«الحج السعودية» تدعو سلطات الدوحة لتمكين مواطنيها من أداء مناسكهم

دعت وزارة الحج والعمرة السعودية، مجدداً السلطات القطرية للمساعدة في تمكين الحجاج القطريين والمقيمين في هذه الدولة الخليجية من أداء مناسكهم، حيث تعمد سلطات الدوحة غالباً إلى حجب الروابط التي تتيحها وزارة الحج السعودية للقطريين الراغبين في الحج والزيارة والعمرة، وأكدت الوزارة، على السلطات القطرية، عدم حجب الروابط الإلكترونية كما حدث في السابق، والتعاون في تمكين الحجاج القطريين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
وقالت الوزارة: إنفاذا لتوجيهات القيادة السعودية، فقد أنهت كافة الترتيبات اللازمة «لخدمة الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام 1440هـ»، حيث خصصت الوزارة الرابط الإلكتروني
https://qh1440.haj.gov.sa
لتمكينهم من تسجيل بياناتهم واختيار الخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم.
وأكدت الوزارة أن الخدمات والتسهيلات كافة التي توفرها المملكة لضيوف الرحمن تأتي انطلاقاً من مبادئها الراسخة بتسهيل وصول المسلمين من أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة.
وبينت وزارة الحج والعمرة، أن كل هذه التسهيلات «تجسد الدور الريادي الذي شرف الله به المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، بمختلف جنسياتهم وثقافاتهم وانتماءاتهم ومن مختلف أنحاء العالم، ولإتاحة الفرصة للأشقاء القطريين بالقدوم إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة في أمان وراحة واطمئنان».
إلى ذلك نوه الدكتور محمد صالح بنتن وزير الحج والعمرة السعودية، بالدعوة التي وجهتها بلاده لحجاج بيت الله الحرام «ليتفرغوا لأداء شعائر الحج ومراعاة إخوانهم وخصوصية الأماكن المقدسة وروحانيتها، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج وسكينته برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية، وأنه لن تقبل مثل هذه التصرفات بأي حال من الأحوال، وسيتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة كافة، للحيلولة دون القيام بها، وتطبيق ما تقضي به الأنظمة والتعليمات، حيال من يقدم على ذلك».
وأشار الوزير بنتن، إلى أن الحج فرصة للترابط والتلاحم ووحدة المسلمين، وليس مكانا للجدل السياسي والمذهبية والتفرقة والتحريض، مؤكداً على المعاني السامية لهذه العبادة والركن الخامس من أركان الإسلام، مشدداً على الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج والعمرة، والتفرغ لأداء هذه الشعيرة العظيمة، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يعكر صفو الحج وسكينته.
وكانت السعودية من جانبها، رحبت في شهر رمضان الماضي، بالمواطنين القطريين والمقيمين في قطر الراغبين في أداء العمرة، مشيرة إلى تخصيص رابط إلكتروني لتسجيل بياناتهم، وقالت وزارة الحج والعمرة في بيان نشر في الثامن من شهر مايو (أيار) الماضي المصادف للثالث من رمضان من العام الهجري الحالي، إن المملكة ترحب «بقدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة، بعد تسجيل بياناتهم عبر الرابط الإلكتروني المخصص للمعتمرين القطريين https://qatariu.haj.gov.sa ويكون وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، أو مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة».
بيد أن السلطات القطرية، سرعان ما حجبت الرابط، ملقية اللوم على السعودية في عدم تمكين الحجاج القطريين والمقيمين في قطر من أداء العمرة، في إصرار متعمد منها لتسييس الحج، إلا أنه تم تفنيد كل تلك المزاعم، حيث أكد الدكتور عبد الفتاح مشاط نائب وزير الحج والعمرة لـ«الشرق الأوسط» حينها، أن بلاده «كانت ولا تزال تقدم أفضل التسهيلات والتعاملات لضيوف الرحمن من معتمرين وحجاج، وهذا واجبها تجاه أي مسلم ومسلمة»، مشدداً على أن جميع ضيوف الرحمن من الجنسيات كافة بما فيهم القطريون يلقون الرعاية والعناية لتمكينهم من أداء مناسك العمرة بكل يسر وسهولة.
وتطرق الدكتور المشاط، إلى أن الهدف من التسجيل في الرابط هو «تسهيل الإجراءات دون البحث والعناء في السفر، أو البحث عن مكاتب خدمات كي يحصل على الخدمة، لأن كل الخدمات والإجراءات متاحة في الموقع الحديث».
كذلك أكد الدكتور عبد الفتاح مشاط، أهمية التفرغ لأداء مناسك الحج، والابتعاد عن أسباب الفرقة، مشيراً إلى أن الحج لن يكون مكاناً لبث رسائل سلبية وأفكار متطرفة أو محرضة، وإنما سيبقى الحج نموذجاً مثالياً للإسلام الوسطي والمعتدل، وقال: «من مظاهر تعزيز روح التآلف بين المسلمين كافة لا الفرقة والاختلاف».
يذكر أن السعودية، ومنذ إعلان مقاطعة الدول الأربع «السعودية والبحرين والإمارات ومصر»، ترحب بجميع الحجاج والمعتمرين القادمين من قطر، وعملت على تسهيل إجراءاتهم كافة. وقالت حينها وزارة الخارجية السعودية في رسالة عنونتها بـ«رسائل ود ومحبة للشعب القطري الشقيق» إن «السعودية ستظل سنداً للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره»، مؤكدة التزام المملكة بتوفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين، ومشددة على أن الشعب القطري امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في السعودية.
وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية رحبت في مطلع رمضان 1439هـ، بالمواطنين القطريين القادمين جواً إلى جدة لأداء مناسك العمرة عبر أي خطوط جوية ما عدا «القطرية»، مشيرة إلى أن الدوحة تواصل تعنتها تجاه عدم تمكين القطريين من أداء مناسك الحج والعمرة، مرحبة بقدوم القطريين لأداء مناسك العمرة بعد استكمال تسجيل بياناتهم النظامية حال وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ولكن سلطات الدوحة سرعان ما واصلت رفضها وتعنتها رغم كل التسهيلات التي بذلتها سلطات الحج السعودية في تمكين «الأشقاء القطريين» من أداء مناسكهم.