قوات الجيش الليبي هددت بنسف ميناء مدينة بنغازي وسط معارك عنيفة

البرلمان يناقش حكومة الثني الجديدة

قوات الجيش الليبي هددت بنسف ميناء مدينة بنغازي وسط معارك عنيفة
TT

قوات الجيش الليبي هددت بنسف ميناء مدينة بنغازي وسط معارك عنيفة

قوات الجيش الليبي هددت بنسف ميناء مدينة بنغازي وسط معارك عنيفة

خاضت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء متقاعد خليفة حفتر معارك طاحنة ضد الجماعات المتطرفة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، وهددت بتفجير ميناء المدينة ما لم تغلقه السلطات هناك لوقف إمدادات الأسلحة للإسلاميين.
وقالت مصادر عسكرية وسكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة دارت مساء أول من أمس بضاحية بنينا إثر تقدم قوات ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي باتجاه الضاحية من عدة محاور في محاولة للسيطرة على المطار المدني وقاعدة بنينا الجوية، حيث تتحصن القوات التابعة لحفتر وقوات الصاعقة منذ أشهر.
وأوضحت المصادر أن قوات المتطرفين نجحت في البداية في تحقيق تقدم من عدة محاور بكثافة نارية في الاشتباكات، التي وصفتها المصادر بأنها هي الأعنف منذ اندلاع القتال في شهر مارس (آذار) الماضي بمدينة بنغازي.
وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن الطيران الحربي التابع لحفتر حاول توفير غطاء جوي للقوات المتحصنة هناك بشن سلسلة غارات على مواقع المتطرفين.
من جهته، هدد صقر الجروشي قائد قوات حفتر للدفاع الجوي بتفجير ميناء المدينة، الذي تخوض حوله قوات حفتر وجماعات إسلامية بينها أنصار الشريعة، معارك من أجل السيطرة على بنغازي التي تعد المدخل الرئيسي للقمح والواردات الغذائية الأخرى إلى شرق ليبيا.
وقال الجروشي لوكالة رويترز: «حذرنا مدير الميناء بأننا سنقوم بضرب أي باخرة تقترب من الشواطئ الليبية، ونحمل مدير الميناء مسؤولية ذلك»، واتهم جماعة أنصار الشريعة باستخدام الميناء لإدخال الأسلحة والذخيرة.
من جهة أخرى، سقط صاروخ من نوع غراد على مصفاة الزاوية لكن دون حدوث أي إصابات أو خسائر بشرية، حيث أكدت السلطات لاحقا أن المصفاة تعمل بصورة طبيعية. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصادر قولها إن صواريخ سقطت بالقرب من مستشفى الزاوية، مما اضطر إدارة المستشفى التوقف عن استقبال الحالات المرضية بقسم الإسعاف والطوارئ وتحويل جميع الحالات إلى مستشفى صبراتة.
إلى ذلك، أبلغت مصادر ليبية مطلعة «الشرق الأوسط» أن هناك ترتيبات تجرى تمهيدا لزيارة مرتقبة سيقوم بها رئيس مجلس النواب الليبي صالح عقيلة إلى الولايات المتحدة الأميركية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ69.
وكان عقيلة الذي التقى مساء أول من أمس بحضور نائبه الأول، كليمانز فون غوتسه المندوب الخاص بليبيا بوزارة الخارجية الألمانية والوفد المرافق له بمدينة طبرق بأقصى شرق ليبيا، قد أعلن أن مجلس النواب يقبل الحوار مع من يلقي السلاح، ويرحب بكل عضو يلتحق بجلسات المجلس، لافتا إلى أن المجلس لم يطبق اللائحة الخاصة بالمتغيبين.
وبدأ البرلمان أمس بمقره المؤقت في طبرق مناقشات حول قائمة الحكومة التي شكلها عبد الله الثني، وتضم 18 حقيبة وزارية، تمهيدا للتصويت بمنحها الثقة لبدء ممارسة مهام عملها.



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.