه جرى «الأسبوع الماضي إفشال تسلل مسلحين باتجاه الأحياء السكنية بطرابلس، ودمرت لهم آليات عسكرية ودبابات كانت توفر لهم غطاء نيران، واستحوذت على آليات عسكرية تحمل مضادات طيران، وتدمير آلية أخرى في محور النهر».
وتابع أن «قوة من الغرفة الأمنية مصراتة المشاركة في عملية بركان الغضب قبضت على خلية إرهابية تسللت إلى العاصمة طرابلس».
وأدت المعارك بين الجانبين منذ اندلاعها في أبريل (نيسان) الماضي، إلى سقوط 1093 قتيلاً وإصابة 7625 بجروح، بينهم مدنيون، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».