بينما عدها مراقبون «خطوة مهمة لمواجهة (فوضى الفتاوى)، التي تصدر من مشايخ غير رسميين بمصر على بعض الفضائيات»، بدأت وزارات وهيئات رسمية في مصر، أمس، تدريب أئمة على المهارات الإعلامية للمساهمة في مواجهة خطاب التطرف والعنف، وتجديد الخطاب الديني.
وقالت وزارة الأوقاف أمس إن «التدريب يأتي في إطار اهتمام الوزارة بالأئمة لتنمية الجوانب العلمية والإعلامية للكوادر المتميزة منهم، وفي ضوء العمل على رفع كفاءتهم في مجال التواصل العصري الحديث، والسعي الدؤوب لمواكبة مستجدات العصر، وصقل المهارات الإعلامية لديهم».
وأكد مصدر في وزارة الأوقاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «تدريب الأئمة على المهارات الإعلامية، يهدف إلى التصدي لـ(الدخلاء) على الفتوى، الذين ينتشرون في بعض الفضائيات، ويتشددون في آرائهم الفقهية»، مضيفاً أنه «عقب انتهاء التدريب سيكون للأئمة القدرة على توصيل خطابهم الديني الوسطي، وفق خبرة إعلامية».
وأعلنت الهيئة الوطنية للإعلام، أمس، عن تدريب 15 إماماً على تنمية المهارات الإعلامية، بدءاً من غد (السبت). وقال حسين زين، رئيس الهيئة، إن «هذه الدورة هي الأولى من نوعها، وتأتي في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين الهيئة ووزارتي الأوقاف والتعليم العالي»، لافتاً إلى أن «الهيئة تشارك في التدريب العملي للأئمة على فنون الإلقاء، واكتساب مهارات الحديث في الراديو والتلفزيون؛ بهدف صقل المهارات الإعلامية لديهم، والتي تمكنهم من إيصال رسالة إعلامية صحيحة عن وسطية تعاليم الدين الإسلامي، والتأكيد على قيم التسامح والمحبة، وقبول الآخر في مواجهة الأفكار المتطرفة، التي تدعو إلى العنف والإرهاب، وتسهم بشكل إيجابي في تجديد الخطاب الديني».
وتعاني مصر من ظاهرة الفتاوى العشوائية، بعد أن كثُر «المفتون» في الفضائيات ووسائل الإعلام. ولم تعد البرامج الدينية و«التوك شو»، وقفاً على الحديث في أمور السياسة والعبادات والأخلاق؛ بل تصدى دخلاء لا تتوافر فيهم شروط الفتوى، للقضايا الكبرى والفتاوى المصيرية.
وقال المصدر في الأوقاف إن «البعض يتعمد إطلاق فتاوى مثيرة لتحقيق أغراض سيئة، سعياً لتشويه سماحة الدين، ومن هنا تأتي ضرورة تحجيم الآراء التي تصدر في الفضائيات».
وأعرب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن تفاؤله بأن تؤتي هذه الدورة ثمارها، وتحقق أهدافها بوجود دعاة على قدر كبير من الخبرة في التناول الإعلامي لتعاليم الدين، وإيصال رسالة صحيحة للمستمع وللمشاهد، مضيفاً أن «نجاح هذه التجربة الأولى سيدعم بالتأكيد استمرارية عقد تلك الدورات»، موضحاً أنه «سوف يتم تدريب الأئمة بالوطنية للإعلام من خلال معهد الإذاعة والتلفزيون على فنون الإلقاء والمهارات اللغوية في العمل الإعلامي، والتدريب على أسلوب الإقناع بالصوت، واكتساب مهارات الحديث والارتجال، فضلاً عن التدريب العملي على المقابلة التلفزيونية والإدارة الحرفية للوقت على الشاشة، والتعرف على أشكال البرامج والمداخلات والمناظرات، والتدريب على كيفية تعميق الصورة الذهنية الإيجابية من خلال تفاعل الصوت والصورة والثبات الانفعالي. كما سيتم عقد كثير من ورشات العمل والتطبيق العملي داخل استوديوهات الوطنية للإعلام».
من جانبه، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، إن «دورة الأئمة سوف تستغرق شهرين»، مضيفاً خلال افتتاحه الموسم الصيفي بمعسكر «أبو بكر الصديق التثقيفي للأئمة والواعظات والطلاب الوافدين» بالإسكندرية، أمس، أنه «تم الاتفاق مع الهيئة الوطنية للإعلام على اختيار من بين الـ15 إماماً مَن يجتاز منهم الدورة التدريبية لاجتياز التحدث الإعلامي للوجود في البرامج التلفزيونية»، مشيراً إلى أن «المعسكرات التثقيفية للأئمة والواعظات والطلاب الوافدين هي بمثابة لفت نظر للتحصين بالعلم. بالإضافة إلى الدورات التدريبية التي تقوم بها الوزارة من خلال دورات في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي وغيرها».
وأضاف جمعة أن «الوزارة تلقت كثيرا من الطلبات في الدول الأجنبية بشأن حاجتهم لأئمة، وكان من بين ذلك طلبات لأئمة في الولايات المتحدة الأميركية، ويشترط إجادتهم اللغة الإنجليزية»، مؤكداً أنه «لا مكان داخل هيئة الأوقاف وبين شبابها لمن ينتمي إلى جماعة أو تنظيمات تحريضية»، وموضحاً أن «البعد عن الدين والوطن يعد خيانة لأوطاننا، ومصلحة الوطن جزء لا يتجزأ من مصلحة الدين».
مصر: تدريب أئمة على المهارات الإعلامية لمحاربة «فوضى الفتاوى»
بهدف المساهمة في تجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف
مصر: تدريب أئمة على المهارات الإعلامية لمحاربة «فوضى الفتاوى»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة