آخر الاستطلاعات في إسرائيل يتنبأ بسقوط باراك

التحكم بات بيد ليبرمان لتشكيل الحكومة المقبلة

TT

آخر الاستطلاعات في إسرائيل يتنبأ بسقوط باراك

أظهر آخر استطلاعات الرأي في إسرائيل، أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق، إيهود باراك، لن يتجاوز نسبة الحسم وسيسقط حزبه فيما لو جرت الانتخابات البرلمانية اليوم. وأن نصيب الحزبين الأكبرين في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، و«كحول لفان» (الذي يضم حزب الجنرالات)، سينخفض بشكل حاد خصوصا إذا استمرت ظاهرة تحالفات الأحزاب الصغيرة.
وسينخفض الليكود، وفقا لنتائج الاستطلاعات، من 39 مقعداً إلى 30، فيما ينخفض «كحول لفان» من 35 مقعداً إلى 29. ولكن إذا أضفنا لكل منهما عدد المقاعد التي يحظى بها كل معسكر، فإن نتيجة الانتخابات الأخيرة لا تتغير. فمعسكر اليمين يستمر بـ65 مقعدا ومعسكر الوسط واليسار والعرب 55 مقعدا. إلا أن الجديد هو وضع حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، برئاسة وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، الذي يحظى بزيادة في قوته منذ أن أدار حملته ضد «سيطرة الأحزاب الدينية على نتنياهو». وبناء على نتائج الاستطلاعات، سيضاعف ليبرمان قوة حزبه، من خمس إلى ما بين 9 - 10 مقاعد، وتصبح العصمة بيديه، ويكون العنصر الحاسم ولسان الميزان في المفاوضات الائتلافية في الحكومة المقبلة، يقرر من يترأس الحكومة ومن تضم من الأحزاب.
وكان ليبرمان قد صرح بأنه لن يوصي على نتنياهو ليشكل الحكومة، وسيشترط على من يوصي به رئيسا للحكومة أن يتعهد أولا بتشكيل حكومة وحدة وطنية من دون الأحزاب الدينية ومن دون ابتزاز سياسي يميني أو يساري. ويطلب ليبرمان أن تضم الحكومة ثلاثة أحزاب بالأساس، هي: الليكود والجنرالات وإسرائيل بيتنا. لكن حزب الجنرالات يرفض الدخول في حكومة واحدة مع نتنياهو ويشترط أن يطيح الليكود به ليشاركه في الائتلاف. ما يعني أن الأحزاب الإسرائيلية ستواجه أزمة معروفة من الآن، بعد الانتخابات القريبة، المقررة ليوم 17 سبتمبر (أيلول) 2019.
وتسعى الأحزاب الصغيرة على طرفي الخريطة السياسية، اليمين واليسار، إلى توحيد الصفوف ولكن جهودها تتعثر. فالفريق إيهود باراك، (صاحب أكبر قدر من الأوسمة العسكرية في تاريخ إسرائيل)، يفشل في تحقيق هدفه بقيادة كتلة كبيرة لإسقاط نتنياهو، ولا يستطيع إقامة أي تحالف مع الأحزاب الثلاثة المقترحة (حزب الجنرالات وحزب العمل وحزب ميرتس)، ويفشل حتى في تعزيز مكانته كحزب برلماني. ومع أن الاستطلاعات منحته قبل شهر فقط 15 مقعدا، فإن أفضل استطلاع يعطيه اليوم 4 مقاعد (وهو الحد الأدنى لدخول الكنيست)، وغالبية الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى فشله في تجاوز نسبة الحسم. وقد تجند عدد من الضباط السابقين في الجيش الإسرائيلي إلى دعوة قادة أحزاب اليسار لقبول حزب باراك، وبالمقابل تجند عدد آخر من النشطاء يطالبون الأحزاب بألا تتحالف مع باراك لكونه «مشبوها بالفساد مثل نتنياهو». وبقية الأحزاب في اليسار لا تفلح في توحيد الصفوف. وبدأت تعلو أصوات تهاجم زعيم حزب الجنرالات، بيني غانتس، لأنه لا يظهر أمام الجمهور ولا يثير الشارع ضد منافسه نتنياهو.
يذكر أن الاستطلاعات الإسرائيلية ما زالت تعطي «القائمة العربية المشتركة» 11 مقعداً، أي بزيادة مقعد واحد عن الانتخابات الأخيرة. ولكن الأحزاب العربية الوطنية التي تضمها لم تتوصل بعد لاتفاق حول شكل تركيبة القائمة.
أما على يمين نتنياهو، فقد أجهضت محاولته التدخل لتوحيد الصفوف حتى قبل أن تبدأ. فقد عادت وزيرة القضاء السابقة، أييلت شاكيد، إلى المشهد، بعدما استقال زعيم حزب اليمين الجديد، نفتالي بنيت من رئاسة الحزب وسلمها إياها. فقد تبين أن شاكيد تعطي أفضل نتائج في حال ترؤسها اتحاد أحزاب اليمين، إذ ستحظى بـ15 مقعدا. ولكن تبين أن زوجة نتنياهو، سارة، التي تخاصمت مع شاكيد عندما كانت هذه موظفة في مكتب رئيس الحكومة قبل 10 سنوات، توجهت إلى عدد من رجال الدين والسياسيين في اليمين المتطرف تحثهم فيها على الامتناع عن تعيين شاكيد في رئاسة هذا التحالف. ثم اتصلت مع زوجة رئيس «اتحاد أحزاب اليمين»، رافي بيرتس، طالبة إقناع زوجها بعدم التنازل لشاكيد. وفي حال أنهم رضخوا لها، لن تقوم قائمة لاتحاد هذه الأحزاب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.