اليمن يحذر من إثارة الفوضى في محافظة المهرة

TT

اليمن يحذر من إثارة الفوضى في محافظة المهرة

اتهمت الحكومة اليمنية شخصيات وجهات بمحاولة بثّ الفوضى في محافظة المهرة اليمنية، خدمة لأجندة دول قالت إنها لا تريد الخير لليمن، مثمنة في الوقت نفسه الدور الكبير والإيجابي الذي تقوم به دول تحالف دعم الشرعية في المهرة على صعيد التنمية وإعادة الإعمار.
وفي حين حذرت الحكومة اليمنية من الدعوات المشبوهة والتحريضية، دعت على لسان مصدر مسؤول في الحكومة إلى مساندة جهود قوات الجيش والأمن، وقوات التحالف، في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار ورفض الفوضى والدعوات التحريضية التي تهدف إلى إثارة العنف والفوضى في مختلف المحافظات، ومنها محافظة المهرة.
ويرجح مراقبون أن التحذير الحكومي جاء على خلفية استمرار بعض الشخصيات في محافظة المهرة في تلقي الدعم من دول إقليمية مناهضة للحكومة الشرعية وللتحالف الداعم لها، وسط هجوم إعلامي على الأدوار الإيجابية لدول التحالف، تتبناه وسائل إعلام قطرية وأخرى إيرانية.
وتسعى هذه الشخصيات - وفق مصادر محلية في محافظة المهرة - إلى تحريض القبائل والدعوة إلى العنف ومناهضة أجهزة الجيش والأمن والسلطات المحلية، خدمة لذات المشروع الذي يخدم أجندة الميليشيات الحوثية والنكاية بتحالف دعم الشرعية في اليمن.
وقال المصدر الحكومي اليمني، في تصريح بثّته وكالة «سبأ»: «إن ما تقوم به بعض الشخصيات والجهات التي فقدت مصالحها وتعمل لخدمة الانقلاب الحوثي في آنٍ واحد من دعوات للفوضى وأعمال خارج إطار القانون وتهديد بإقلاق السكينة العامة في المهرة، وفي مقدمة هؤلاء المدعو علي سالم الحريزي، هو أمر مرفوض لن تصمت عنه الأجهزة الأمنية، وستقف في وجه كل من يعرقل مسيرة الأمن والتنمية بالمحافظة، التي يقود مسيرتها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وبدعم أخوي وسخي من دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية».
وجدد المصدر اليمني الحكومي التأكيد على تقدير اليمنيين للمواقف الصادقة لدول التحالف ودعمهم المستمر في شتى المجالات، ومساندتهم لجهود البناء في محافظة المهرة على وجه الخصوص، داعياً كل المكونات والمواطنين من أبناء المهرة إلى تفويت الفرصة على مشعلي فتيل الأزمة والمتزعمين لجرّ المحافظة إلى مربع الفوضى والعنف، بعد أن خسر الانقلاب فرصة دفع المحافظة إلى هذا المربع، تنفيذا لأجندة دول لا تريد الخير للبلاد.
وفي سياق آخر على صلة بجهود توحيد القوى الوطنية والحزبية في اليمن في مواجهة الانقلاب ومساندة الشرعية، ذكرت المصادر الحكومية أن نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، التقى أمس رئيس وأعضاء التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك.
وناقش الاجتماع - بحسب المصادر نفسها - المستجدات والقضايا على الساحة الوطنية ودراسة الخطة الزمنية لتنفيذ برنامج التحالف الوطني تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، فيما أشار الأحمر إلى عدد من القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الجهود المبذولة لاستعادة الدولة اليمنية ودحر المشروع الإيراني التخريبي والاتجاه لبناء اليمن الاتحادي، المكون من 6 أقاليم، وضرورة اصطفاف كل اليمنيين خلف هذا المشروع، بما من شأنه ضمان أمن واستقرار وتنمية اليمن.
وثمّن نائب الرئيس اليمني الدور الأخوي لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وما قدموه من دعم مستمر، شمل مختلف المجالات، مؤكداً بأن هذه الأدوار الصادقة تجسد مستوى الإخاء ومتانة العلاقة المصيرية الهادفة لاستعادة الشرعية وللدفاع عن الأمن اليمني والعربي ودحر مشروع إيران التخريبي.
وأشار الأحمر إلى الممارسات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الانقلابية بحق أبناء الشعب اليمني من قتل وتعذيب وترويع وتعبئة تدميرية للأجيال القادمة، مؤكداً قرب الخلاص من هذه الميليشيا الكهنوتية بتحقيق النصر المستند لتكاتف اليمنيين وأشقائهم في التحالف والوصول إلى هدف إرساء السلام الدائم المبني على المرجعيات الثلاث.
من جانبه، تطرق رئيس مجلس الوزراء إلى عدد من القضايا والمواضيع، مشيراً إلى ضرورة تضافر الجهود واستشعار المسؤولية واستغلال الظروف، بما يعزز من وجود الدولة ويخدم دور الحكومة في تلبية متطلبات المواطنين ومساندة جهود الجيش الوطني.
كما عرض رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للتحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية مصفوفة القضايا والموضوعات والإطار الزمني لتنفيذ برنامج التحالف، بما يعزز من دور الأحزاب السياسية في مساندة جهود الدولة والحكومة، وفق ما أفادت به وكالة «سبأ».


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».