الشارقة تشهد نشاطاً عقارياً بتداولات وصلت إلى 4 مليارات دولار في النصف الأول من 2019

حجم المساحة المتداولة وصل إلى 24 مليون قدم مربعة والخليجيون هم الأكثر استثماراً في القطاع

استحوذت العقارات السكنية على النصيب الأكبر من إجمالي معاملات البيع وفق نوع العقار في الشارقة بنسبة وصلت إلى 69.7% (وام)
استحوذت العقارات السكنية على النصيب الأكبر من إجمالي معاملات البيع وفق نوع العقار في الشارقة بنسبة وصلت إلى 69.7% (وام)
TT

الشارقة تشهد نشاطاً عقارياً بتداولات وصلت إلى 4 مليارات دولار في النصف الأول من 2019

استحوذت العقارات السكنية على النصيب الأكبر من إجمالي معاملات البيع وفق نوع العقار في الشارقة بنسبة وصلت إلى 69.7% (وام)
استحوذت العقارات السكنية على النصيب الأكبر من إجمالي معاملات البيع وفق نوع العقار في الشارقة بنسبة وصلت إلى 69.7% (وام)

قالت إمارة الشارقة إن النصف الأول من العام الجاري شهد نشاطاً عقارياً ملحوظاً بإجمالي تداولات بلغ 14.7 مليار درهم (4 مليارات دولار)، مشيرةً إلى أن ذلك النشاط يعكس النمو المتواصل والتصاعدي في القطاع العقاري في الإمارة وجاذبية هذا القطاع للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب.
وكشف «تقرير حركة التصرفات والرهونات العقارية» الذي أصدرته دائرة التسجيل العقاري في الشارقة أول من أمس، عن تسجيل 27.588 ألف معاملة تم إجراؤها بمختلف مناطق الإمارة في غضون الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وعن وصول الحجم الإجمالي للمساحة المُتداولة في الإمارة إلى أكثر من 24 مليون قدم مربعة خلال الفترة المذكورة.
وأكد عبد العزيز الشامسي مدير عام دائرة التسجيل العقاري في إمارة الشارقة، أن القطاع العقاري في الإمارة يواصل النمو بوتيرة تصاعدية ولا يزال يُشكّل عامل جذب واستقطاب رئيسي للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب في ظل توفر البنية التحتية والتشريعية المتطورة والاستقرار الاقتصادي الذي تتميّز به الشارقة إلى جانب موقعها الاستراتيجي البارز الذي يتوسط إمارات الدولة والتي تعزّز جميعها من مكانة الإمارة وسمعتها المرموقة كوجهة عالمية رائدة للاستثمار في القطاع العقاري.
وأشار الشامسي إلى أن نتائج تقرير حركة التصرفات العقارية للنصف الأول من عام 2019، تؤكد من جديد أهمية وجدوى المزايا التنافسية التي تُقدّمها الشارقة للمستثمرين من مختلف دول العالم، انسجاماً مع الخطط التنموية المُستدامة التي وضعتها الإمارة في إطار سياسة التنويع الاقتصادي التي اعتمدتها الحكومة في سبيل بناء اقتصاد الغد.
وأوضح أن النمو المتصاعد في القطاع العقاري في الإمارة يستند إلى عدة عوامل من أبرزها تنوع الخيارات أمام المستثمرين والقرارات الحكومية الداعمة وحزم المبادرات المحفزة التي أطلقتها الحكومة الاتحادية لدعم الاقتصاد ومنها قرار الإقامة الدائمة «البطاقة الذهبية» الذي أصدره مجلس الوزراء مؤخراً للمستثمرين بهدف تسهيل مزاولة الأعمال وخلق بيئة استثمارية جاذبة ومشجعة على نمو ونجاح الأعمال والذي انعكس بشكل إيجابي على الاستثمار في القطاع العقاري في إمارة الشارقة، بالإضافة إلى قرار تخفيض رسوم الاستهلاك السكني لغير المواطنين في مناطق التملك الحر والذي سيستفيد منه أكثر من 50 ألف شخص وما يحمله من معانٍ إنسانية واقتصادية تزيد من جاذبية الشارقة كوجهة للاستقرار والتملك وتعزز الصورة الحضارية للإمارة في صناعة نموذج اقتصادي مستدام.
ولفت إلى أهمية بعض القرارات الأخرى التي اتُّخذت سابقاً مثل قرار حق الانتفاع في المشاريع التطويرية المعتمدة من الحكومة لجميع الجنسيات سواء المقيمين وغير المقيمين في البلاد مما أسهم في فتح الباب واسعاً أمام مستثمرين جدد أسهموا في نمو السوق بشكل ملحوظ، إضافة إلى التسهيلات المالية والتمويلية المتاحة لقطاع الأعمال ونمط الحياة العصري المتكامل التي توفرها الإمارة للمواطنين والمقيمين فيها في ظل تطور البنى التحتية وحداثة شبكة طرقها ومرافقها الخدمية العامة.
وزاد الشامسي: «تُضاف إلى ذلك متانة ومرونة التشريعات والقوانين المُنظّمة للقطاع العقاري والتي تُشكل ترجمة لرؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، الذي يولي عناية كبيرة لهذا القطاع الحيوي كونه يُعد أحد أكثر القطاعات مساهمة في اقتصاد الإمارة والدولة».
وكشف تقرير الدائرة عن تسجيل 1893 معاملة «بيع»، بالإضافة إلى 1588 معاملة «عقد بيع مبدئي»، وحظي الفرع الرئيسي للدائرة بأكبر حجم تداول خلال فترة القياس، حيث وصل عدد «معاملات البيع» للنصف الأول من عام 2019 في مدينة الشارقة وحدها إلى 1704 معاملات.
وتوزعت معاملات البيع في مدينة الشارقة على 91 منطقة تصدّرتها معاملات البيع في منطقة «مويلح» التجارية، تلتها منطقة «الخان» ثم «النهدة» التي احتلت المركز الثالث، وتصدرت منطقة «مويلح» التجارية باقي مناطق المدينة من ناحية حجم التداول، وشهد شهر مايو (أيار) الماضي أكبر حجم تداولات مقارنةً بباقي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مُسجّلاً أكثر من 6 مليارات درهم (1.6 مليار دولار).
واستحوذت «العقارات السكنية» على النصيب الأكبر من إجمالي معاملات البيع وفق نوع العقار في الإمارة بنسبة وصلت إلى 69.7% من عدد المعاملات الكلّي، تلتها «العقارات التجارية» بنسبة 17.8%، فيما بلغت «العقارات الصناعية» نسبة 10%، وأخيراً «العقارات الزراعية» بنسبة 2.5%.
وعلى صعيد المستثمرين، أكدت نتائج التقرير أن الشارقة لا تزال وجهة مفضلة للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب، حيث استقطبت الإمارة مستثمرين من 37 جنسية من مختلف أنحاء العالم خلال النصف الأول من عام 2019، وبلغ استثمار مواطني دول مجلس التعاون أكثر من 11.8 مليار درهم (3.2 مليار دولار)، فيما تجاوز استثمار مواطني الدول الأخرى 2.8 مليار درهم (762 مليون دولار).



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».