نزوح من شمال حماة هرباً من غارات النظام

TT

نزوح من شمال حماة هرباً من غارات النظام

واصلت قوات النظام السوري قصف مناطق اتفاق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، بموجب اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا، وسط نزوح مدنيين من شمال حماة وسط البلاد.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتنفيذ طائرات النظام الحربية أكثر من غارة جوية صباح الأربعاء، استهدفت خلالها أماكن في كل من الزيارة والسرمانية والقرقور ودوير الأكراد والعمقية وتل واسط، بريف حماة الشمالي الغربي، وكفرسجنة وحزارين ومدايا، بريف إدلب الجنوبي، بالإضافة للبوابية، بريف حلب الجنوبي.
وعلم أن القرى والبلدات التي تتعرض لحملة جديدة من القصف شمال غربي حماة، بدأ سكانها في النزوح على غرار مناطق سابقة في إطار السياسة الممنهجة من قبل النظام وحليفه الروسي، بتهجير أهالي وسكان المناطق، بعد أن كانا قد هجرا نحو 500 ألف مدني سوري منذ بداية التصعيد الأعنف.
على صعيد متصل، قصفت الفصائل بالقذائف الصاروخية قلعة ميرزة، بالقرب من جورين الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
ونشر «المرصد السوري» أن طائرات حربية روسية قد شنت غارات عدة، فجر الأربعاء، استهدفت خلالها أماكن في قريتي ترملا وكفرعين، بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي. ما دون ذلك يسود الهدوء النسبي منطقة اتفاق خفض التصعيد، من حيث القصف الجوي، منذ مساء أول من أمس، في حين قصفت قوات النظام تل ملح والجبين والصخر والحماميات ومحيط السرمانية والحويجة والحواش والصهرية ودير سنبل، بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، بينما وثق مقتل مواطن متأثراً بجراح أصيب بها جراء غارات جوية من قبل طائرات النظام الحربية، استهدفت قرية الصالحية بريف إدلب الجنوبي، يوم الثلاثاء.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، يرتفع إلى 2520 شخصاً عدد من قتلوا منذ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق، ضمن منطقة «خفض التصعيد» في الـ30 من أبريل (نيسان).
وقتل 11 مدنياً، الثلاثاء، في غارات جوية مستمرة تستهدف محافظة إدلب ومحيطها، في شمال غربي سوريا.
وتتعرّض محافظة إدلب ومناطق محاذية لها؛ حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، لتصعيد في القصف السوري والروسي منذ أكثر من شهرين، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي. وأفاد «المرصد السوري» بأن «طائرات قوات النظام استهدفت قرية معرشورين في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال»، بعدما كان قد أفاد سابقاً بمقتل تسعة أشخاص، مرجحاً ارتفاع الحصيلة لوجود جرحى في حالات خطرة.
وشنت الطائرات الحربية السورية والروسية، الثلاثاء أيضاً، عشرات الغارات على مناطق عدة تمتد من ريف إدلب الجنوبي إلى حماة الشمالي. وأسفر القصف أيضاً عن مقتل رجل في شمال حماة، وفق المصدر نفسه.
وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في معرشورين سوقاً طالها القصف، ما أسفر عن تضرر محال عدة واندلاع النيران فيها، بينما عمل السكان ومسعفون بمساعدة جرافة على رفع الأنقاض، لانتشال الجرحى وجثث القتلى.
وتمسك «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بزمام الأمور إدارياً وعسكرياً في محافظة إدلب ومحيطها؛ حيث توجد أيضاً فصائل إسلامية ومقاتلة أقل نفوذاً.
ومنذ بدء التصعيد نهاية أبريل، قتل أكثر من 600 مدني جراء الغارات السورية والروسية، بينما قتل 45 مدنياً في قصف للفصائل المقاتلة والجهادية على مناطق سيطرة قوات النظام القريبة، وفق «المرصد السوري».
ويترافق القصف مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة، وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» في ريف حماة الشمالي.
وكانت محافظة إدلب ومحيطها قد شهدت هدوءاً نسبياً بعد توقيع اتفاق روسي - تركي في سبتمبر (أيلول) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل، لم يُستكمل تنفيذه. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير (شباط) قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.