العقارات التجارية الهندية المربحة تثير شهية المستثمرين العالميين

تزيد عوائد الإيجار الجذابة في قطاع العقارات التجارية الهندي من جاذبية الأسواق الهندية على مستوى العالم وتتراوح العوائد بها ما بين 7.5 و8.5%
تزيد عوائد الإيجار الجذابة في قطاع العقارات التجارية الهندي من جاذبية الأسواق الهندية على مستوى العالم وتتراوح العوائد بها ما بين 7.5 و8.5%
TT

العقارات التجارية الهندية المربحة تثير شهية المستثمرين العالميين

تزيد عوائد الإيجار الجذابة في قطاع العقارات التجارية الهندي من جاذبية الأسواق الهندية على مستوى العالم وتتراوح العوائد بها ما بين 7.5 و8.5%
تزيد عوائد الإيجار الجذابة في قطاع العقارات التجارية الهندي من جاذبية الأسواق الهندية على مستوى العالم وتتراوح العوائد بها ما بين 7.5 و8.5%

تزيد عوائد الإيجار الجذابة في قطاع العقارات التجارية الهندي من جاذبية الأسواق الهندية على مستوى العالم. وتتراوح العوائد بيها ما بين 7.5 و8.5 في المائة.
يفيض قطاع العقارات التجارية في الهند بأصحاب شركات الأسهم الخاصة العالمية والتمويلات الكبيرة. واجتذب قطاع العقارات التجارية العالمية في الهند استثمارات عابرة للحدود بقيمة بلغت 2.6 مليار دولار خلال الشهور الـ12 الماضية وحتى الربع الأول من عام 2019.
ووفقا لبيانات شركة نايت فرانك للاستشارات العقارية، فإن سنغافورة، ذات الاستثمارات التي بلغت 0.7 مليار دولار، تعد أكبر البلدان المصدرة لرؤوس الأموال العقارية التجارية إلى الهند، تليها أستراليا، ثم اليابان. وشهد قطاع البنية التحتية الهندي، خلال العامين الأخيرين، اهتماما بالغا من الصناديق السيادية وصناديق التقاعد. وتراهن الأسماء الكبيرة على القطاع العقاري التجاري الهندي، ومن أبرزها: بلاكستون، وزاندر، وبروكفيلد، ومابليتري، ومجلس استثمارات التقاعد الكندي، وجي آي سي، وأسسينداس سينغبريدج غروب، وإيه بي جي غروب، وأليانز.
ووفقا لمسح أجرته شركة كوليرز إنترناشيونال للاستشارات العقارية، تخير ما يقرب من 63 في المائة من المستثمرين، ممن شملهم المسح، الاستثمار في الأصول المكتبية والإدارية كأفضل خياراتهم الاستثمارية في البلاد. ويثق المستثمرون كثيرا في سوق العقارات الإدارية التجارية في الهند في عام 2019 الجاري.
وقال جو فيرغيس المدير الإداري لشركة كوليرز إنترناشيونال للاستشارات العقارية في الهند: «يشهد قطاع المكاتب التجارية طفرة كبيرة مع كبار المطورين العقاريين الذين يتلقون الدعم من المستثمرين العالميين أمثال بلاكستون وبروكفيلد وجي آي سي. ووفقا للمسح المشار إليه، استثمر المستثمرون العالميون أكثر من 10 بلايين دولار في الأصول الإدارية الهندية من عام 2014 إلى عام 2018».
الصناديق الأجنبية البارزة
يهدف صندوق «جي آي سي» للثروة السيادية في سنغافورة إلى ضخ ما يصل إلى مليار دولار في الهند عبر منصة استثمارية بغية الحصول على مشاريع تطوير الطرق السريعة في محاولة طموحة من جانب الصندوق لتوسيع وجوده في قطاع البنية التحتية الهندي. وكان صندوق «جي آي سي» قد استثمر مؤخرا في قطاع المطارات الهندي كجزء من تكتل عالمي تقوده مؤسسة تاتا غروب الهندية.
كما تخطط مجموعة أسسينداس سينغبريدج غروب، التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، والتي تواكب الذكرى الخامسة والعشرين لأعمالها في الهند خلال العام الجاري، إلى مضاعفة حافظة المكاتب الإدارية التي تملكها في البلاد، وربما تخطط أيضا إلى الدخول في مشاريع جديدة مثل إنشاء مراكز البيانات ومساحات العمل المشتركة.
وقال سانجيف داسغوبتا، المدير التنفيذي لشركة أسسينداس إنديا، في مقابلة مع صحيفة (ذي مينت): «يعد قطاع المكاتب الإدارية في الهند من أكبر القطاعات على مستوى العالم، وذلك من حيث المساحة والمنطقة، مما يجعله من الأسواق الجذابة للغاية لمختلف اللاعبين الدوليين». وتدير شركة أسسينداس إنديا أكثر من 17 مليون قدم مربعة من المساحات المكتبية الإدارية في حافظة الأعمال الموزعة بين مدن بنغالورو، وتشيناي، وحيدر آباد، وبيون، ومومباي، وغورغاون، مع أصول تزيد قيمتها على 2.7 مليار دولار سنغافوري في الهند.
وعلى نحو مماثل، تملك شركة إمباسي أوفيس باركس، وهي شراكة بين «بلاكستون غروب» للأسهم الخاصة في الولايات المتحدة ومجموعة «إمباسي غروب» من بنغالورو الهندية، واحدة من أكبر محافظ أعمال المكاتب الإدارية في الهند والموزعة على 33 مليون قدم مربعة. ويأتي أكثر من 80 في المائة من إجمالي إيجارات المجموعة من الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، ونسبة 43 في المائة من الشركات المدرجة على قائمة «فورتشن 500».
وبدأت شركة «إنفستكورب» لإدارة الأصول - التي تتخذ من البحرين مقراً لها -، والتي دخلت الأسواق الهندية اعتبارا من العام الماضي عبر الاستحواذ على شركات الأسهم الخاصة وصناديق العقارات التابعة إلى شركة «آي دي إف سي»، في جمع مبلغ يتراوح بين 250 إلى 300 مليون دولار لصالح صندوقها العقاري الأول، كما تحاول الشركة جمع 100 مليون دولار إضافية في جولة تتبعية لصالح صندوق «بي إي» القائم الذي ابتاعته الشركة من شركة «آي دي إف سي»، على نحو ما أفادت به إحدى الشخصيات المطلعة على مجريات الأمور هناك.
وتدير شركة «إنفستكورب» ما قيمته نحو 22.5 مليار دولار من الأصول عبر مشاريع صندوق «بي إي»، والعقارات، والائتمانات الخاصة. كما تملك الشركة مكاتب إدارية في نيويورك، ولندن، والبحرين، وأبوظبي، والدوحة، والرياض، وسنغافورة.
كما تعتبر الهند من الأسواق المهمة لشركة «بروكفيلد» الكندية لإدارة الأصول. ويقول أنكور غوبتا، المدير الإداري والرئيس الإقليمي لشركة روكفيلد الهندية لإدارة الأصول: «تعود قصة الهند العقارية إلى عقود مضت بالنسبة إلى شركة بروكفيلد وهي ليست مجرد خمس سنوات من العمل فقط. لدينا موطئ قدم راسخة في السوق العقارية الهندية، وهي غير مقصورة على قطاع المكاتب الإدارية فحسب. ولكننا نعمل ونتطلع إلى التوسع الدائم في القطاعات العقارية الناشئة مثل الإسكان الإيجاري والإسكان الصناعي».
وعلى نحو مماثل في الشهر الماضي، وافقت شركة «بيرامال إنتربرايزس ليمتد» مع مجلس استثمارات التقاعد الكندي على الإشراف المشترك لأول استثمار هندي يتركز على مجال الطاقة المتجددة.
أتاح تدفق المطورين العقاريين الأجانب من أصحاب السمعة الطيبة على مستوى العالم ممن أعربوا عن اهتمامهم البالغ بقطاع العقارات الهندي الفرصة التكافلية أمام المطورين العقاريين المحليين للتوسع والنمو، بمساعدة القواعد غير المقيدة لتدفقات رؤوس الأموال والاستثمارات.
