يعرف مؤلف هذا الكتاب، جورج تاكي بأنه «هيكارو سولو» في السفينة الفضائية المستقبلية «ستارشيب إنتربراز»، في المسلسل التلفزيوني الأميركي «ستار تريك» (رحلة النجم).
لكن، كتاب «سمونا العدو» يحكي قصة وقعت هنا على سطح الأرض، وليس في كواكب ونجوم بعيدة. قصة السنوات التي قضاها في معسكر للأميركيين اليابانيين بعد أن دخلت أميركا الحرب العالمية الثانية ضد اليابان (وألمانيا وإيطاليا). كان طفلا، ونقل مع عائلته إلى المعسكر، حيث قضوا ثلاث سنوات، حتى انتهت الحرب.
وعندما كبر، وبعد مرور خمسين عاما على الحرب، اشتهر، ليس فقط لدوره في المسلسل التلفزيوني، ولكن، أيضا، لدوره في منظمات حقوق الإنسان، والكفاح من أجل العدالة الاجتماعية.
في العام الماضي، اختاره «فيسبوك» كواحد من أكثر الأشخاص إثارة للتفكير في الموقع. كان عدد الذين سجلوا «لايك» (إعجابا بموقعه) عشرة ملايين شخص. وفي موقع «تويتر» وصل عدد متابعيه إلى قرابة ثلاثة ملايين شخص.
وأشار «فيسبوك» إلى «جهوده الشجاعة وإيمانه بالوطن، وإشاعته للحب».
وهذا الشهر، مع صدور هذا الكتاب، أشاد «فيسبوك» به مرة أخرى. وأشار إلى أن المؤلف: «قبل وقت طويل من ظهوره في مسلسل رحلة النجم التلفزيوني، كان قد استيقظ صباح يوم، عندما كان عمره 4 سنوات، ووجد أن وطنه اعتقله واعتقل وطن والديه لأن وطنه كان أعلن الحرب على وطن والديه».
الذي حدث أنه في عام 1942، بناءً على طلب الرئيس فرنكلين روزفلت، اعتقل كل شخص من أصل ياباني على الساحل الغربي، في ولايات كاليفورنيا، وواشنطن، وأوريغون. ونقلت عائلته إلى واحد من «مراكز إعادة التوطين». كانت هناك عشرة مراكز في تلك المنطقة، وكان المعسكر الذي نقلت إليه عائلة المؤلف يقع على بُعد آلاف الأميال من منزل العائلة. في كل الحالات، استمرت الاعتقالات لسنوات تحت حراسة متشددة.
كتب المؤلف في مقدمة كتابه، عن الذين اعتقلوهم، وعن الرئيس روزفلت، وعن الشعب الأميركي بصورة عامة: «أطلقوا علينا وصف الأعداء، ووضعونا خلف الأسلاك الشائكة». وعلل ذلك بأنه كانت هناك موجة خوف هزت عقلانية الأميركيين، ونزاهتهم. وأضاف: «لا يوجد خوف أهم من الخوف من الموت. وعندما يصاحب ذلك التهديد العنصري، تمتزج العنصرية مع الخوف، ويصير الناس كقطيع أغنام، لا يعرفون حقيقة ما يفعلون، ولا يعرفون عواقب ما يفعلون».
بالإضافة إلى القصة، يثير المؤلف أسئلة مهمة:
ماذا يعني أن تكون أميركياً؟ لماذا تتنكر أميركا أحيانا لمبادئ الحرية والعدالة؟ ماذا تفعل عندما يكون وطنك كله ضدك؟ ماذا يمكن لشخص واحد أن يفعل؟
لم تكن هذه أول مرة يثير فيها المؤلف هذه الأسئلة. في الحقيقة، يبدو أن الكتاب حصيلة تغريدات وبوستات وملاحظات ومحاضرات ظل المؤلف يقدمها خلال السنوات القليلة الماضية. وزادت هذه مؤخرا مع الرئيس دونالد ترمب.
هذا، يصاحب نشر هذا الكتاب نقاشات متواصلة في مواقع الإنترنت. ولأن هذه النقاشات بدأ قبل نشر الكتاب، يعتبر هذا واحداً من كتب قليلة نوقشت في الإنترنت قبل نشرها وبعد نشرها.
أكثر ما أثار النقاشات قوله، في صفحته في «فيسبوك»: «نحن ندير مثل هذه المعسكرات مرة أخرى». يشير هذا إلى سياسة الرئيس ترمب المتشددة نحو المهاجرين غير القانونيين. وإلى معسكرات الاعتقال على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.
ماذا يعني أن تكون أميركياً؟
جورج تاكي الياباني الأصل يكتب عن مأساته في وطنه الجديد
ماذا يعني أن تكون أميركياً؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة