مع تطور الصناعات البتروكيماوية ومعالجة مشتقات النفط والغاز، للحصول منهما على منتجات كيماوية معقدة لا تتحلل بسهولة في الطبيعة، مثل البلاستيك ومشتقاته الصناعية المتنوعة ومتعددة الاستخدامات، باتت النفايات الناتجة عن النشاط اليومي للإنسان أزمة حقيقية تواجهها دول كثيرة في العالم، وقضية يوليها الرأي العام اهتماماً أكبر من اهتمامه بالأزمات السياسية أو الاقتصادية في بعض الأحيان. ولأنّ النفايات البلاستيكية باتت مصدر تهديد متزايد للبيئة، يجري العمل في أكثر من مكان، على مستوى الدولة والمؤسسات العلمية والبحثية، لإيجاد حل لهذه الظاهرة، وقد طرح كثيرون بعض الحلول التي تقوم على أساس فكرة «إعادة تدوير» تلك النفايات.
طالب جامعي إندونيسي يدرس في جامعة تومسك الروسية، أعلن أخيراً عن ابتكار جهاز جديد، يمكن بواسطته تحويل النفايات البلاستيكية إلى «حبر» يُستخدم في طابعات «3 - D». وفي حديث خلال عرضه للابتكار الجديد أكد الطالب الإندونيسي ساهتا تووا، أنّ «الآلة الجديدة التي يدور الحديث عنها يمكن تجميعها بسهولة خلال ساعات، وتكلفتها لا تزيد عن 250 دولارا أميركيا تقريباً». وشرح بعبارات بسيطة مبدأ عملها قائلاً: «من دون الحاجة للدخول في التفاصيل التقنية، يمكن القول إنّ هذه الآلة الجديدة تحوّل مادة البولي إيثيلين (مادة تصنيع البلاستيك) وغيرها من مواد بلاستيكية إلى حبر لطابعات (3 - D)»، موضحاً أنّها «تحوّل تلك المواد إلى (خيط) يُدخل إلى الطابعات ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن استخدامه في طباعة أي مجسم ووفق أي تصميم».
ويقول الجامعي الإندونيسي، طالب البكالوريوس في جماعة تومسك، إنّ ما حفزه لابتكار هذه «الآلة»، هو إدراكه أهمية العمل على تدوير النفايات، التي باتت تنتشر في أحياء المدن وخارجها، للتقليل من خطرها وتحويلها من مادة خطيرة إلى مادة مفيدة. وفي الوقت ذاته، يرى أنّ تطوير هذه التقنية بمشاركة طلاب آخرين، من شأنه إتاحة إمكانيات إضافية للدراسين في فرع التصميم الهندسي والفني التابع للجامعة ذاتها، لتطوير دراساتهم، لافتاً إلى أنّ «البلاستيك من وجهة نظر بيئية مادة سامة وخطيرة وعديمة الفائدة، إلّا أنّها مثالية لاستخدامها في التصميم، لا سيما بواسطة تقنيات عصرية مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد».
إندونيسي يصنع من النفايات حبر طابعة ثلاثية الأبعاد
إندونيسي يصنع من النفايات حبر طابعة ثلاثية الأبعاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة