«الشيوخ الرواندي» إلى تعزيز العلاقات مع البرلمان المصري

اتفاق على زيادة رحلات الطيران المباشرة بين القاهرة وكيغالي

TT

«الشيوخ الرواندي» إلى تعزيز العلاقات مع البرلمان المصري

اتفق مجلس الشيوخ الرواندي مع البرلمان المصري على «زيادة رحلات الطيران المباشرة بين القاهرة وكيغالي، وتعزيز العلاقات، وتفعيل دور جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين، وذلك من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة، إضافة إلى التنسيق المشترك في المحافل البرلمانية المشتركة، وأهمها البرلمان الأفريقي، والاتحاد البرلماني الأفريقي، والاتحاد البرلماني الدولي».
والتقى الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب (البرلمان) المصري، أمس ماكوزا برنارد رئيس مجلس الشيوخ الرواندي، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها حالياً إلى رواندا، على رأس وفد برلماني مصري.
وقدم برنارد لعبد العال والوفد المصري التهنئة بمناسبة ذكرى ثورة «23 يوليو»، وأعرب عن تقديره الكبير لهذه الزيارة وإدراكه لأهميتها في تنمية العلاقات البرلمانية بين البلدين، مؤكداً «قناعته بأن تنمية العلاقات بين الشعوب عبر البرلمانات التي تمثلهم تشكل المدخل الأقوى في تنمية العلاقات بين الدول».
وأكد برنارد أن «هذه الزيارة، ومن قبلها الزيارات التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رواندا، والجهود التي يبذلها في ظل رئاسته للاتحاد الأفريقي، والعديد من الفعاليات المهمة التي استضافتها مصر وتخص الشأن الأفريقي، كلها أمور تثبت أن عودة مصر بقوة إلى القارة الأفريقية باتت حقائق واضحة لا تُخطئها العين».
من جانبه، أشاد عبد العال بالمرحلة المتقدمة التي وصلت إليها رواندا من الحكومة والإدارة الرشيدة، مضيفاً أن «التجربة الصعبة التي مرت بها رواندا، وقدرة شعبها على تجاوزها تمثل نموذجاً مهماً، ينطوي على الكثير من الدروس المهمة، فوضعت رواندا الماضي خلف ظهرها، وانطلقت إلى المستقبل».
وعلى مستوى العلاقات الثنائية، أكد رئيس البرلمان المصري اتفاقه مع برنارد بأن العلاقات بين البلدين شهدت خلال الفترة الأخيرة درجة كبيرة من التقدم، وهو ما تعكسه العديد من المؤشرات، منها على سبيل المثال تسيير «مصر للطيران» لخط مباشر بين القاهرة كيغالي في أبريل (نيسان) الماضي، مؤكداً «ضرورة العمل على زيادة عدد رحلات الطيران المُباشرة مستقبلاً بين البلدين، وذلك لدورها في تنشيط السياحة، وتقوية الروابط والعلاقات بين الشعبين»، وأنه «لمس ترحيباً بذلك».
وأبدى الدكتور عبد العال استعداد مصر للتعاون مع رواندا في التدريب على اختلاف مجالاته ومستوياته، لا سيما في ضوء الخبرة التي تمتلكها مصر في الكثير من المجالات، التي يمكن خلالها الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب. وعقب انتهاء المباحثات توجه عبد العال والوفد المرافق له لزيارة مركز كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية، حيث وضع إكليلاً من الزهور أمام النصب التذكاري، ثم قام بجولة تفقدية داخل المركز، الذي يتضمن توثيقاً للمذابح، التي جرت في رواندا في تسعينيات القرن الماضي.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».