تركيا تواجه أزمة سداد الديون الخارجية القصيرة الأجل

العراق يوقف استيراد الدجاج من أنقرة

الحكومة التركية في أزمة للالتزام بسداد مبلغ 175 مليار دولار من الديون الخارجية قصيرة الأجل خلال أقل من عام (رويترز)
الحكومة التركية في أزمة للالتزام بسداد مبلغ 175 مليار دولار من الديون الخارجية قصيرة الأجل خلال أقل من عام (رويترز)
TT

تركيا تواجه أزمة سداد الديون الخارجية القصيرة الأجل

الحكومة التركية في أزمة للالتزام بسداد مبلغ 175 مليار دولار من الديون الخارجية قصيرة الأجل خلال أقل من عام (رويترز)
الحكومة التركية في أزمة للالتزام بسداد مبلغ 175 مليار دولار من الديون الخارجية قصيرة الأجل خلال أقل من عام (رويترز)

كشفت بيانات رسمية عن أزمة كبيرة تواجهها الحكومة التركية للالتزام بسداد مبلغ 175 مليار دولار من الديون الخارجية قصيرة الأجل، والتي يتعين سدادها خلال عام أو أقل وسط الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وبحسب آخر إحصائية حول ديون تركيا الخارجية قصيرة الأجل عن شهر مايو (أيار) الماضي، فإنه قد ارتفعت في هذه الفترة إلى 120.4 مليار دولار بنسبة 3.3 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها في العام الماضي.
ووفق الإحصائية ذاتها، تراجعت ودائع المقيمين في الخارج بالليرة التركية بنحو 5.3 في المائة مقارنة بنهاية العام الماضي لتسجل 13.3 مليار دولار، مع ارتفاع ديون واردات القطاعات الأخرى لتسجل 42.4 مليار دولار.
ويبلغ نصيب القطاع الخاص من الديون الخارجية قصيرة الأجل 78.6 في المائة، مقابل 18.3 في المائة للقطاع العام، و3.1 في المائة للبنك المركزي، ما يعني خسائر فادحة ربما تصل لإفلاس بعض الشركات.
وتمر تركيا بأزمة اقتصادية نتجت من انهيار الليرة التركية؛ ما أدى إلى ارتفاع التضخم وأسعار السلع الرئيسية والبطالة والتراجع في قطاعي الإنشاءات والسياحة.
وكشف البنك المركزي التركي، أمس، عن تراجع الاستثمار المباشر في نهاية مايو الماضي بنسبة 17.8 في المائة إلى 117.9 مليار دولار، مقارنة بنهاية العام الماضي.
وانخفض إجمالي رصيد القروض الخارجية للمقرضين إلى 76.1 مليار دولار في نهاية مايو، بانخفاض 6.6 في المائة عن نهاية العام الماضي. وبلغ إجمالي القروض الخارجية للقطاعات الأخرى 102.8 مليار دولار بانخفاض 3.3 في المائة.
وذكر «المركزي التركي»، في بيان، أن الاستثمار الأجنبي في تركيا حقق أداءً أفضل في مايو الماضي، بارتفاع نسبته 12.2 في المائة مقارنة بنهاية عام 2018.
وبحسب بيانات البنك، بلغ الفرق بين الأصول والخصوم الخارجية اعتباراً من نهاية مايو 323.1 مليار دولار بالسالب، بدلاً عن 367.9 مليار دولار بالسالب في نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات البنك، أن الأصول الخارجية لتركيا بلغت 239.1 مليار دولار، بزيادة 4.4 في المائة في نفس الفترة ذاتها. وبلغت التزامات الدولة تجاه غير المقيمين نحو 562.2 مليار دولار في مايو، بانخفاض 5.8 في المائة عن نهاية العام الماضي.
وارتفعت الأصول الاحتياطية في تركيا بنسبة 2.8 في المائة لتصل إلى 95.6 مليار دولار، وارتفعت الاستثمارات الأخرى في الفترة ذاتها بنسبة 6.7 في المائة لتصل إلى 94.7 مليار دولار. وبلغت الاستثمارات الفرعية الأخرى والعملة والودائع البنكية 49.4 مليار دولار، بزيادة 10.6 في المائة مقارنة بنهاية عام 2018.

خطة للتنمية

في الوقت ذاته، وافق البرلمان التركي على خطة التنمية الخمسية الحادية عشرة، التي أثارت انتقادات من المعارضة كونها تزيد من الأعباء على المزارعين وتعمق من انهيار قطاع الزراعة.
ووفقاً للحكومة، تعد الخطة بمثابة خريطة طريق لتحسين وضع البلاد على الساحة الدولية وتعزيز رفاهيتها. حيث تهدف إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 1.08 تريليون دولار بحلول عام 2023، ورفع نصيب الفرد من الناتج الإجمالي إلى 12 ألفاً و484 دولاراً.
وخلال عرضه الخطة في البرلمان، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، إنهم يولون أهمية لسياسات الطاقة والتنمية في البلاد خلال فترة خطة التنمية. «وسيكون هدفنا الرئيسي هو توفير الطاقة بتكاليف مؤهلة ومستدامة وآمنة وممكنة. وسيكون التركيز على أنشطة التنقيب عن النفط والغاز والحفر في البحر»، في إشارة إلى أعمال التنقيب المثيرة للجدل التي تقوم بها تركيا في شرق البحر المتوسط.
إلى ذلك، أكد رئيس جمعية اتحاد صناع اللحوم البيضاء ومربيها في تركيا، سعيد كوجا، وقف العراق وارداته من الدجاج من تركيا بعد قرارات سابقة بوقف استيراد البيض والمعكرونة بهدف تشجيع الإنتاج المحلي.
وكانت تركيا تحتل المرتبة الأولى في تصدير الدواجن إلى العراق، وصدرت 200 ألف طن من الدجاج في النصف الأول من العام الحالي، أي نصف الكمية السنوية.
وقال كوجا، إنه بعد هذه ستبحث تركيا عن بديل لتصدير منتجاتها، فنحو 400 ألف طن كان يتم تصديرها سنوياً إلى بغداد، ويجب أن يتم انتشال المتضررين من المصدرين الأتراك، الذين كانوا يجنون ملايين الدولارات من وراء هذه التجارة.
وتوقع أن تتوجه تركيا إلى الصين من أجل التصدير إليها، قائلاً إن «استهلاك الصين للدواجن يمثل نصف استهلاك تركيا، ويمكننا سد عجز بكين من اللحوم الذي يتسبب فيه لحم الخنزير، لكننا في مرحلة عقد اتفاقيات من أجل الحصول على تصاريح أكثر، ونأمل حل هذا الأمر أيضاً».
وخلال عام 2017، زادت الصادرات التركية من لحوم الطيور إلى العراق بنسبة كبيرة بلغت 49 في المائة، وبلغت قيمتها في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي 238 مليون دولار، حسب مجلس المصدرين الأتراك.
ومثّل العراق الوجهة الأكبر لصادرات تركيا من لحوم الطيور؛ إذ استحوذ على 63 في المائة من صادرات تركيا، بينما كان يتم تصدير أرجل الدجاج، البالغ إنتاجها نحو 10 ملايين طن يومياً، إلى أسواق دول شرق آسيا.
ورغم محاولات تركيا إحلال الصين مكان العراق، فإنها ستواجه مشكلات عدة، أبرزها أنه لا توجد اتفاقيات مع بكين تسمح بتصدير منتجات الدواجن؛ ولذا كان المصدرون الأتراك يلجأون إلى عبور صادراتهم إلى بكين عبر كل من هونغ كونغ وتايوان وفيتنام.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.