تعيين لواء طيار قائداً للجيش الأردني

TT

تعيين لواء طيار قائداً للجيش الأردني

صدرت أمس الأربعاء دفعة من القرارات التي شملت تغيير مواقع عسكرية حيوية في المملكة، من أبرزها تعيين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اللواء الطيار يوسف الحنيطي قائدا للقوات المسلحة - الجيش العربي الأردني (رئيسا لهيئة الأركان المشتركة)، بعد إقالة خلفه الفريق الركن محمود فريحات الذي أُحيل للتقاعد، بعدما أمضى نحو سنتين و10 أشهر.
وكشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن تزامن قرار تعيين الحنيطي، مع قرارات شملت تغييرات وإحالات لمديري كل من جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العسكري في البلاد، فيما من المتوقع أن تصدر قرارات لاحقة تشمل مواقع رفيعة في أجهزة أمنية أخرى، بحسب تسريبات صحافية.
وحظي تعيين الحنيطي باهتمام واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية، حيث يعتبر أول تعيين لمقاتل من مرتبات سلاح الجو الملكي، لترؤس الجيش العربي الأردني، بعد أن جرت العادة بتعيين مرتبات من تشكيلات الدروع أو المشاة.
وقياسا بالسنوات العشر الماضية، تعتبر فترة خدمة الفريق المحال للتقاعد الفريحات، هي الأقصر، حيث جاء تعيينه قائدا للجيش في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، وهو العام نفسه الذي تم فيه تعيين الطيار الحنيطي وهو من مواليد 1959 قائدا لسلاح الجو قبل تعيينه قائدا للجيش، أمس.
وكان الحنيطي قد ظهر لوسائل الإعلام في حوار مفتوح، في شهر أبريل (نيسان) من العام الحالي، عبر منصة تعرف بمنصة شركة زين التفاعلية، عبر جلسة حوارية مع مجموعة شبان تم بثها في حينه.
ومضى نحو أربعة أشهر فقط، على إجراء ملك الأردن تغييرات واسعة في مواقع قيادية في مختلف مستويات أجهزة الدولة، على رأسها جهاز المخابرات العامة، ومواقع قيادية أخرى في الديوان الملكي، ويلاحظ في القرارات الأمنية والعسكرية والتغييرات الكبرى أنها أتت بعد زيارة الملك واشنطن.
من ناحية أخرى، وجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في رسالة إلى الحنيطي أعقبت تعيينه، بتطوير القوات المسلحة الأردنية، وإعادة هيكلتها.
وقال الملك في رسالته التي وصلت لـ«الشرق الأوسط» نسخة منها: «أعهد إليك بشرف وواجب حمل هذه المسؤولية، لما خبرته فيك من كفاءة وقدرة في مختلف المواقع التي توليت خلال خدمتك الطويلة والمتميزة في قواتنا المسلحة الأردنية».
ووصف العاهل الأردني منتسبي القوات المسلحة في رسالته، بأنهم الأشاوس من ضباط وضباط صف وأفراد من أبناء وبنات الأسرة الأردنية الواحدة المتعاضدة والمتحابة دوما.
وأضاف في الرسالة أن «قواتنا المسلحة الأردنية - الجيش العربي، تستحق منا جميعا كل الدعم والإسناد والمؤازرة، لتظل كما عهدتها وكما خبرها الأردنيون مثالا يحتذى ويشار إليه بالبنان، في الكفاءة والانضباط والإيثار والتفاني، وعليه فإنني أوجهك بالعمل على تكثيف الجهود الرامية إلى تطويرها وإعادة هيكلتها وتحديثها وتعزيز وتطوير قدراتها لتواكب هذا العصر، ولتظل مضرب المثل في الكفاءة والقدرة والأداء المحترف».
وعبر العاهل الأردني في رسالته عما قاله، إنه يدعم دعما كاملا كل الجهود التي من شأنها الإسهام في تعزيز مسيرة القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي).



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».