توافق مصري ـ أوروبي على «حفظ استقرار السودان» في المرحلة الانتقالية

الاتحاد مستعد للعب «دور لاحق» في التهيئة الاقتصادية

وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الفنلندي بيكا هافيستو في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة أمس (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الفنلندي بيكا هافيستو في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة أمس (وزارة الخارجية المصرية)
TT

توافق مصري ـ أوروبي على «حفظ استقرار السودان» في المرحلة الانتقالية

وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الفنلندي بيكا هافيستو في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة أمس (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الفنلندي بيكا هافيستو في مؤتمر صحافي مشترك بالقاهرة أمس (وزارة الخارجية المصرية)

أبدى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيره الفنلندي، بيكا هافيستو، والذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، أمس، توافقاً على ضرورة «حفظ استقرار السودان في المرحلة الانتقالية»، فيما أبدى هافيستو استعداد الاتحاد لـ«لعب دور لاحق في التهيئة الاقتصادية (في السودان)».
وعقد شكري وهافيستو، أمس، جلسة مباحثات مشتركة في القاهرة، وأعقبها مؤتمر صحافي للوزيرين تحدثا خلاله عن شؤون ثنائية وإقليمية مختلفة، ونال الشأن السوداني نصيباً وافراً من تعليقاتهما. وقال الوزير الفنلندي، إن جولته الحالية بدأت بزيارة القاهرة، وتشمل المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية وذلك بهدف «الاستماع إلى وجهات النظر فيما يخص الأوضاع الراهنة في السودان»، مشددا على «أهمية الحفاظ على استقرار السودان خلال المرحلة الانتقالية، واستعداد الاتحاد الأوروبي للعب دور في هذا الشأن، وكذلك لعب دور لاحق في تهيئة المناخ الاقتصادي لتحقيق نهضة اقتصادية في السودان». وأضاف أن «السودان يمكنه أن يكون بلدا غنيا، ويجب تشجيع السودانيين على الاستثمار وبالتالي تشجيع المستثمرين الأجانب».
من جهته، أوضح شكري أنه دعا خلال المشاورات مع نظيره الفنلندي إلى «تضافر كل الجهود من جانب جميع الدول الإقليمية ودول الجوار، والاتحاد الأوروبي بما لديه من قدرات، لمساعدة الشعب السوداني للوصول إلى تفاهم وتواصل خلال المرحلة الانتقالية وفقا لإرادة الشعب السوداني الذي له من القدرة والإمكانات ما تضطلع بهذه المهمة بشكل يحقق الاستقرار ومصالح السودانيين، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، للحفاظ على الاستقرار وتوفير الخدمات للشعب السوداني، وبما يضمن (الانتقال السلس) للمراحل القادمة، ويدفع بالسودان إلى بر الأمان».
ونوه شكري بالجهود التي تبدلها مصر في هذا الصدد، ودعمها «خيارات الشعب السوداني، لما للعلاقات بين البلدين من خصوصية تاريخية»، لافتا إلى أن «مصر وفي إطار رئاستها للاتحاد الأفريقي وما تتمتع به من علاقات مع السودان، تدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى توافق».
وأجرى الوزير الفنلندي، مباحثات أخرى مع الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، تطرقت إلى «آخر تطورات الأوضاع في السودان، وسير المفاوضات القائمة بين الأطراف السودانية للاتفاق على ترتيبات عملية الانتقال السياسي في البلاد، إلى جانب عدد من القضايا ذات الأهمية المشتركة في المنطقة».
وأوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة أن «أبو الغيط أطلع هافيتسو على مجمل الجهود التي تضطلع بها الجامعة العربية من أجل مساندة السودان في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها ومرافقة الأطراف السودانية في مسيرة التوصل إلى توافق وطني عريض يفضي إلى الاتفاق على ترتيبات الانتقال السلمي والمنضبط للسلطة في البلاد». كما بحث الجانبان «سبل تعزيز الدعم الإقليمي والدولي للسودان لتمكينه من معالجة مجمل التحديات التي يواجهها وعبور المرحلة الانتقالية بشكل يلبي تطلعات جميع أطياف ومكونات الشعب السوداني، بما في ذلك عبر الدعوة إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وحشد المساعدات الاقتصادية والإنمائية له، وتطبيع علاقته بمؤسسات التمويل الدولية، والعمل على إعفائه من أعباء ديونه الخارجية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.