ليستر يخرج من حالة الفوضى ويستعد لكتابة قصة خيالية جديدة في الدوري الإنجليزي

التعامل ببراعة في سوق الانتقالات والاعتماد على الشباب علامتان على تجدد طموح النادي

لاعبو ليستر في حصة تدريبية استعداداً للموسم الجديد  -  تيليمانس ومدربه رودجرز
لاعبو ليستر في حصة تدريبية استعداداً للموسم الجديد - تيليمانس ومدربه رودجرز
TT

ليستر يخرج من حالة الفوضى ويستعد لكتابة قصة خيالية جديدة في الدوري الإنجليزي

لاعبو ليستر في حصة تدريبية استعداداً للموسم الجديد  -  تيليمانس ومدربه رودجرز
لاعبو ليستر في حصة تدريبية استعداداً للموسم الجديد - تيليمانس ومدربه رودجرز

يعمل نادي ليستر سيتي الإنجليزي بطريقة مختلفة هذه الأيام للدرجة التي جعلته يفكر فيما هو أبعد من فترة انتقالات اللاعبين الحالية. ومن الواضح أن التفكير المستقبلي هو الذي دفع ليستر سيتي للتعاقد مع ثلاثة وجوه جديدة بالفعل ويكسر الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخ النادي، وهو الأمر الذي يوحي بأن النادي الذي قدم لنا واحدة من أفضل قصص الخيال في عالم كرة القدم في العصر الحديث، عندما فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2015-2016. قد يكون مستعداً لكتابة قصة أخرى من قصص النجاح.
لقد مرت ثلاث سنوات على النجاح الهائل الذي حققه ليستر سيتي عندما فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن الناحية الواقعية كانت هناك دائماً فترة صعبة على الجميع في نادي ليستر سيتي حتى يمكنهم التكيف على الوضع الجديد بعد هذا الإنجاز التاريخي. ولفترة من الوقت، كان النادي يحاول أن يجد نفسه مجدداً، وأن يعرف مكانته الحالية في كرة القدم، بعد انتهاء هذا الحلم والخروج من دوري أبطال أوروبا وتلاشي ذكريات هذا الإنجاز الكروي الكبير بمرور الوقت.
وفي الحقيقة، كانت الأمور تتسم بالفوضوية في بعض الأحيان داخل النادي، حيث تم إقالة ثلاثة مديرين فنيين في غضون عامين، وتعاقد النادي مع 23 لاعباً في المواسم الثلاثة التي أعقبت الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، على عكس كل التوقعات التي كانت ضد النادي بنسبة خمسة آلاف إلى واحد. وخلال تلك الفترة، أنهى ليستر سيتي الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الثاني عشر والمركز التاسع مرتين.
والآن، أصبح هناك علامات واضحة على الاستقرار وتجدد الطموح والرغبة الكبيرة في التطور، وربما يعود السبب في ذلك بصورة جزئية إلى التعيينات الأخيرة والتعاقدات التي أبرمها النادي، بالإضافة إلى وجود رغبة جماعية داخل النادي للبناء على الإرث الذي تركه مالك النادي السابق فيتشاي سريفادانابرابا، الذي كان واحداً من خمسة أشخاص لقوا حتفهم في ذلك المساء الفظيع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما تحطمت مروحيتهم خارج ملعب «كينغ باور» معقل ليستر سيتي. وقد تصرف أياوات، ابن فيتشاي البالغ من العمر 33 عاماً، بحكمة كبيرة خلال الأيام والأسابيع والأشهر التي تلت ذلك، وتعهد أيضاً بأن يبذل كل ما في وسعه «للاستمرار في تحقيق رؤية وأحلام والده».
وتم تعيين بريندان رودجرز مديراً فنياً للفريق في فبراير (شباط) الماضي، كما تعاقد النادي مع يوري تيليمانس من موناكو الفرنسي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني هذا الأسبوع، وهي بداية مبشرة للغاية بالنسبة للنادي. وقدم تيليمانس أداءً جيداً للغاية مع ليستر سيتي عندما كان يلعب للنادي على سبيل الإعارة خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، وكان أياوات مصراً على إعادة اللاعب البلجيكي الدولي لصفوف الفريق بشكل دائم، بدعم من جون رودكين، مدير الكرة بالنادي، حتى عندما كان موناكو يراوغ للحصول على أكبر مقابل مادي من الصفقة.
وكان اللاعب البلجيكي الدولي، البالغ من العمر 22 عاماً والذي يتمتع بموهبة كبيرة، محط اهتمام مانشستر يونايتد هذا الصيف، لكن النادي لم يتقدم بأي عرض رسمي، وبالتالي لم يكن يتعين على اللاعب أن ينتظر حتى يرحل عدد من اللاعبين عن «أولد ترافورد»، أو عندما يفشل المدير الفني للشياطين الحمر، أولي غونار سولسكاير، في التعاقد مع اللاعبين الذين يضع أولوية للتعاقد معهم قبل العودة إليه مرة أخرى! لقد كان تيليمانس يريد أن يرحل إلى ليستر سيتي، وقد أشار إلى ذلك بكل وضوح.
وكان ليستر سيتي حاسماً للغاية فيما يتعلق بالتعاقد مع تيليمانس، وينطبق نفس الأمر على التعاقد مع أيوزي بيريز وجيمس جاستن، حيث كانت هناك أندية أخرى ترغب في التعاقد مع هؤلاء اللاعبين وحاولت خطفهم في اللحظات الأخيرة، لكن ليستر سيتي تحرك بسرعة وأبرم هذه الصفقات الهامة بالنسبة له. إن وجود مالك للنادي يقدم كل الدعم للمدير الفني للفريق وللعاملين بالنادي يساعد ليستر سيتي بشكل كبير في هذا الصدد ويمنعه من أن يكون مجرد رد فعل في سوق انتقالات اللاعبين.
وفي حالة بيريز، الذي كان أيضاً محط اهتمام فالنسيا ونابولي وموناكو، لم يكن ليستر سيتي يعتزم أن ينضم إلى طابور الأندية التي ترغب في التعاقد مع اللاعب ويدخل معهم في منافسة، لكنه قرر على الفور دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب. وبينما كان موناكو الفرنسي يقوم بمحاولة متأخرة للتعاقد مع بيريز، الذي يمكنه اللعب في مركز الجناح الأيمن أو كمهاجم ثانٍ، كان اللاعب الإسباني في ملعب التدريب بنادي ليستر سيتي وجاهزاً لاستكمال إجراءات انتقاله لليستر سيتي قادماً من نيوكاسل يونايتد مقابل 30 مليون جنيه إسترليني.
وقد حدث شيء مشابه لذلك مع كريستال بالاس وجاستن، الذي انضم لليستر سيتي قادماً من لوتون مقابل ستة ملايين جنيه إسترليني، والذي سيكون بمثابة بديل قوي للظهير الأيمن البرتغالي ريكاردو بيريرا.
إن تحديد اللاعبين المناسبين في أقرب وقت ممكن هو أهم خطوة في العملية التي تتمحور في نهاية المطاف حول ثلاث شخصيات رئيسية في ليستر سيتي: رودكين، الذي يتمتع بثقة كاملة من مالك النادي ويعمل كحلقة وصل بين فريق الكرة ومالك النادي؛ ولي كونغيرتون، الذي تم تعيينه رئيساً لقسم التعاقدات بالنادي في مايو (أيار) بعد أن جاء مع رودجرز من سيلتك الأسكتلندي.
ويعرف رودجرز جيداً المواصفات التي يبحث عنها في كل مركز، ويعمل الفريق المعاون له وفقاً لذلك. ويشمل ذلك كلوم سميثسون وخوسيه فونتيس، وهو برتغالي يجيد أكثر من لغة وغير عمله من الاستثمار في الخدمات المصرفية إلى العمل في صناعة كرة القدم. ويشرف هذان الشخصان على عملية البحث عن لاعبين جدد، ورغم أنهما قد لا يكونان معروفين بدرجة كبيرة خارج النادي، فإنهما يحظيان باحترام كبير داخل نادي ليستر سيتي.
