في حركات دائرية تشبه دوامات البحر المتلاحقة، ظل «بكر» راقص «التنورة» ينظر إلى السماء باستجداء، كمن يلتمس طريق الهداية، أو يريد نسيان ماضيه، من خلال الإمعان في الدوران عبر فراغ محسوب، وكلما تخلى عن قطعة من تنورته خلع معها جزءاً من آلامه ومعاناته الحياتية.
راقص التنورة «بكر»، هو الدور الذي لعبه الفنان فاروق الفيشاوي الذي رحل أمس، في فيلم «ألوان السما السبعة» وجمعه بـ«حنان» فتاة الليل التائبة، وجسدت دورها الفنانة ليلى علوي، لتدور مشاهد العمل حول شخص حائر يقف على عتبات التصوف ويسعى لاجتذاب محبوبته إلى دنياه الجديدة.
«ألوان السما السبعة» لم يدم في دور العرض المصرية طويلاً؛ إلاّ أنه من الأعمال غير النمطية التي لعبها الراحل، الذي لم يمهله مرض السرطان أكثر من تسعة أشهر، فرحل عن عمر ناهز 67 عاماً، تاركاً أعمالاً تمثل في مجملها ألواناً مختلفة كألوان الطيف السبعة.
وسط مشاركات لافتة، شُيّعت جنازة الفيشاوي، من مسجد «مصطفى محمود»، بالقاهرة، ليوارى جثمانه الثرى في مسقط رأسه بقرية سرس الليان بمحافظة المنوفية (شمال القاهرة)، تنفيذاً لوصيته.
وفيما حضر الجنازة عدد من النجوم والشخصيات العامة، أبرزهم الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، ومحمد هنيدي، وآسر ياسين، وشهيرة، وهالة صدقي، بالإضافة إلى المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والإعلامي محمود سعد، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء كبير.
...المزيد
فاروق الفيشاوي يرحل... تاركاً «ألوانه السبعة»
فاروق الفيشاوي يرحل... تاركاً «ألوانه السبعة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة