غريفيث يأمل في بدء العملية السياسية اليمنية «قبل نهاية الصيف»

واشنطن تطالب طهران بوقف إمداد جماعة الحوثي بطائرات الدرون والصواريخ

جانب من آخر اجتماعات لجنة إعادة الانتشار الذي عقد في سفينة أممية قبالة الحديدة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من آخر اجتماعات لجنة إعادة الانتشار الذي عقد في سفينة أممية قبالة الحديدة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

غريفيث يأمل في بدء العملية السياسية اليمنية «قبل نهاية الصيف»

جانب من آخر اجتماعات لجنة إعادة الانتشار الذي عقد في سفينة أممية قبالة الحديدة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من آخر اجتماعات لجنة إعادة الانتشار الذي عقد في سفينة أممية قبالة الحديدة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

يأمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في أن تؤدي الاتفاقات الأخيرة بين الأطراف المعنية على تنفيذ اتفاق الحديدة إلى «التركيز على العملية السياسية قبل نهاية هذا الصيف». وأشار المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إلى موافقة جماعة الحوثي المدعومة من إيران على السماح بإعادة إيصال المساعدات الغذائية الكاملة إلى المناطق التي يسيطرون عليها من دون تعريضها للنهب. بينما طالب عدد كبير من المسؤولين الدوليين والدبلوماسيون بوقف الهجمات بالطائرات من دون طيار والصواريخ ضد الأهداف المدنية في المملكة العربية السعودية.
وفي مستهل جلسة عقدها مجلس الأمن حول اليمن، قال غريفيث إن «جميع من تحدثت معهم كانوا واضحين في أن التقدم لتحقيق أهداف اتفاق استوكهولم أمر حاسم بالنسبة إلى فرص المفاوضات السياسية لإنهاء الحرب»، مضيفاً أن «الحديدة هي نقطة محورية لتحقيق هذه الغايات». واعتبر أن الحديدة هي «بوابة للعملية السياسية». وإذ هنأ الطرفين بالنجاح الملحوظ مؤخراً في اجتماعهم بإشراف رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد، مؤكداً أن «هذا إنجاز مهم وعلامة مشجعة على التقدم». واستدرك أن «هناك عقبة رئيسية: وهي الاتفاق على قوى الأمن المحلية»، مؤكداً أنه «يتطلب عملاً شاقاً ومرونة وإدراكاً، وفقاً لاتفاق استوكهولم». وقال إن «أي حل لهذه المشكلة سيكون موقتاً لأن الحل الدائم يكمن في الاتفاق الشامل الذي سيجري التفاوض عليه بين الطرفين لاحقاً». وأمل في أن «تسمح لنا الحديدة أخيراً بالتركيز على العملية السياسية قبل نهاية هذا الصيف» لأنه «ليس لدى اليمن وقت يضيعه». ولاحظ حصول «تقدم محدود» في تعز من خلال «فتح معبر للحياة المدنية ووصول المساعدات الإنسانية». وعبر عن «القلق البلغ» حيال إعلان جماعة الحوثي الأسبوع الماضي في صنعاء عن فرض أحكام بالإعدام على 30 سجيناً، مؤكداً أن الأمم المتحدة «تعارض عقوبة الإعدام في كل الظروف». وأفاد بأنه «على رغم استمرار وقف النار في الحديدة على نطاق واسع، استمرت العمليات العسكرية على عدة خطوط أمامية أخرى، وكذلك على حدود اليمن مع المملكة العربية السعودية». وعبر عن «القلق بشكل خاص من الهجمات المستمرة من أنصار الله على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية»، منبهاً إلى أن اليمن يقع قرب الخطوط الأمامية «لمأساة محتملة ناشئة عن التوترات في المنطقة». وشدد على أنه «ليس من مصلحة اليمن أن يتم جره إلى حرب إقليمية». ولذلك «يجب على الأحزاب اليمنية أن تكف عن أي أعمال تأخذ اليمن في هذا الاتجاه».