لماذا قطاع العقارات التجارية؟
تزيد عوائد الإيجار الجذابة في قطاع العقارات التجارية الهندي من جاذبية الأسواق الهندية على مستوى العالم. وتتراوح العوائد هنا بين 7.5 و8.5 في المائة، في حين أن النسبة تبلغ 2.5 إلى 3.5 في المائة في الولايات المتحدة، وتبلغ 2.5 إلى 3 في المائة في المملكة المتحدة، وهي بين 3 إلى 4 في المائة في كندا. ومع إضافة أرباح رأس المال، فإن العائد على العقارات التجارية سوف يكون أعلى بنسبة 14 في المائة على مدى خمس سنوات كاملة. وتمنح صناديق الديون عوائد بنسبة تبلغ نحو 10 في المائة، وتبلغ أرباح الودائع الثابتة نسبة 7 في المائة تقريبا في الآونة الراهنة.
يقول راجا سيثارامان، المؤسس المشارك في شركة (بروبستاك) للتحليلات العقارية: «مع التحديات المتعددة التي يواجهها القطاع السكني والمتمثلة في التمويل واستكمال المشاريع، يحول المطورون العقاريون اهتماماتهم صوب القطاع التجاري بحثا عن العوائد الثابتة والمستقرة. وبناء عليه، هناك فائض في رؤوس الأموال التي تسعى وراء القليل من الفرص. مما ينتج عنه زيادة في الأسعار قد لا تكون مستدامة. ويواجه القطاع بالفعل بعض المنافسة المحتدمة بسبب ظهور صناعة الأعمال المشتركة في حين تواجه الشركات الأخرى زيادة في مشاعر عدم اليقين إثر البيئة الاقتصادية الكلية على مستوى العالم».
تزيد تكاليف العقارات التجارية قليلا عن العقارات السكنية ولكنها ترجع بفوائد ومكاسب أعلى من حيث الإيجارات. وتعمل فرص العمل المتزايدة والشركات متعددة الجنسيات التي تستحوذ على المساحات العقارية الهائلة في المدن الهندية على تحفيز النمو بوتيرة سريعة في القطاع العقاري التجاري في البلاد، وليس فقط في المدن الكبيرة، وإنما في مدن المستوى الثاني والثالث كذلك.
وفي الأثناء ذاتها، فإن الإصلاحات المستحدثة مثل هيئة الرقابة على العقارات، وضرائب السلع والخدمات، وقانون الإعسار والإفلاس، قد أرفقت حالة من الانضباط المالي والتماسك الإداري في هذا القطاع.
يقول يوغيش سينغ، الشريك لدى مؤسسة ترايليجال القانونية: «بالجمع بين كافة القوانين الجديدة نجد لها تأثيرا كبيرا على الطريقة التي نتعامل بها مع العقارات. فقد ولت الأيام التي يمكن لشخص يملك بعض المال وقطعة من الأرض أن يكون مطورا عقاريا. وهذا يبشر بالخير بالنسبة إلى المطورين العقاريين والمستثمرين على حد سواء».
ولا تزال الهند هي أسرع الاقتصادات العالمية من حيث النمو، رغم العثرات المتقطعة التي تشهدها. ووفقا لبيانات بنك التنمية الآسيوي، فقد بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي 7.2 في المائة في السنة المالية 2019. ويرجع السبب في ذلك إلى الاستهلاك القوي وارتفاع الدخول، واعتدال التضخم، والتحويلات المالية القوية. وإجمالا للقول، فمن شأن البيئة الاقتصادية والتجارية أن تزداد حيوية في السنوات القادمة. ونتيجة لذلك، سوف تولي المزيد من المؤسسات والشركات الناشئة اهتمامها صوب الهند ومساحات المكاتب الإدارية هناك. كما سوف تكون هناك زيادة في الطلب على مساحات الأعمال المشتركة.
وشهدت الهند مؤخرا إطلاق أول صندوق للاستثمار العقاري بواسطة شركة بلاكستون ومجموعة إمباسي في مارس (آذار) لعام 2019. وليس من المستغرب أن يحرك نجاح صندوق الاستثمار العقاري الهندي عمالقة آخرين في المجال الهندي الكبير لمتابعة خطى الصندوق بعد النجاح الكبير الذي حققه.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»