الجيش العراقي ينفذ أوسع عملية عسكرية في مناطق حزام بغداد

للقضاء على الخلايا النائمة لتنظيم {داعش}

عناصر في {الحشد الشعبي} يشاركون في عملية ضد «داعش» بالطارمية شمال بغداد أمس (إ.ب.أ)
عناصر في {الحشد الشعبي} يشاركون في عملية ضد «داعش» بالطارمية شمال بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

الجيش العراقي ينفذ أوسع عملية عسكرية في مناطق حزام بغداد

عناصر في {الحشد الشعبي} يشاركون في عملية ضد «داعش» بالطارمية شمال بغداد أمس (إ.ب.أ)
عناصر في {الحشد الشعبي} يشاركون في عملية ضد «داعش» بالطارمية شمال بغداد أمس (إ.ب.أ)

باشر الجيش العراقي ومعه قطعات من «الحشد الشعبي» منذ فجر أمس أوسع عملية عسكرية في مناطق حزام بغداد لا سيما منطقة الطارمية شمالي العاصمة بسبب وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش هناك تستيقظ بين فترة وأخرى بهدف تنفيذ عملية تفجير هنا أو هجوم مسلح هناك.
مناطق حزام بغداد التي تسكنها غالبية سنية بعكس مركز العاصمة الذي تسكنه في جانبيه الكرخ والرصافة غالبية شيعية طالما عانت طوال السنوات الست عشرة الماضية، منذ سقوط النظام السابق وبدء عمليات المقاومة ضد الأميركيين أول الأمر وإرهاب «القاعدة» ومن بعدها «داعش»، من اتهامها كونها إحدى حواضن «داعش» وصناعة المفخخات التي كانت ترسل على شكل سيارات لتنفجر داخل أحياء العاصمة بهدف زيادة الشحن الطائفي.
ومع وصول «داعش» إلى أطراف بغداد عام 2014 ساهم أبناء تلك المناطق في صد التنظيم الذي تمت مطاردته حتى الحدود الغربية بين العراق وسوريا بعد معارك طاحنة منذ احتلاله الموصل وصلاح الدين (2014) وأجزاء واسعة من الأنبار (عام 2015) قبل أن يعلن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي النصر عليه عسكريا أواخر عام 2017.
ومن أجل استكمال صفحات عملية «إرادة النصر» العسكرية التي أطلقها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قبل نحو شهر لملاحقة خلايا «داعش» في المناطق الحدودية الغربية بين العراق وسوريا والتي تشمل ثلاث محافظات هي نينوى وصلاح الدين والأنبار أعلن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله أمس أن عبد المهدي أطلق المرحلة الثانية من عملية «إرادة النصر». وفي بيان لخلية الإعلام الأمني قال الفريق يارالله إن «هذه العملية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في مناطق شمال بغداد والمناطق المحيطة بها لمحافظات ديالى وصلاح الدين». وأضاف أن «قطعات من قيادة عمليات بغداد مع قطعات قيادة عمليات ديالى وسامراء والأنبار وقيادة الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع وقطعات من الفرقة المدرعة التاسعة وقطعات من الحشد الشعبي وفوج القوات الخاصة (دائرة العمليات) التابع لرئاسة أركان الجيش وفوج المهمات الخاصة التابع لمديرية الاستخبارات العسكرية شاركت في هذه العملية»، مبينا أنها «تأتي بدعم جوي من القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي».
وفي هذا السياق يقول عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار وعضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذه العملية تهدف في الواقع إلى ملاحقة خلايا تنظيم داعش الإرهابي الذي لا يزال يعمل على تعكير الأمن في تلك المناطق التي بات أشد ما تحتاج إليه هو الاستقرار والخدمات»، مبينا أن «هذه العملية يمكن أن تعزز أمن منطقة الطارمية التي ظلمت كثيرا والمناطق المحيطة في شمال العاصمة بغداد، كما أنها تفتح الباب واسعاً أمام عمليات تقديم الخدمات لهذه المناطق المحرومة منذ سنوات». وأوضح الكربولي أن «هذه العمليات تأتي استكمالا لجهودنا في التنسيق والمتابعة مع القائد العام للقوات المسلحة وعشائر قضاء الطارمية وشمال بغداد في تشكيل فوج قوة أبناء عشائر الطارمية والذي سيكلف بحفظ الأمن والاستقرار فيها بعد انتهاء عمليات إرادة النصر بصفحتها الثانية».
إلى ذلك، أكد الخبير بشؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الحملات الواسعة التي يعلن عنها مبكرا إنما يقصد منها تشريد العدو وذلك بهدف إنهاكه لوجيستيا من خلال مداهمة مقراته ومعسكراته ومصانعه بهدف الاستحواذ على سلاحه». وأوضح الهاشمي أن «العملية تهدف كذلك إلى إخراج عناصر هذا التنظيم من المناطق الريفية في أحزمة المدن الحضرية وإبعاده مرة أخرى إلى المناطق المفتوحة حيث يسهل عند ذلك بدء حملة جديدة تهدف إلى القضاء على عناصر هذا التنظيم كموارد بشرية».



رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية: 260 ألف جهاز «بيجر» جرى تصديرها خلال عامين

سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
TT

رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية: 260 ألف جهاز «بيجر» جرى تصديرها خلال عامين

سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
سامي جانج الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)

تحقق السلطات القضائية التايوانية، لتحديد المسؤول الأول عن تعديل مصنعاتها من أجهزة «البيجر» بالشكل الذي حوّلها إلى متفجرات تأذى بها لبنانيون وبعض منتسبي «حزب الله».

ويقول سامي جانج، رئيس البعثة التايوانية لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»، إن ما تم تصديره من الأجهزة بين عامي 2022 و2024 بلغ 260 ألف جهاز، منها ما يقارب 16 في المائة تم تصديره إلى أميركا وأوروبا.