وتبعه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك الذي لاحظ أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران «واصلت شن هجمات بطائرات درون من دون طيار وصواريخ على المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى مقتل وجرح مدنيين، فضلاً عن تدمير بنية تحتية مدنية»، مضيفاً أن «هذه الهجمات تستحق التنديد، ويندد بها المجتمع الدولي». وإذ دعا إلى «خطوات عاجلة لوقف العنف»، ذكر بأنه يطالب منذ أشهر بـ«وقف للنار على مستوى البلاد؛ وقف ينهي القتال في اليمن والهجمات على البلدان المجاورة». وأكد أيضاً أن «السلطات التابعة لجماعة أنصار الله في الشمال تواصل عرقلة المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها من خلال العوائق البيروقراطية والتدخل». وتحدث عن «قرارات صعبة» فرضها الحوثيون على برنامج الأغذية العالمي وغيره من «الوكالات الإنسانية التي أبلغت في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) عن 375 حادث وصول عبر البلاد، بعضها عبر المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، ولكن معظمها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وكشف أنه «خلال هذا الوقت، احتجزت السلطات التابعة لجماعة الحوثي أكثر من 180 شاحنة تحمل بضائع إنسانية واحتجزتها لمدة 36 يوماً»، مضيفاً أن الحوثيون «يواصلون تأخير التقييم الفني للأمم المتحدة لناقلة النفط المتآكلة، مما يهدد بتسريب ما يصل إلى 1.1 مليون برميل من النفط إلى البحر الأحمر».
وتكلم المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي عن «تقدم كبير» أحرز مؤخراً في التفاوض مع الحوثيين لإعادة المساعدات الغذائية الكاملة إلى المناطق التي يسيطرون عليها، موضحاً أنه «إذا تم توقيع الاتفاق»، فإن برنامج الأغذية العالمي مستعد لإعادة الغذاء إلى العاصمة اليمنية صنعاء «خلال أيام»، علما بأنه كان علق هذا المساعدات جزئياً بسبب العراقيل التي وضعها الحوثيون وتحويلهم الطعام عن أكثر الناس جوعاً في بلد دفع إلى حافة المجاعة. ويؤثر التعليق على 850 ألف شخص في صنعاء، حيث وقع الجزء الأكبر من عمليات النهب. وأضاف أنه «لم يمر يوم حيث لم أفكر في الأثر الذي قد يحدثه تعليق المساعدات الغذائية»، مقدماً اعتذاراً للناس في صنعاء وفي كل أنحاء اليمن على محنتهم. وأكد أن برنامج الأغذية العالمي زاد خلال الشهر الماضي العدد الإجمالي لليمنيين الذين ساعدهم، من 10.6 ملايين إلى 11.3 مليون. وكذلك ندد باستخدام الحوثيين الطائرات من دون طيار والصواريخ لمهاجمة المملكة العربية السعودية واستهداف السفن في البحر الأحمر.
وقال المنسق السياسي لدى البعثة الأميركية رودني هانتر إن مجلس الأمن «عاين تصعيداً إقليمياً من إيران»، معبراً عن «القلق من الارتفاع الأخير في الهجمات الحوثية، وخاصة على المطارات المدنية السعودية». وأكد أنه «يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمنع هذه الهجمات من تقويض التقدم الذي جرى تحقيقه بشق الأنفس على المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في اليمن». وحض الأطراف على «اتخاذ تدابير لخفض التصعيد وإظهار الالتزام بقرار سياسي يمني». وطالب الحوثيين بـ«الكف فوراً عن إطلاق الطائرات من دون طيار والصواريخ وغيرها من الهجمات ضد مواطنيهم وجيرانهم»، مضيفاً أنه «يجب على إيران أن تتوقف عن تزويد الحوثيين بالأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة في تلك الهجمات».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.