نبذة تاريخية عن البرلمان الجزائري

أول رؤسائه فرحات عباس... ودخل عصر التعدّدية عام 1997

المجلس الوطني الجزائري
المجلس الوطني الجزائري
TT

نبذة تاريخية عن البرلمان الجزائري

المجلس الوطني الجزائري
المجلس الوطني الجزائري

يتشكل البرلمان الجزائري من غرفتين - أو مجلسين - هما: «المجلس الشعبي الوطني» البالغ عدد أعضائه 462 عضواً وهؤلاء يُنتخَبون كل خمس سنوات، و«مجلس الأمة» (الغرفة الثانية) البالغ عدد أعضائه 144 عضواً، يعين رئيس الجمهورية ثلثهم - أي 48 عضواً (مدة 6 سنوات) بينما ينتخب الثلثان الآخران من قبل المجالس الشعبية الولائية بحصة عضوين عن كل ولاية من الولايات الـ48 بالجزائر. وتطلق الصحافة على الثلث الرئاسي بـ«الثلث المعطل للقوانين» إذا ما كانت في غير مصلحة الرئيس.

أول برلمان
انعقد أول برلمان جزائري في سبتمبر (أيلول) 1962 برئاسة رجل الثورة فرحات عباس، غير أنه أوقف في 1965 على أثر الانقلاب الذي نفّذه يومذاك وزير الدفاع العقيد هواري بومدين على الرئيس المنتخب أحمد بن بلة. ومن ثم، حكم بومدين البلاد بيد من حديد وأطلق «مجلساً للثورة» سيّر به شؤون الدولة. واستمر حكمه من دون برلمان لمدة عشر سنوات.
بعدها أجريت أول انتخابات تشريعية عام 1977، وترأس البرلمان رابح بيطاط (أحد المناضلين الثوريين التاريخيين الستة)، وبعده عبد العزيز بلخادم، ثم رضا مالك، فعبد القادر بن صالح (الرئيس الانتقالي حاليا)، ثم كريم يونس، وعمار سعداني، وعبد العزيز زياري، ومحمد العربي ولد خليفة، ومعاذ بوشارب، والسعيد بوحجة. وغالبيتهم ينتمون لـ«جبهة التحرير الوطني».
لقد واجه البرلمان منذ تأسيسه شبهة التزوير، وكذلك التبعية للسلطة التنفيذية التي تهيمن عليه بشكل كامل، إلى درجة أن رئيسه يختاره رئيس الجمهورية. كذلك، يعد البرلمان في المخيال الشعبي «غرفة لتسجيل مشاريع السلطة والتصويت عليها برفع الأيدي». وبالفعل، استعمله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019) أداة لتغيير الدستور من دون اللجوء إلى الاستفتاء، بهدف تشديد قبضته على الحكم.
عام 1992 حُلّ البرلمان على أثر تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت بها «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، وجرى تعويضه بهيئات انتقالية غير منتخبة. ولم تعُد البلاد إلى المسار الانتخابي إلا عام 1997 مع انتخاب أول برلمان تعدّدي.
تغييرات زروال

الرئيس اليمين زروال (1994 - 1998) أقر عام 1996 تعديلا في الدستور أحدث تغييرات على الواجهة المؤسساتية الجزائرية عبر استحداث برلمان من غرفتين أو مجلسين، يتكون من «مجلس شعبي وطني» و«مجلس الأمة»، هما اللذان يشكلان اليوم أول برلمان تعدّدي للجزائر المستقلة.
علاقة المؤسستين تنظمها أحكام الدستور، لا سيما، المواد من 127 إلى 130 والقانون العضوي الرقم 99 - 02 المؤرخ في 8 مارس (آذار) 1999 الذي يحدد تنظيم «المجلس الشعبي الوطني» و«مجلس الأمة»، وعملهما، وكذا العلاقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة، تحديداً، المواد 38 و44 و45 و98. وتتجسد هذه العلاقة، على سبيل المثال، في المسائل الآتية: التصويت على الأوامر التي يعرضها رئيس الجمهورية للموافقة (المادة 124 من الدستور والمادة 38 من القانون العضوي المشار إليه، وتوقيع رئيس الجمهورية على القوانين التي يصوّت عليها (المجلس الشعبي الوطني) ثم يصادق عليها (مجلس الأمة)، وإطلاق لجان تحقيق حول قضايا تهم الشأن العام، ورفع تقارير عنها لرئيس الجمهورية، الذي يمكنه في إطار علاقته بالغرفتين، طلب قراءة ثانية للقوانين المصادق عليها.
هذا، وأنشأت الدولة الجزائرية، بعد دخول عصر التعدّدية عام 1989 وزارة مكلّفة العلاقات مع البرلمان لربط علاقة الغرفتين البرلمانيتين بمختلف الدوائر الوزارية. وتجدر الإشارة إلى أن ممثلي الحكومة يحضرون الجلسات العلنية للغرفتين، وكذلك اجتماعات اللجان الدائمة حسب الاختصاص، في حين يحضر وزير العلاقات مع البرلمان كل الجلسات. ويصار إلى ضبط جدول أعمال كل دورة برلمانية في بدايتها، خلال اجتماع يعقد في مقر «المجلس الشعبي الوطني» يضم مكتبي الغرفتين وممثل الحكومة. وتستشار الحكومة عند إعداد جدول أعمال الجلسات العلنية.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»