وهناك رغبة جماعية هائلة داخل ليستر سيتي لاكتشاف المواهب الشابة وتطويرها بشكل جيد وتوظيفها لخدمة الفريق في نهاية المطاف، حيث يضم النادي الآن هارفي بارنز، وحمزة تشودري، وجيمس ماديسون، وديماريا غراي، وهم جميعاً لاعبون دوليون في صفوف المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً. كما أن اللاعبين الثلاثة الذين تعاقد معهم النادي حتى الآن في فترة الانتقالات الصيفية الحالية يتميزون بصغر السن، إذ إن تيليمانس في الثانية والعشرين من عمره، وجاستن في الحادية والعشرين، وبيريز في الخامسة والعشرين، وهو ما يعني أنه يمكن لهؤلاء اللاعبين أن يتطوروا بشكل أكبر ويقدموا إضافة كبيرة للنادي خلال السنوات القادمة. وعلاوة على ذلك، يبلغ بن تشيلويل، الظهير الأيسر الإنجليزي، من العمر 22 عاماً، كما أن الظهير الأيسر، بيريرا، يبلغ من العمر 25 عاماً.
وبالنظر إلى تلك الأسماء الشابة، بالإضافة إلى خبرات وإمكانيات لاعبين آخرين مثل جوني إيفانز وكاسبر شماكيل وجيمي فاردي، فمن السهل توقع أن يتمكن الفريق من إنهاء الموسم المقبل ضمن المراكز الستة الأولى في جدول الترتيب، خاصة أن الذي يقود الفريق هو رودجرز، الذي يعرف جيداً كيف يساعد لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر، وكيف يجعلهم يلعبون بهوية واضحة، وهو الشيء الذي كان يفتقده سلفه، كلود بويل.
لكن المشكلة الوحيدة التي يواجهها الفريق حالياً تتمثل في هاري ماغواير، ويمكن القول إن فرص ليستر سيتي في منافسة مانشستر يونايتد وآرسنال على مركز متقدم في جدول الترتيب ستتوقف كثيراً على مدى نجاحه في الإبقاء على المدافع الإنجليزي الدولي. ويبدو من غير المرجح أن ليستر سيتي سينجح في ذلك، رغم أن النادي مُصر على أن ماغواير لن يرحل إلا وفقاً لشروط النادي، والتي يُعتقد أنها ستكون مقابل يتجاوز 75 مليون جنيه إسترليني، وهو المبلغ الذي حصل عليه ساوثهامبتون نظير التخلي عن خدمات المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك لليفربول.
ولو حصل ليستر سيتي على عرض بهذه القيمة، فسيكون على ليستر سيتي أن يتخذ قراراً، إما بالتعاقد مع لاعب بديل لماغواير في هذا المركز أو باستثمار تلك الأموال لتدعيم مركز آخر بالفريق، مع الأخذ في الاعتبار أن ليستر سيتي دفع 19 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع اللاعب التركي الدولي كاغلار سويونكو، و13 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع اللاعب الكرواتي فيليب بينكوفيتش الصيف الماضي، وكلاهما يلعبان في مركز قلب الدفاع.
وبغض النظر عن مصير ماغواير مع الفريق، يبدو أن ليستر سيتي قد عاد إلى المسار الصحيح مرة أخرى. وهناك ضجة كبيرة حول ملعب التدريب الرائع الذي سينتقل إليه الفريق الصيف المقبل، كما أن النادي يمتلك الآن مديراً فنياً لديه سجل حافل فيما يتعلق بالاعتماد على اللاعبين الشباب وتطوير قدراتهم وإمكانياتهم بما يفيد مصلحة الفريق في نهاية المطاف، بالإضافة إلى مجموعة رائعة من اللاعبين، ومالك ملتزم بتحقيق رغبات والده الراحل، وهي العوامل التي تبشر بأن ليستر سيتي سيكون في مكانة جيدة خلال المواسم القليلة القادمة.


مقالات ذات صلة

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».