السعودية تنقل مواطناً إيرانياً إلى عُمان بعد تلقيه العلاج

TT

السعودية تنقل مواطناً إيرانياً إلى عُمان بعد تلقيه العلاج

أعلنت السعودية أمس عن نقل المواطن الإيراني الذي تم إخلاؤه من السفينة الإيرانية المشبوهة «سافيز» إلى سلطنة عمان بعد تقديم الرعاية الطبية اللازمة له بمستشفيات المملكة التخصصية، وبعد التأكد التام من استقرار حالته.
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلن في 4 يونيو (حزيران) الماضي عن نقل أحد أفراد طاقم السفينة الإيرانية «سافيز» التي تتمركز شمال غربي ميناء الحديدة إلى المستشفى العسكري في جازان بعد تدهور حالته الصحية استجابة لنداء استغاثة أطلقته السفينة المشبوهة لنقل أحد أفراد طاقمها نتيجة إصابته بشكل بالغ وتدهور حالته الصحية على متن السفينة.
وبحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس» أمس أنه «بالإشارة إلى ما سبق الإعلان عنه حول عملية إخلاء أحد أفراد طاقم السفينة الإيرانية (سافيز) إلى أحد مستشفيات مدينة جازان إثر إصابة بالغة تعرض لها خلال وجوده على متن السفينة التي تتمركز شمال غربي الحديدة، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية بأن الوزارة تلقت طلباً من الخارجية الإيرانية عبر السفارة السويسرية في الرياض لنقله إلى سلطنة عُمان، بعد تحسن حالته الصحية».
وأضاف المصدر، أن عملية إخلاء المواطن الإيراني وتقديم الرعاية الطبية له ومن ثم نقله إلى سلطنة عُمان «الشقيقة» بعد تحسن حالته الصحية، تأتي بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وانطلاقاً من مواقف المملكة الثابتة تجاه تلبية النداء وتقديم العون والمساعدة والقيام بدورها الإنساني دون تسييس، رغم ما تمثله هذه السفينة المشبوهة من تهديد للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
ورغم الأدوار المشبوهة التي تقوم بها السفينة الإيرانية، قبالة ميناء الحديدة اليمني في البحر الأحمر ضد الشعب اليمني والتحالف العربي، فإن قوات البحث والإنقاذ السعودية استجابت على الفور لنداء الاستغاثة على وجه السرعة.
وأوضح العقيد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف حينها أن «قيادة القوات المشتركة للتحالف قامت بتنفيذ عملية الإخلاء الطبي (الجوي) بواسطة إحدى طائرات الإخلاء الطبي العمودية التابعة لقيادة القوات المشتركة للتحالف للمصاب من أفراد طاقم السفينة الإيرانية (سافيز) من على ظهر السفينة في عرض البحر إلى المستشفى العسكري بجازان».
وبيّن العقيد المالكي أن «عملية الإخلاء بدأت بتوجيه إحدى سفن التحالف البحرية القريبة من موقع السفينة الإيرانية (سافيز)، وتقديم المساعدة الطبية الأولية اللازمة للمصاب من قبل الفريق الطبي من التحالف، حيث تبيّن إصابته البالغة وسوء حالته الصحية، وبعد استكمال جميع الترتيبات اللازمة تم إخلاء ونقل المصاب (إيراني الجنسية) إلى المستشفى العسكري بجازان».
وأشار إلى أن «المملكة تلقت طلباً رسمياً من السفير الإيراني ببعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة بجنيف عبر البعثة الدائمة للسعودية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف لطلب المساعدة التي كانت قد انطلقت فور تلقي بلاغ الاستغاثة، حيث تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتقديم المساعدة اللازمة».
وأكد المتحدث باسم التحالف أن «هذا الإجراء يأتي بتوجيه من القيادة السعودية، وانطلاقاً من الدور الإنساني للمملكة كعادتها في مثل هذه الحالات، وقد تعاملت قيادة القوات المشتركة للتحالف مع الموقف بحسب ما يمليه الدين الإسلامي والقيم الإنسانية وكذلك الأعراف الدولية، رغم ما تمثله هذه السفينة المشبوهة من تهديد بجنوب البحر الأحمر، وما تقوم به من أعمال عدائية ضد قوات التحالف وضد مصالح الشعب اليمني، وتهديدها المستمر لطرق المواصلات البحرية والتجارة العالمية بجنوب البحر الأحمر».
ولم يكن إنقاذ حياة المصاب الإيراني وتعامل السعودية وفقاً للمبادئ الإنسانية هي المرة الأولى التي تنقذ فيها البحرية السعودية حياة أشخاص وطواقم سفن تعرضت لمشكلات في البحر الأحمر خلال الفترة الماضية، والتي سبقتها إنقاذ السعودية لناقلة نفط إيرانية في الثاني من مايو (أيار) الماضي، على متنها 26 بحاراً (24 شخصاً يحملون الجنسية الإيرانية و2 من الجنسية البنغلاديشية)، وذلك بعد تعرضها لعطل بالقرب من ميناء جدة الإسلامي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.