إشاعات «وفاة المشاهير» في مصر... لا تستثني أحداً

تنقلت من مبارك إلى الجنزوري وعادل إمام ضحية دائمة

النجم المصري عادل إمام (غيتي)
النجم المصري عادل إمام (غيتي)
TT

إشاعات «وفاة المشاهير» في مصر... لا تستثني أحداً

النجم المصري عادل إمام (غيتي)
النجم المصري عادل إمام (غيتي)

رغم أنه ليس ضيفاً جديداً على ساحة «إشاعات وفاة المشاهير» في مصر؛ فإن عائلة الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، بدا وأنها ضاقت بتكرار ذكر اسمه ضمن هذا السياق المُربك، وهو ما دفع نجله الأكبر، علاء، إلى الرد مباشرة على الأمر، مساء أول من أمس، عبر حسابه الرسمي الموثّق على موقع «تويتر» قائلاً: «الحمد والشكر لله الوالد بخير ولا صحة لهذه الإشاعات».
ومنذ خروجه من سدة الحكم في أعقاب «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011»، بات مبارك الذي تجاوز التسعين من العمر، مادة لإشاعات الوفاة، خصوصاً مع خضوعه للمحاكمة في قضايا عدة على كرسي متحرك وسرير طبي، فضلاً عن حبسه احتياطياً في أحد المستشفيات بسبب حالته الصحية.
وتساهم المشاركة الكثيفة للمصريين على مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار ورواج إشاعات عدة، وتشير تقديرات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء» (جهة رسمية)، في تقرير أصدره في مارس (آذار) الماضي، إلى أن 34.5 مليون مصري يملكون حسابات على موقع «فيسبوك» وحده.
وفي حين تحمل «إشاعة وفاة مبارك» طيفاً من تجاذب سياسي بين مؤيدين ومناوئين للرجل الذي حكم مصر زهاء 30 عاماً، فإن الأخبار الكاذبة بشأن الرحيل طالت أيضاً فنانين وقارئاً للقرآن، ورئيس وزراء بارزاً غادر منصبه قبل سنوات، ووزيراً أسبق لتبدو الظاهرة وكأنها «لا تستثني أحداً».
وتُظهر الحكومة المصرية حرصاً لافتاً للرد على «الإشاعات» المتعلقة بعملها التي تدور في أغلبها حول أدائها أو قراراتها، ودخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على خط التحذير من الظاهرة، ليقول في يوليو (تموز) 2018 إن بلاده «واجهت 21 ألف شائعة في 3 أشهر، وكان الهدف منها البلبلة وعدم الاستقرار والإحباط».
وإذا كانت الإشاعات التي تحظى باهتمام المسؤولين الرسميين تتعلق بالشق السياسي والاقتصادي الجاري، فإن شغف الجمهور ينصرف إلى الشخصيات العامة وخصوصاً الفنانين، حيث رصد المحبون للنجم المصري البارز عادل إمام (80 عاماً)، إشاعات عدة بشأن رحيله.
وبسبب وقوع «الزعيم (لقب يُعرف به إمام بين جمهوره)» لأكثر من مرة ضحية لشائعة الرحيل، باتت مسألة نفيها مادة لسخريته المعروفة التي عادة ما يرد بها على المستفسرين عن حالته الصحية.
وازدهرت «الأخبار الزائفة» بشأن رحيل إمام، أخيراً، بعد غيابه لأول مرة منذ 7 سنوات عن المنافسة في الموسم الرمضاني الماضي. واضطر المخرج والمنتج رامي إمام (نجل الفنان المصري)، في مارس الماضي، للرد - وإن بشكل غير مباشر - على الإشاعات المتعلقة بوالده، ونشر صورة لإمام أثناء تصويره أحد مشاهد عمله قبل تأجيله.
ولا يبدو أن الخروج من المنصب منذ سنوات، أو التحصن بمحدودية المسؤولية السياسية، أو حتى الالتزام بالنأي عن ساحة الجدل والظهور العام، عوامل جديرة بالاهتمام من قبل مطلقي الإشاعات، إذ كان من ضحاياهم ضمن سلسلة «إشاعات الرحيل»، رئيس الوزراء الأسبق، كمال الجنزوري (85 عاماً تقريباً)، الذي غادر موقعه منذ عام 2012 بعد 9 أشهر فقط، وكذلك وزير الإسكان الأسبق، حسب الله الكفراوي (88 عاماً تقريباً) الذي ترك الوزارة منذ تسعينيات القرن الماضي.
وبعيداً عن الفن والسياسة، وجد نقيب قُراء القرآن الكريم في مصر، الشيخ محمد محمود الطبلاوي، نفسه، مادة لشائعة رحيل باغتته بموازاة صدمته بوفاة شقيقته، وفيما كان الرجل يشيع أخته لمثواها الأخير، اضطرت النقابة، أول من أمس، إلى نفي خبر رحيل الطبلاوي.


مقالات ذات صلة

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.