ويأسف المبعوث لما تم تداوله عن الأشخاص الذين أصيبوا في لبنان وغيرها، «وأود أن أنوه بأنه تم التحقق من أن أجهزة (البيجرز)، التي تسببت بالأضرار ليست مستوردة من تايوان إلى لبنان مباشرة».

وأضاف جانج: «تتصنع هذه الأجهزة من اللوحة الرئيسية، وشاشة، وبطارية صغيرة، ومعالج بيانات صغير الحجم، وجهاز فك التشفير وجهاز استقبال الترددات، وجميع هذه المواد الداخلة في عملية التصنيع لا يوجد بها مواد تسبب انفجاراً ممكناً بحيث يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة».

ولفت جانج إلى أن شركة «أبولو جولد» التايوانية صدّرت، من أول عام 2022 إلى أغسطس (آب) 2024، أجهزة «بيجر» بلغ عددها 260 ألف جهاز، منها 40929 جهازاً، خلال هذا العام منذ بدايته وحتى شهر أغسطس (آب)، إلى أميركا والدول الأوروبية، ولم يسبق منها أي أضرار أو انفجارات.

وأضاف جانج: «إن ما حصل في لبنان يطرح عدة استفسارات من شاكلة: هل تم تعديل أو تغيير في أجهزة (البيجرز) بعد الاستيراد من شركة (أبولو جولد)، أو تدخل صناعي من الشركات الأجنبية التي صرّحت لها (أبولو جولد) بصناعة (البيجرز)؟».

الموفد التايواني لدى السعودية (الشرق الأوسط)

وتابع جانج: «الإجابات عن هذه الاستفسارات قيد التحقيق في تايوان حالياً من قبل الجهات المسؤولة، لكن من المؤكد أن (البيجرز)، التي تم تصديرها من تايوان بشكلها الذي تم تصديرها به، ليست متسببة بأي أضرار، ولن تتهاون حكومة تايوان في ذلك الشأن؛ إذ تم عرض الشأن على السلطة القضائية التايوانية للتحقيق فيه».

الأثر الاقتصادي على تايوان

وحول أثر أحداث تفجير «البيجرز» على الصناعات التايوانية وعلى الاقتصاد التايواني، قال جانج: «إن سمعة صناعة تايوان معروفة منذ القدم، ومن الصعب جداً أن تتأثر بأي عوامل لما لديها من قدرة على كسب ثقة التجار، الذين سبق لهم التعامل مع المصانع والشركات التايوانية، لما تتمتع به من قدرات وكفاءة وتقنية عالية».

وأضاف: «لا يمكن أن يقاس حجم استثمارات تايوان بعدد قليل من الأجهزة المذكورة؛ إذ هي فقط نقطة في بحر التعاملات التجارية بين تايوان والعديد من دول العالم».

التعاون السعودي - التايواني

كشف جانج أن بلاده تدرس حالياً التعاون مع السعودية في مجال الرقائق الإلكترونية ومعالجة الاتصالات اللاسلكية وبرامج الكمبيوتر، متفائلاً بمستقبل عريض للتعاون الثنائي في الصناعات التكنولوجية الفائقة.

وقال جانج: «ليس هناك حدود للتعاون بين تايوان والمملكة، فإن تايوان تعمل دائماً على استمرارية للعلاقة بين البلدين، والبحث في فرص الاستثمارات المشتركة، وتايوان من أوائل الدول التي سعت للعمل في جميع مجالات التعاون مع المملكة لتحقيق رؤية 2030 التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان».

ولفت جانج إلى أن شركة «فوكسكون» التايوانية أعلنت الشراكة مع المملكة في صناعة أجزاء السيارات الكهربائية والإلكترونيات، بالإضافة إلى التعاون بين تايوان والبنك الأهلي السعودي بشراء سندات بقيمة 500 مليون دولار، فضلاً عن العديد من الأمثلة على الشراكات الناجحة والمستمرة.

وأضاف جانج: «طبعاً يوجد عدد من المشاريع المقترحة، نظراً إلى أن تايوان تمثل سوقاً عالية الجودة؛ إذ تخضع لمعايير وسياسات رقابية مشددة للحفاظ على سلامة المستخدم والحماية من الغش، وأرى أن مستقبل التعاون مع المملكة واسع جداً، خصوصاً أن تايوان تشتهر بخبرتها وقدرتها على صناعات التكنولوجيات الفائقة، لا سيما في مجال أشباه الموصلات وكذلك الذكاء الاصطناعي».

وتابع: «هناك مجال واسع للتعاون مع السعودية، في مجال الطبي مثلاً، ابتداءً من تشخيص المريض عن بعد حتى العمليات الجراحية عن طريق روبوت يعتمد على الذكاء الاصطناعي. وفي الزراعة، تستخدم الذكاء الاصطناعي في تربية الأنعام والأسماك، وكذلك في التعليم».

ووفق جانج: «إن تايوان أطلقت أخيراً أول كتاب مدرسي مدعوم بالذكاء الاصطناعي؛ حيث يمكّن الطلاب من الوصول إلى المواد الدراسية، ويمكّن المعلمين من الوصول إلى أجوبة الطلاب ومراقبة تقدم الطلاب بدقة عالية».

ولذلك، والحديث للموفد التايواني بالرياض، قررت شركة «AMD» الأميركية المتخصصة في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، وشركة «NVIDIA» لصناعة معالجات الاتصال اللاسلكية وبرامج الكمبيوتر، مطلع هذا العام، أن تؤسسا مركزاً لدراسات صناعة الذكاء الاصطناعي؛ ما يؤكد الجودة العالية لتقنية الصناعة التايوانية.