حماس «ليست قلقة» من مغادرة قطر وتؤكد أن العلاقة مع الدوحة في أحسن حالاتها

قيادي في الحركة لـ («الشرق الأوسط») : زيارة مشعل إلى تونس لجلب الدعم العربي

خالد مشعل
خالد مشعل
TT

حماس «ليست قلقة» من مغادرة قطر وتؤكد أن العلاقة مع الدوحة في أحسن حالاتها

خالد مشعل
خالد مشعل

بعد ساعات من عودة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى قطر مقبلا من تونس، نفت الحركة كل التقارير التي أشارت إلى إمكانية نقل مقارها من الدوحة إلى العاصمة التونسية، وأكدت أن «العلاقة مع قطر تمر بأحسن حالاتها».
وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا صحة أبدا لما أشيع من أنباء حول طلب قطر من حماس الاستعداد لمغادرة البلاد. وأؤكد أن العلاقة أكثر من إيجابية وجيدة متميزة». وأضاف: «نشر مثل تلك الأنباء محاولة بائسة للمس بالعلاقة بين حماس والقيادة القطرية».
وأكد رضوان، الذي كان على رأس وفد من حماس زار تونس قبيل وصول مشعل، أن زيارة رئيس المكتب السياسي إلى تونس «كانت مقررة سلفا، وليس لها أي علاقة بالتطورات الأخيرة»، في إشارة إلى قرار الدوحة ترحيل بعض قيادات الإخوان. وأضاف: «نحن زرنا تونس ومهدنا لمثل هذه الزيارة التي تأتي في سياق طبيعي».
وأوضح رضوان «الزيارة جرت في سياق التواصل مع الجانب العربي لجلب الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني وإطلاع الجانب العربي على آخر المستجدات ولدور تونس في المصالحة (بين حركتي فتح وحماس)، ونحن أكدنا التزام الحركة وحرصها على تطبيق كامل ما جاء في اتفاق المصالحة».
وتلعب تونس دورا في المصالحة بين حماس وفتح. وكانت تدخلت في مراحل مختلفة من الحوار بين الحركتين، بعد طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «حماس لم تتضرر بسبب ترحيل بعض قيادات الإخوان لأن الدول الخليجية التي اعترضت على استضافة قطر لبعض القيادات لم تعترض على وجود حماس ولأن العلاقة بين قطر وحماس مختلفة ومتميزة». وأضافت أن «مشعل يحظى بعلاقات جيدة مع الدول الخليجية، وليس له أي عداء مع أي منها». وبحسب المصادر فإن مشعل قد يزور الكويت في وقت قريب كذلك.
وردا على سؤال حول وجود أي قلق لدى حماس من ترحيل قيادات الإخوان من الدوحة، رد رضوان: «لا يوجد أي قلق بتاتا.. نحن مطمئنون للعلاقة المتميزة».
وكانت زيارة مشعل إلى تونس نهاية الأسبوع الماضي حظيت باستقبال رسمي إذ كان في استقباله الرئيس التونسي المنصف المرزوقي.
والتقى مشعل نهاية الأسبوع الماضي راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، ثم شارك في لقاء نظمه حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (أسسه المرزوقي ويرأسه حاليا بصفة شرفية) حول «المقاومة وانتصارها الأخير في غزة».
كما التقى أيضا قيادات من الاتحاد العام التونسي للطلبة (منظمة طلابية ذات توجه إسلامي مقرب من حركة النهضة) السبت الماضي في إطار الإعداد للمؤتمر الدولي حول القضية الفلسطينية الذي سيعقد في تونس نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي بإشراف المرزوقي.
وعلاقة مشعل مع تونس تحسنت كثيرا بعد فوز حزب النهضة بالانتخابات هناك. وكانت تونس إحدى الجهات التي يمكن أن تتوجه إليها قيادات حماس للإقامة فيها بعدما ساءت العلاقة مع سوريا منتصف 2011، على خلفية اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي 2012 عندما غادرت حماس سوريا، كان أمام قيادتها خيارات محدودة بينها مصر وتونس وتركيا والسودان وقطر، وقرر مشعل أن تكون وجهته الدوحة، إذ إن علاقته بالأمير السابق حمد بن خليفة كانت في أوجها.
وتستقبل قطر معظم قيادة المكتب السياسي لحركة حماس، بينما يقيم آخرون في تركيا والبعض ما زال في قطاع غزة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.