مشاهد «سحل» حوثية مروعة تفجر غضباً عارماً في الأوساط اليمنية

عدها الناشطون أكثر بشاعة من جرائم تنظيم داعش الإرهابي

TT

مشاهد «سحل» حوثية مروعة تفجر غضباً عارماً في الأوساط اليمنية

لم تكتف الميليشيات الحوثية قبل يومين بقتل وسحل القيادي القبلي الذي تمرد عليها في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، مجاهد قشيرة، ولكنها قامت ببث مشاهد مروعة لعملية السحل والتنكيل التي تعرض لها بعد تصفيته وتفجير منزله بالتزامن مع «الصرخات الخمينية» وانتزاع أحشائه بالأيادي.
وأثار بث المشاهد المصورة من قبل عناصر الجماعة غضباً عارماً في الأوساط اليمنية، إذ عده الناشطون جريمة تفوق الجرائم المصورة التي يرتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي في حق المخالفين له، داعين في الوقت ذاته الأوساط الدولية والحقوقية إلى تصنيف الجماعة ضمن الجماعات الإرهابية في العالم.
وكانت الميليشيات الحوثية أقدمت على تصفية الزعيم القبلي مجاهد قشيرة على رغم أنه أحد أتباعها وممن ساعدوها في اقتحام عمران وقتل القائد العسكري اللواء حميد القشيبي في 2014، إلى جانب قيامه بتسخير أمواله وأتباعه من أجل الجماعة ومجهودها الحربي.
وتساءل الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي: «إذا كان هذا سلوك الجماعة مع أحد أتباعها المخلصين إلى وقت قريب فكيف الحال مع معارضيها؟!»، مشيرين إلى أن هذا المصير هو المتوقع لكل رجال القبائل الذين ساندوا الجماعة في حروبها ضد اليمنيين.
ويعلق الناشط الحقوقي والإعلامي اليمني همدان العليي على مشاهد السحل بقوله: «قبل أسبوع، كان مجاهد قشيرة الغولي مجاهدا في سبيل الله وبطلا من أبطال مواجهة أميركا وإسرائيل (من وجهة نظر الجماعة)، واليوم أصبح منافقا تم سحله أمام الجميع».
ويظهر في المشاهد المصورة لعملية السحل والمنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أحد مسلحي الجماعة الحوثية وهو يجر جثة القيادي قشيرة من قدمه على الأرض فيما يتحلق بقية المسلحين حوله ويهتفون بشعار الصرخة الخمينية ويصفون صاحب الجثة بـ«المنافق».
وأظهرت المشاهد المروعة لعملية السحل قيام المسلحين الحوثيين بتكسير أضلاع القتيل بأعقاب البنادق، في الوقت الذي قام مسلح حوثي، بركل الجثة مكررا في منطقة البطن، قبل أن يقوم مسلح آخر يبدو أنه قائد المجموعة الحوثية بإعطاء الإشارة إلى أحد المسلحين لاقتلاع أمعاء الجثة بيده قبل أن ينتهي المشهد المروع.
وبدت جثة القتيل قبل أن تبدأ المشاهد، وهي مصابة في كل مناطق الجسد، وعليها آثار التعذيب، بدءاً من الأقدام والأرجل المكسورة والعارية من اللحم وانتهاء بمنطقة الرأس والفكين التي تم تهشيمها تماما بشكل وحشي، إضافة إلى آثار الرصاص المتناثر على جميع مناطق الجسد.
وعلق وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية محمد عسكر في تغريدة على «تويتر» بقوله: «ميليشيات الحوثي تسحل جثث الأسرى وتمثل بهم، متجاوزة كل الأعراف اليمانية وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وإذا كان تعاملها مع من ساندها بهذه الوحشية فكيف بمن ناوأها». مشيراً إلى أنه من أجل دعم جهود السلام باليمن فلا بد من إدانة مرتكبي هذه الانتهاكات، التي يعني استمرارها استمراراً للعنف».
من جهته، وصف الكاتب والإعلامي اليمني أمين الوائلي ما حدث من تنكيل بالجثة بـ«الوحشية الخرافية» وقال إن ذلك «ينسف كل خرافات وأوهام التعايش والتفاهمات والتسويات» مع الميليشيات الحوثية التي أشار إلى أنها «تتلذذ بقتل رجالها وحلفائها والتمثيل بجثثهم».
ويعتقد الإعلامي اليمني ناصر الشليلي في معرض تعليقه أن «جريمة السحل والتمثيل بالجثث ليست جديدة على الميليشيات الحوثية ولن تكون الأخيرة»، مؤكداً أن «عقيدة هذه الميليشيات وفكرها الضال يجعلها تتعرى أمام أنظار العالم كمنظمة إرهابية تهدد أمن واستقرار وسلامة كل يمني».
ومن جهته، يعتقد الكاتب والصحافي اليمني محمد عايش أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد «من سلوكيات التوحش» الحوثي، وقال في تدوينة على «فيسبوك»: «لم يعد الأمر مجرد انفلات، إنه الآن يبدو منهجية لدى الجماعة للحفاظ على تماسك صفها، وذلك بقتل وسحل وتدمير منزل من تشتبه بأنه خانها».
وحذر عايش كل المتعاونين مع الجماعة من مصير مماثل، وقال: «على جميع المقاتلين معها، والعاملين لديها أن يتوقعوا سقوطهم تحت أعقاب هذه البنادق، وهذه المنهجية، في أي لحظة، وبأي وشاية».
ويجزم الناشط الحقوقي اليمني موسى النمراني أن ما حدث من تمثيل بالجثة: «ليس جريمة وليدة لحظتها، ولا خطأ مجموعة يمكن تأديبها، أو الضغط على قياداتها لمعاقبتها وليس قضية جنائية يمكن أن يقول فيها القضاء كلمته، بل جريمة ذات دافع سياسي، غرضها يتجاوز الجثمان الذي يتعرض للإهانة والتمثيل وتكسير الأضلاع».
ويضيف في تدوينة على «فيسبوك» تابعتها «الشرق الأوسط» بقوله: «المقصود هو تكسير نفسيات المجتمع وإجبارهم على الطاعة والامتثال لتجنب مثل هذا المصير. أما تصوير العملية فكان جزءاً من الجريمة، بما في ذلك أصوات الشعار الحوثي واتهام القتيل بالنفاق».
ورغم اعتراف القيادي والناشط في حزب «المؤتمر الشعبي» كامل الخوداني بأن القيادي الممثل بجثته من قبل الحوثيين هو من أكبر من قدم خدمات للجماعة، فإنه وصف مشاهد السحل بأنها تجسد تنظيم داعش في أبشع صوره.
وتساءل الخوداني قائلاً: «السؤال الذي يحير أين هي القبائل ومشايخها من هذا الإجرام وهذه البشاعة، وأين هو المجتمع الدولي الذي يحارب الإرهاب».
وفيما استعرض الكاتب اليمني نبيل سبيع بشاعة المشاهد المروعة لعملية التنكيل والتمثيل بجثة قشيرة، اعتبرها «رسالة لكل من يقاتل مع الحوثيين أو يؤازرهم من اليمنيين»، وقال محذراً من بقي في صف الجماعة: «لا تؤازروا الحوثي في إهانة وسحل اليمنيين وتفجير بيوتهم، لأنه في نهاية المطاف سينتهي بإهانتكم وسحلكم وتفجير بيوتكم أنتم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.