قدّم ثالث وزير بريطاني استقالته، أمس، تحسباً لفوز بوريس جونسون بمنصب رئاسة الوزراء، اليوم. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية ألان دانكن، الذي عمل مع كل من جونسون، ومنافسه وزير الخارجية جيريمي هانت، إنه «من المأساوي أنه في اللحظة التي كان بوسعنا أن نصبح فيها القوة المهيمنة فكرياً وسياسياً في عموم أوروبا، وفيما وراءها، صار علينا أن نقضي كل يوم ونحن نعمل تحت السحابة السوداء للخروج من الاتحاد الأوروبي».
وجاءت استقالة دانكن بعد يوم واحد على إعلان وزيري الخزانة فيليب هاموند والعدل ديفيد غوك استقالتهما احتجاجاً على دعم جونسون خروجاً دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وقال هاموند لشبكة «بي بي سي» إنه جاهز لبذل «الجهود كافة» لمنع الخروج من دون اتفاق، فيما بدا أنه لم يستبعد المشاركة في إسقاط حكومة يقودها جونسون.
واختُتم السباق لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد ظهر أمس، مع انتهاء تصويت أعضاء حزب المحافظين، الذي ما لم تحصل مفاجأة كبرى سينتج عنه إعلان بوريس جونسون فائزاً اليوم. ويحظى جونسون بتأييد ناشطي حزب المحافظين، لكن وزير الخارجية رئيس بلدية لندن السابق لا يتمتع بإجماع تام داخل حزبه، خصوصاً في أوساط المعسكر المؤيد لأوروبا الذي أبدى عزمه على وضع العقبات في طريقه، إذا واصل تهديده بمغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
ومن شأن الأزمة الدبلوماسية مع إيران أن تخيم أيضاً على الأيام الأولى لجونسون في رئاسة وزراء بريطانيا.
ويرجح فوز جونسون (55 عاماً)، ولقبه «بوجو»، في هذا السباق على هانت (52 عاماً)، بحسب استطلاعات الرأي وترجيحات المراهنين. وأفاد استطلاع للرأي نشر على مدونة «كونسورفاتيف هوم» المحافظ بأنه سيحصل على 73 في المائة من الأصوات.
ويعود لأعضاء الحزب المحافظ الـ160 ألفاً أن يحسموا السباق بين المرشحين. وسيتولى الفائز رئاسة حزب المحافظين، وسيزور غداً (الأربعاء) الملكة إليزابيث الثانية التي ستكلفه تشكيل الحكومة. ويتحتم على رئيس الوزراء الجديد القيام بمهمة شاقة، تتطلب منه النجاح حيث أخفقت ماي، أي تنفيذ عملية «بريكست» في بلد لا يزال شديد الانقسام حيال مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد 3 سنوات من استفتاء 23 يونيو (حزيران) 2016.
كما سيواجه ملفاً ساخناً آخر، وهو قضية احتجاز إيران ناقلة النفط «ستينا إيمبيرو» التي ترفع العلم البريطاني، وهي مسألة أجّجت التوتر في الخليج. ويثير بوريس جونسون، المعروف بسلوكه الخارج عن المألوف وهفواته الكثيرة، عداء معارضي «بريكست»، ويعد بعضهم أن انضمامه إلى المعسكر المؤيد لـ«بريكست» قبل الاستفتاء في 2016 كان وسيلة لتحقيق طموحاته الشخصية.
وظهرت هذه المعارضة له مع نزول عشرات آلاف الأشخاص، السبت، إلى شوارع لندن هاتفين «نعم لأوروبا» و«لا لبوريس». وقدم جونسون نفسه في السباق على أنه منقذ عملية «بريكست» التي كان ينبغي تنفيذها بالأساس في 29 مارس (آذار) الماضي، غير أنها أرجئت إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول)، وهو يستعرض حزمه و«تفاؤله»، مردداً: «حيث توجد عزيمة، يكون هناك حل».
وقارن جونسون، أمس، بين عملية «بريكست» وأول إنزال على سطح القمر، حيث قال: «إذا كانوا قد نجحوا في عام 1969 بالعودة إلى الأرض بواسطة رمز معلوماتي معد يدوياً، يمكننا نحن حلّ مشكلة التبادل التجاري على حدود آيرلندا الشمالية»، في مقال في صحيفة «تلغراف» البريطانية.
وتعدّ الحدود الداخلية لآيرلندا، بين جزئها الشمالي التابع لبريطانيا والجمهورية المستقلة في الجنوب (العضو في الاتحاد الأوروبي)، أبرز النقاط العالقة في عملية تنفيذ «بريكست». وبالنسبة لبوريس جونسون، فإن إرجاء «بريكست» مرة جديدة أمر لا نقاش فيه، وهو يؤكد أن «بريكست» سيتم في موعده، ولو تحتم الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، إذا تمسكت بروكسل برفضها فتح مفاوضات مجدداً. غير أن احتمال الخروج من دون اتفاق، الذي حذرت منه الأوساط الاقتصادية، لا يحظى بالإجماع بين المحافظين أنفسهم.
ثالث استقالة من الحكومة البريطانية تحسباً لفوز جونسون برئاسة الوزراء
توقعات بتغلبه على هانت بـ70 % من أصوات المحافظين
ثالث استقالة من الحكومة البريطانية تحسباً لفوز جونسون برئاسة الوزراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة